عباس يعلن حربه على "حماس".. اعتقال لقادتها وإغلاق للمصالحة

عباس يعلن حربه على "حماس".. اعتقال لقادتها وإغلاق للمصالحة
عباس يعلن حربه على "حماس".. اعتقال لقادتها وإغلاق للمصالحة

يمر ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي "حماس" و"فتح" في أسوأ وأصعب مراحله، أدخلته القرارات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس محمود عباس في نفق مظلم وطويل، سيقف الوسيط المصري عاجزاً ومكتوف الأيدي عن إخراجه لشهور عديدة.


التصعيد ضد حركة "حماس"، الذي رفع عباس رايته عالياً قبل أيام، سيكون عنواناً متكرراً للأحداث الساخنة في العام 2019، ولن تتوقف عند قرار حل المجلس التشريعي، بل سيتبعها خطوات أكثر حساسية وتأثيراً ستساهم في تعتيم المشهد بأكمله وتزيده تعقيداً.

عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فضل عدم نشر اسمه، كشف في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين"، أن عباس قد أبلغ الجانب المصري عبر وسطاء من الحركة، قبل أيام، بأنه لن يقبل استمرار الوضع الراهن مع حركة "حماس"، وستكون له خطوات أكثر قوة وتصعيداً خلال المرحلة المقبلة ضد الحركة.

ويضيف أن لغة التهديد التي وصلت مصر من قبل عباس لن تتوقف عند الخطوات الاقتصادية الصارمة التي يتبعها مع قطاع غزة بتجفيف المنابع المالية، من خلال البنوك وتعطيل القروض، وحتى تقليص رواتب الموظفين، بل التهديد سيشمل الضفة الغربية، وستدخل "حماس" في قائمة الاستهداف المباشر.

- حرب عباس بالضفة
ويوضح القيادي الفتحاوي أن قادة "حماس" بالضفة، وخاصة منهم النواب الذين فقدوا الحصانة البرلمانية بعد قرار حل المجلس التشريعي، سيكونون جميعاً ضمن دائرة الاعتقال والملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة، وسيستخدمون ورقة ضغط على حماس بغزة.

ويشير إلى أن عباس سيتخذ كذلك خطوات صارمة استناداً إلى القرار الذي صدر قبل سنوات لحظر نشاط "حماس" بالضفة، وملاحقة كل عناصرها ومؤيديها خاصة في الجامعات والمساجد، إضافة لإغلاق كل المؤسسات التي تشرف عليها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ويتابع حديثه قائلاً: "خلال الشهور الستة المقبلة والتي من المقرر أن تبدأ فيها الانتخابات التشريعية، بحسب ما أعلنه عباس، في نفس اليوم من حل المجلس التشريعي الشهر الماضي، ستكون الضفة الغربية شبه خالية من كل أنصار وقادة حماس، لضمان نجاح فتح فيها".


وبسؤال حول مصير ملف المصالحة الداخلية في ظل حالة التصعيد والتوتر القائمة بين غزة ورام الله، أكد القيادي الفتحاوي أن رام الله قد طالبت القاهرة بشكل رسمي بضرورة إغلاق هذا الملف بشكل نهائي، وأن توقف وساطتها به حتى إجراء الانتخابات التشريعية.

وأضاف: "خلال الاثني عشر عاماً الماضية لم نحقق أي اختراق بهذا الملف، وعجلة المصالحة تدور بنفس المكان، وهذا الأمر أضعف كثيراً من موقف الوسيط المصري، الذي بات لا يملك أي حلول جادة ومنطقية لمساعدة الفلسطينيين في تخطي أكبر أزمة داخلية يواجهونها".

- تعقيد المشهد الفلسطيني
ويشير، في ختام تصريحاته لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن الوضع الفلسطيني الداخلي سيتعقد للغاية وسيزيد غموضاً خلال الأسابيع المقبلة، خاصة بعد استنفاد جميع الأوراق من أجل إتمام وحدة حقيقية، متوقعاً في الوقت ذاته أن تعيد حركة "حماس" تشكيل اللجنة الإدارية لحكم غزة بمشاركة فصائل أخرى.

وبعد قراره المثير للجدل بحل المجلس التشريعي (22 ديسمبر الماضي)، دشن عباس 2019 بتصعيده على "حماس"، حين اتهمها خلال انطلاقة حركته الـ54 قبل يومين بـ"الجاسوسية"، و"الخارجة عن الصف الوطني"، وهو ما استنكرته "حماس"، وقالت في بيان لها وصل "الخليج أونلاين": إن "هذه العبارات التي عكست شخصيته المهزومة لا تليق برئيس، ولا يتشرف بها الشعب الفلسطيني، والتي عبرت عن حجم البؤس واليأس الذي يتملكه جراء السياسات الفاشلة التي اتبعها، والمواقف المدمرة التي اتخذها على مدار حكمه، وفرضها على الشعب وكل مكوناته، وأثرت على وحدته ورؤيته السياسية المتعلقة بإدارة الصراع".

وفي إطار الهجوم المتواصل من قادة "فتح" على "حماس"، قال وزير الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ، في تصريح تلفزيوني أمس الثلاثاء: إن "التحالف الشيطاني في غزة مصيره كمصير الحركات التي حاولت أن تجهض فتح الكبيرة، وما أقدمت عليه حماس في غزة أمس سيجعلنا نعيد النظر في العلاقة معها".

ومن الضفة الغربية، قالت القيادية في حركة "حماس" والنائبة في المجلس التشريعي، سميرة الحلايقة، في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين": إن "عباس قد أعلن الحرب على حماس بالضفة، وهو يحاول من خلال ملاحقاته واعتقالاته لقادة وأنصار الحركة تغييب دورها عن الشارع الفلسطيني".

واعتبرت أن كل الخطوات التي ينوي عباس اتخاذها ضد الحركة بالضفة، تتساوق وتتماشى مع مصالح ومخططات الاحتلال في القضاء على المقاومة وإبقاء الضفة مستباحة وساحة لعربدة الجنود والمستوطنين.

وأشارت إلى أن "حماس" والمقاومة ستبقى دائماً شوكة عصية على الكسر في حلق الاحتلال الإسرائيلي وكل من يساند مخططاته العنصرية من السلطة الفلسطينية، قائلةً: "كان أولى بعباس من أن يطلق التهديدات نحو حماس والمقاومة أن يواجه المحتل وجيشه الذي تجاوز بجرائمه كل الخطوط الحمراء".

وفي ذات السياق، حمّل القيادي في حركة "حماس"، سامي أبو زهري، "فتح" وعباس المسؤولية الكاملة عما يتعرض له  قادة "حماس" وأنصارها بالضفة الغربية.

وفي تدوينة له على موقع "توتير"، قال: "حركة فتح ترتكب مجزرة حقيقية ضد كوادر حماس في الضفة المحتلة، من خلال حملة اعتقالات واسعة، وهذه الممارسات تجعل محمود عباس مسؤولاً عن تمزيق الصف الوطني وتدمير القضية الفلسطينية".

الجدير ذكره أن أجهزة أمن السلطة، وعلى رأسها جهاز الأمن الوقائي، شن خلال الساعات الأخيرة حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت العشرات من قادة وأنصار "حماس" بالضفة، وهذا التصعيد جاء في ظل تعثر كل الجهود التي بذلت بملف المصالحة ووصولها إلى طريق مسدود.