طائر النورس .. مصدر إلهام جديد للعلماء
لا تزال الطبيعة مصدر إلهام كبير للعلماء؛ فمن دقّتها يستنبطون أفضل الحلول، ومن جمالها الساحر يستوحون أجمل التصاميم، وقصة اليوم يرويها طائر النورس.
إذ أثار استقرار النورس في طيرانه، وتكيّف أجنحته خلال الرياح الشديدة، إعجاب العلماء، ودفعهم لإنشاء جيل جديد من التصاميم الخاصة بصناعة الطائرات.
ووفقاً لموقع "إنترستنك إنجنيرينك"، فإن باحثين من جامعة كولومبيا البريطانية، نظروا إلى طائر النورس كمصدر للابتكار.
ويُعدّ النورس الطائر الأكثر وفرة في نصف الكرة الشمالي، وهذه الطيور لديها تقنية طيران رائعة، يمكن استخدامها لتحسين تصميم الطائرات.
إذ يعمد النورس إلى إجراء خطوة بسيطة يمكن تنفيذها على الطائرات تمنحه المزيد من الاستقرار أثناء الطيران في اليوم العاصف.
ويغيّر النورس زاوية مفصل المرفق، ما يؤدّي إلى تغيّر شكل الجناح الممتدّ، مشكّلاً بذلك هيكلاً مرناً، ما يجعل الأجنحة تقترب بشكل أساسي من أجسادها، ومنطوية إلى الخلف. هذه المناورة البسيطة تمنح الطائر مزيداً من التحكّم خلال ظروف الرياح الشاقة.
يجلب هذا الاكتشاف الكثير من الإثارة للمجتمع؛ بسبب إمكانية تطبيقه على الطائرات.
ويقول عالِم الحيوان في جامعة كولومبيا البريطانية، دوغلاس ألتشولر: "بينما نعرف أن الطيور تغيّر شكل أجسادها بشكل متكرّر، فإن هذا هو أول دليل تجريبي يوضح كيف يؤثر هذا الجناح على استقرار الطيور".
ويستمر بالقول: "وفي هذه الحالة يشير تصميم الجناح في النورس إلى تصميم مفصل جديد وبسيط إلى حدٍّ كبير، يمكن أن يسمح هذا المفصل للطائرات بالتكيّف بشكل ديناميكي مع الظروف الصعبة".
استغرق الباحثون وقتاً طويلاً لمراقبة النوارس في البرية، وصمّموا جناحاً مشابهاً لجناح النورس، وأجروا عليه اختبارات في نفق الهواء، وأثبت نجاحه بشكل مرضٍ.
وتقول الباحثة كريستينا هارفي المشاركة في الدراسة: "لا يكفي للطيور أن تُنتج ما يكفي من الرفع والضغط فقط، إذ يجب عليها التحكّم بمسارات رحلاتها واستقرارها، حتى تتمكّن من النجاح في البحث عن الطعام بمختلف الظروف والتنقّل في الطبيعة".