أسباب الإقبال القياسي على التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية
أكثر من مئة مليون ناخب أمريكي أدلوا بأصواتهم مبكرا من أصل 240 مليونا يحق لهم الانتخاب في الولايات المتحدة، وهو ما يشكل رقما قياسيا وتاريخيا في التصويت المبكر.
واظهر التعداد الذي أجرته جامعة فلوريدا أن بطاقات الاقتراع التي أرسلت عبر البريد أو سلمها الناخبون شخصيا قبل أن تفتح مراكز التصويت أبوابها رسميا الثلاثاء، تشكل أكثر من 72 في المئة من العدد الاجمالي للبطاقات في انتخابات 2016.
فقبل أربعة أعوام، قام 57 مليون ناخب بتصويت مبكر بحسب موقع "يو اس ايلكشن اسيستنس كوميشن".
وتجاوزت ثلاث ولايات على الأقل هي تكساس وهاواي ومونتانا، إجمالي الإقبال لعام 2016 خلال التصويت المبكر هذا العام.
تشير أستاذة الإعلام بجامعة ميريلاند الأميركية، إلى أن هناك عدة عوامل أدت إلى ظاهرة الإقبال القياسي والتاريخي على الانتخابات المبكرة، من أهمها جائحة كورونا، وكذلك ما وصفته بـ"مزاعم ترامب".
وتقول إن "عددا كبيرا من الناخبين يتخوفون من الذهاب إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، وبالتالي فضلوا التصويت المبكر حتى يتجنبوا الازدحام الشديد والوقوف في طوابير لساعات طويلة قبل الدخول إلى مركز الاقتراع، وذلك إما عن طريق البريد أو الذهاب بأنفسهم إلى صناديق الاقتراع تجنبا للعدوى مع انتشار فيروس كورونا الكبير".
وسجلت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة أرقاما قياسية في عدد الإصابات وصلت الجمعة إلى مائة ألف.
وبعد تسعة شهور، تأكدت إصابة أكثر من تسعة ملايين شخص بفيروس كورونا المستجد، في الولايات المتحدة، بينما توفي ما يقارب من 236 ألفا بالوباء، ما جعل من الفيروس ثالث عامل متسبب بالوفيات لهذا العام.
وقبل يوم من الانتخابات الرئاسية، أحصت الولايات المتحدة، أكثر من 93 ألف إصابة جديدة، الاثنين.
من ضمن العوامل الأخرى التي ترى أنها أدت إلى الإقبال التاريخي على التصويت المبكر، هي تصريحات ترامب وتشكيكه في نزاهة الانتخاب بالبريد.
وقال ترامب الثلاثاء أثناء زيارته لمقر حملته الانتخابية في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا إن "التصويت عبر البريد ستتخله أمور سيئة"، مشيرا إلى أن هذه الآلية تسهل تزوير النتائج، لكن الاستاذة الجامعية ترى أنه "ليس هناك ما يؤكد صحة تلك المزاعم".
وترى استاذ الإعلام أن مزاعم ترامب جاءت بنتيجة عكسية، "فبدلا من أن يتخوف الناخبون من الإقبال على التصويت المبكر وإرسال بطاقاتهم عبر البريد، وجدنا أن عددا كبيرا منهم يفعل ذلك مبكرا حتى يضمن وصول البطاقات في الوقت المناسب قبل يوم الثالث من نوفمبر أو أن تصل في الثالث من نوفمبر على الحد الأقصى".
ومن ضمن المئة مليون الذين صوتوا مبكرا هناك حوالي 36 مليون أدلوا بأصواتهم بشكل شخصي، وأكثر من 64 مليون عبر البريد.
وفي الماضي، كانت إمكانية الانتخاب بالبريد محصورة بحالات خاصة، منها على سبيل المثال استحالة أن ينتقل الناخب إلى مركز الاقتراع في يوم الانتخابات. لكن هذه السنة، أتاحت غالبية الولايات هذه الإمكانية للجميع بسبب الجائحة.