"الصناديق الأمريكية" وتأثيرها على إيران والاتفاق النووي
بعيدا عن ما ستسفر عنه صناديق الانتخابات الأميركية في 3 نوفمبر ليترأس الولايات المتحدة فإن إيران ستواجه خيارات صعبة بجميع الأحوال، وأي صفقة ستوقعها ستكون أصعب من ذي قبل.
وفق تحليل نشرته فورين أفيرز، للباحث محمد آية الله تابار، فإن الكثيرين يتوقعون جولة جديدة من الدبلوماسية المكوكية بين طهران وواشنطن بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل.
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب عن ثقته في حال إعادة انتخابه بأن بإمكانه إبرام اتفاق جديد مع إيران، فيما قال المرشح الرئاسي، جو بايدن، إنه إذا ما تم انتخابه سيعود للاتفاق النووي السابق.
وهذا يعني أنه كائنا من كان في البيت الأبيض، فإن العودة للمفاوضات والتفاهمات مع إيران ستكون واقعا، ولكنها هذه المرة ستواجه صفقة صعبة، إذ أن واشنطن ألحقت الضرر بطهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وممارسة سياسة عقوبات الضغط الأقصى، والتي قلصت الاقتصاد الإيراني بنحو 7 في المئة، وهبطت بقيمة العملة.
ويشير التحليل إلى أن العقوبات الأميركية وفرت "نفوذا حاسما" لواشنطن، وفي حال التوصل لأي صفقة فإن تنازلات طهران ستكون أكثر.
إدارة ترامب الثانية إذا نجح في الانتخابات ستزيد الضغط مع قليل من الحوافز للوصول إلى صفقة، أما بايدن سيخفف العقوبات مقابل المزيد من القيود على الأنشطة النووية.
وبعيدا عن الجانب الأميركي، فإن هناك عوامل ربما ستؤدي إلى سقوط الاتفاق النووي وتجعل التوصل إلى صفقة مرضية للطرفين فيه الكثير من الصعوبة.
تحليل نشرته صحيفة الغارديان، قالت فيه إن "تولي المحافظين في إيران لمعظم المناصب القيادية" يجعل من الصعب العودة إلى الاتفاق النووي، خاصة في حال ما فاز رئيس متشدد بالانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021.
التحليل الذي كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية في الصحيفة، باتريك وينتور، أشار إلى أن الإصلاحيين في إيران متضررين بشكل كبير خاصة بعد فشل الاستمرار في الاتفاق.
وما فعله ترامب كان أشبه بـ"نسف غرفة المفاوضات بأكملها" هكذا برر وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، الانسحاب الأميركي من الصفقة، وما تبعها من ضغوط اقتصادية.
الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رغم أنه من المدافعين عن الصفقة إلا أنه يجد نفسه أمام الانسياق وراء دعوات داخلية إلى توثيق العلاقات مع الصين.
ويوضح التحليل أنه حتى مع فوز بايدن في الانتخابات، فإنه سيتولى منصبه في أواخر يناير، وهو ما يعني ترك وقت قصير للإصلاحيين لإقناع الداخل الإيراني بالعودة إلى مسار الحوار مع الغرب.
ولكن قد يكون نجاح بايدن أشبه ببارقة أمل للإيرانيين، وسيساهم في تغيير الجو العام للمجتمع هناك على الأقل.
وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 بشكل أحادي من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع إيران إذ اعتبر ترامب أنه غير كاف لمنع طهران من الحصول على قنبلة نووية ووضع حد لسلوكها "المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط.
وأعاد بعد ذلك فرض كل العقوبات الأميركية التي رفعت عام 2015 مع تشديدها.
وكانت إدارة ترامب أعلنت أن هدفها هو إضعاف إيران حتى "تغير موقفها" في المنطقة وتتفاوض على "صفقة أفضل".
لكن مع اقتراب نهاية الولاية الأولى للملياردير الجمهوري، لم تحقق إدارة ترامب أي تقدم على أي من الجبهتين.