توقعات بانسحاب "البيت اليهودي" اليوم وانهيار حكومة نتنياهو
رجّحت مصادر إعلامية عبرية، صباح الاثنين، إعلان وزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي من "البيت اليهودي" استقالتهما من حكومة بنيامين نتنياهو، وانسحاب الحزب من الائتلاف الحكومي.
وذكرت إذاعة "كان" العبرية أن نفتالي بينيت (وزير التعليم)، قد دعا إلى مؤتمر صحفي، صباح اليوم (الاثنين)، في الكنيست (البرلمان)، وذلك بعد انتهاء جلسة عقدتها كتلة حزبه، مساء الأحد.
ومن المقرّر أن يعقد بينيت مؤتمراً صحفياً بمشاركة وزيرة القضاء الإسرائيلية، إيليت شاكيد، المنتمية لنفس الحزب، وسط توقعات بإعلان استقالتهما وانسحاب حزبهما من الائتلاف الحكومي على ضوء المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو، مساء الأحد.
ويشهد الائتلاف الحكومي الإسرائيلي "أزمة حادّة"؛ منذ اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، الذي دفع وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، إلى تقديم الاستقالة.
وقد صرّح مقرّبون من بينيت لعدد من وسائل الإعلام العبرية بأنه سيقدم استقالته هو والوزيرة شاكيد؛ على خلفية رفض نتنياهو تسليمه حقيبة الحرب بعد استقالة ليبرمان من المنصب.
وفي حال أعلن بينيت وشاكيد استقالتهما وانسحاب حزبهما (البيت اليهودي) من الائتلاف الحكومي، يُتوقّع إجراء انتخابات مبكّرة، في مارس 2019.
وأعلن نتنياهو، مساء الأحد، في مؤتمر صحفي، أنه بدأ يمارس مهامه وزيراً للحرب، في حين حذّر من أن "إسقاط الحكومة في هذا الوقت الحساس أمنياً تصرّف غير مسؤول".
ورأت شاكيد أن الحكومة الحالية "لم تعد يمينية، وأن الأمر الوحيد الذي يبرر استمرارها حتى نوفمبر 2019، هو إحداث بينيت نقلة نوعية في الأمن تستعيد هيبة الردع الإسرائيلية التي ضاعت تحت الوزير المستقيل أفيغدور ليبرمان".
ودعت في مقابلة إذاعية، صباح الاثنين، إلى إجراء الانتخابات العامة المقبلة في أقرب وقت ممكن لتشكيل حكومة جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، يكون "البيت اليهودي" أقوى حزب إلى يمينه.
من جهته قال رئيس "المعسكر الصهيوني" المعارض، آفي غاباي، رداً على تصريحات نتنياهو: إن "الأمن في إسرائيل هو الأكثر أهمية، لكنّ خلط السياسة بالأمن أدى إلى المسّ بأمن سكان الجنوب (غلاف غزة)".
وتابع غاباي: "من أجل هذا السبب علينا الذهاب لانتخابات فورية. بالإمكان تبديل الحكومة الحالية بحكومة تهتم أكثر بأمن مواطني إسرائيل".
وفي السياق نقلت القناة العبرية السابعة، صباح الاثنين، عن مصادر في الائتلاف الحاكم قولها إنها تتوقّع أن يُقدّم وزراء حزب البيت اليهودي استقالتهم من الحكومة اليوم، وهذا يعني حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكّرة.
وكشفت القناة عن أن نتنياهو طلب تدخل عدد من الحاخامات (رجال الدين اليهود) لإقناع بينيت بالتخلي عن مطالبه، إلا أن بينيت أصرّ على تسلّم حقيبة وزارة الحرب.
وأشارت القناة السابعة، نقلاً عن مصادر قريبة من نتنياهو، إلى أن الأخير لا يمانع نقل حقيبة وزارة الخارجية إلى بينيت.
بدوره أعلن حزب الاتحاد الوطني اليميني المتحالف مع حزب البيت اليهودي أنه في حال انسحاب بينيت وشاكيد فإن وزير الزراعة، أوري أرييل، وعضو الكنيست عن الاتحاد بتسلئيل سموتريتش، سيستقيلان هما الآخران من الحكومة، مؤكّدين دعمهما لتولي بينيت حقيبة الجيش.
وكان رئيس حزب "كولانو"، موشيه كحلون، ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، حدّدا يوم 26 مارس 2019، موعداً لإجراء الانتخابات العامة للكنيست، إذا فشلت المساعي لحلحلة أزمة الائتلاف الحكومي.
يُشار إلى أن الأزمة الحكومية في الدولة العبرية بدأت مع استقالة ليبرمان، في أعقاب الاتهامات التي وُجهت له بالمسؤولية عن إخفاق الجيش في المواجهة المسلّحة الأخيرة التي اندلعت الأسبوع الماضي، على حدود غزة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال، والتي أفضت للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، رغم قيام فصائل المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.