مقال بقلم د/ ياسر حسان: ماذا خسر الوفد في الانتخابات البرلمانية، وما هو مستقبل الحزب؟
12:00 ص - الأحد 18 أكتوبر 2020
خاص سياسي
في البداية أنا مؤيد لقرارت الهيئة العليا، لأنها جاءت متوافقة مع ما قرره السيد "أبو شقة" نفسه بخلوّ المنصب من يوم ١٦ أكتوبر، وقد ثمّنت هذا القرار رغم خلافي المعروف معه، ومثل هذه القرارت جدها جد وهزلها جد، فلا يجوز العبث بها أو اعتبارها مخدراً لفترة.
ولا أفهم في الحقيقة منطق السيد السكرتير العام الحالي في رفض ما طلبه السيد "أبو شقة" نفسه، وإذا كان للسيد "فؤاد بدراوي" خريطة طريق أخرى فلابد من طرحها علي الطاولة للجميع.. وأقول للجمعية العمومية للحزب، نعم أخطأت الهيئة العليا عندما صمتت لسنوات، ونعم هناك أعضاء من الهيئة العليا عُيّنوا في مجلس الشيوخ ليس لكفاءتهم ولكن لدعمهم الطريق الآخر.
وما زال هناك موعودون في مجلس النواب.. لكن إذا عرف جزء منهم الخطأ وعمل على التصحيح فينبغي مساندتهم لأن حجم خسارة الوفد كبيرة لو تعملون. خسر الوفد في الصعيد ما تبقى من عائلات تنتمي للوفد منذ ١٩٢٣مثل عائلة حزين في الأقصر، وبدون ذكر أسماء خسر تمثيل قياداته بالكامل في الصعيد لصالح مرشحين بعضهم لم يدخل بوابة الوفد إلى الآن.
وفي القاهرة والدلتا -باستثناء الدكتورة ليلى أحمد أبو إسماعيل- لم تمثل أسرة سراج الدين، وخرج كل قيادات الوفد من الترشيحات في القائمة لصالح شخص انضم للوفد منذ شهرين فقط، أما قائمة الإسكندرية فلا داعي للحديث عنها فالكل يعرف البلاء الذي أصاب الوفد فيها.
ومع احترامي للجميع دخل مجلسى الشيوخ والبرلمان عن الوفد نوابٌ هم أقرب لحزب مستقبل وطن عنهم إلى الوفد، والرهان لابد أن يكون على المستقبل لا الماضي، لأن حجم الخسارة فادح ويحتاج الوفد إلى سنوات طويلة كي يلملم جراحه ويبني قواعده التي فقدها بعوامل الزمن وسوء الإدارة.