"نيويورك تايمز": ما بين حصار وقتل .. أمريكا تواجه مشاكل متزايدة مع السعودية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة تواجه المزيد من المشاكل مع السعودية؛ بسبب سياسات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
فمنذ حصار قطر، الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وفشلت واشنطن في إنهائه، إلى جريمة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي وصل، مساء الأحد، إلى السعودية قادماً من قطر، قال بصراحة غير عادية إن بلاده فشلت في إنهاء الحصار على الدوحة، التي تعتبر شريكاً عسكرياً مهماً لواشنطن.
وقال بومبيو أيضاً إن القادة السعوديين بحاجة إلى التأكد من أنهم سيتحمّلون المسؤولية الكاملة عن مقتل خاشقجي.
تصريحات بومبيو التي أدلى بها من الدوحة قبل توجّهه إلى الرياض، حيث من المقرّر أن يلتقي اليوم بولي العهد السعودي، سلّطت الضوء من جديد على التحدّيات التي تواجه الإدارة الأمريكية في محاولتها للحفاظ على علاقتها بالسعودية وبناء تحالف ضد إيران، وفي الوقت نفسه التخفيف من التداعيات التي سبّبتها سياسات بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية.
الانشقاق بين دول مجلس التعاون الخليجي، الذي بدأ مع حصار قطر في يونيو 2017، مثّل مشكلة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تسعى لتشكيل تحالف من الدول العربية لمواجهة إيران.
وتتهم دول الحصار الأربع الدوحةَ بأنها تموّل الإرهاب، وهي التهمة التي استخفّت بها قطر وأكدت أنها أكاذيب لا أساس لها، في وقت يقول فيه المسؤولون بالدول الأربع إن هذا الحصار يمكن أن يستمرّ لسنوات، وهو الاستنتاج الذي يبدو أن على الولايات المتحدة التعامل معه خلال الفترة المقبلة.
بومبيو قال في الدوحة إنه يعتزم طرح قضية حصار قطر على بن سلمان خلال اجتماعهم، بعد أن كان مقرّراً أن يكون الاجتماع مساء أمس، وفور وصوله للسعودية، غير أنه تم تغيير جدول الزيارة فجأة.
والتقى بومبيو مع عادل الجبير، وزير الخارجية السابق، وشقيق بن سلمان خالد، سفير السعودية في أمريكا.
وأدّى بن سلمان دوراً في كل من حصار قطر، والحرب على اليمن، ورغم الجهود الأمريكية فإن السعودية ما زالت مصرّة على حصار جارتها الغنيّة بالغاز، فلقد أبلغت الولايات المتحدة دولَ الخليج أنها لن تشارك بأي تدريبات عسكرية ما لم تكن قطر حاضرة.
من جهته اعتبر وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مع بومبيو، في الدوحة أمس، أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تسير باتجاه شراكة قوية وقائمة على أواصر عمل قوية للغاية.
ولا تُظهر قطر حتى الآن أيّ تخلٍّ عن التزاماتها العسكرية مع الولايات المتحدة، حتى إنها أعلنت، أمس، توسيع قاعدة العُديد العسكرية التي تضمّ قرابة 10 آلاف جندي أمريكي، وتُعدّ الكبرى في المنطقة.
ولكن المسؤولين في البنتاغون والمخابرات المركزية يخشون من أن يؤدّي الحصار المفروض على قطر لدفعها باتجاه تقارب أكبر مع إيران، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن هناك ضغوطاً كبيرة تمارَس على إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن علاقته مع السعودية، فلقد صوّت مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون على قرار إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية للتحالف السعودي في حربه باليمن.
كما أن قضية الفتاة السعودية، رهف القنون، التي هربت من بلادها وحصلت مؤخراً على لجوء في كندا، سلّطت الضوء من جديد على أحوال المرأة السعودية وحالة حقوق الإنسان، في حين لا تزال قضية اغتيال خاشقجي تلقى تفاعلاً.