الجارديان: "إسرائيل" أمنت العقوبة فأساءت الأدب
قالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إن "إسرائيل" التي تدعي الديمقراطية، قتلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين أثناء الاحتجاجات في الأشهر التسعة الأخيرة من العام 2018، دون أن تتعرض إلى أي مساءلة قانونية أو عقاب من أي نوع كان، في تحد صارخ للقيم الأخلاقية التي تبنى عليها الدول.
وتشير الصحيفة إلى أن "إسرائيل" تقتل فلسطينياً كل يوم، بحسب ما تفيد تقارير الأمم المتحدة، وذلك أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات على طول السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة مطالبين بحقهم في العودة إلى ديارهم، دون أن يحمل أحد منهم السلاح أو أن يشكل خطراً على أحد، وكان من بينهم مسعفون وصحفيون.
وأوضحت الصحيفة أن غزة، التي تعاني أصلاً من الحصار "الإسرائيلي - المصري"، وصلت إلى حد الانهيار في التعامل مع طوفان الجرحى الذين تم نقلهم من الاحتجاجات.
وتتابع: "يُلقي دبلوماسيو "إسرائيل" اللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسيطر على غزة، ويصفونها بالمنظمة "الإرهابية"، كما يتهمونها بتنظيم مظاهرات في "منطقة حرب"".
وخلصت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" ترغب في شن حرب إعلامية وكذلك على الأرض ضد الفلسطينيين، كما أن ما وصفته بالتجاهل الفاضح لأرواح أهل غزة وعدم المساءلة يعكسان حقيقة أنها قد أمنت من المحاسبة، وأنها تكذب دون الخوف من العواقب.
وسلطت الصحيفة الضوء على التناقضات في السياسات التي تنتهجها سلطات الاحتلال، إذ إنها كـ"دولة ترعى الديمقراطية" تسعى إلى محاسبة رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، على خلفية اتهامات تتعلق بالفساد وتلقي الرشى، لكنها تقمع الفلسطينيين وتقتلهم لمجرد خروجهم بمظاهرات احتجاجية لا تشكل خطراً، كما أنها خالية من مظاهر العنف سوى ما يحمله بعضهم من الحجارة في مقابل جنود إسرائيليين مدججين بالسلاح.
وبينما يردد نتنياهو أنه لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تختار قيادتها إلا في صناديق الاقتراع كمحاولة لترسيخ معايير الديمقراطية، تشير الصحيفة إلى أن تلك المعايير لم تكتب للتسامح وضبط النفس، وأنه دون وجود معايير قوية فإن الضوابط والتوازنات الدستورية لن تسعف الديمقراطية بشيء.