دائرة التصعيد في غزة تتسع والمقاومة تهدد بقصف "تل أبيب"
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف العديد من المباني المدنية في قطاع غزة بعشرات الصواريخ من الطائرات الحربية، اليوم الثلاثاء، في حين أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من أربعمئة صاروخ على مناطق إسرائيلية، أدت إلى مقتل إسرائيليَّين بينهم جندي، وإصابة أكثر من 90 آخرين.
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينيةُ استشهاد 4 مواطنين في القصف الإسرائيلي، منذ أمس الاثنين حتى الآن، وإصابة 10 آخرين إثر استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين شمالي قطاع غزة.
وكانت آخر عمليات القصف الإسرائيلي تدمير فضائية "الأقصى" الإعلامية التابعة لحركة "حماس" بالكامل، وقصف مبنى لجهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية وتسويته بالأرض، وقصف مبنى سكني وسط مدينة غزة، واستهداف جمعية خيرية شمالي المدينة.
وعاد بث فضائية الأقصى بعد القصف بـ 15 دقيقة فقط، حيث عرض مشهد لاستهداف المقاومة الفلسطينية حافلة تقل جنود الاحتلال بصاروخ "كورنيت" شرق جباليا شمالي قطاع غزة، واشتعال النار فيه
ويظهر في الفيديو الحافلة وهو تسير وبجانبه عدد من الجنود قبل استهداف بالصاروخ الذي أصابه بشكل مباشر، بينما لم يعترف الاحتلال إلا بإصابات نتيجة الاستهداف.
واستهدفت طائرات الاحتلال عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين جنوب القطاع وشماله، بعدد من الصواريخ بعد إنذار ساكنيها بخمس دقائق فقط قبل عملية القصف، وفق مراسل "الخليج أونلاين" في غزة.
وأفاد مراسلنا أن طائرات الاحتلال استهدفت غرف للصيادين في ميناء غزة، وقصفت أراضي زراعية فارغة شرق مدينة غزة.
وأعلنت جميع المؤسسات الحكومية بما فيها مؤسسات القطاع الخاص، تعليق الدوام الرسمي، بسبب التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وقصف الأهداف المدنية.
بدوره، أكد "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مدينة المجدل المحتلة دخلت دائرة النار رداً على قصف المباني المدنية في غزة، مهدداً أن أسدود وبئر السبع سيكونان الهدف التالي إذا تمادى الاحتلال الإسرائيلي في قصف المباني المدنية الآمنة.
وقال في تغريدة له على حسابه في "تويتر" إن: "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار، عسقلان البداية ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".
وكذلك، هدد أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بقصف مدينة "تل أبيب".
وقال أبو حمزة في بيان له، اليوم الثلاثاء، إن: " ردود المقاومة منذ مساء أمس وحتى اللحظة يأتي في إطار الردود التقليدية التي يتوقعها الاحتلال، وأن ما لا يتوقعه العدو هو قادم خلال الساعات القادمة".
وأضاف إن:" ما حدث من ضربات موجعة وقاتلة بفعل صواريخ المقاومة منذ البداية وحتى الأن يأتي ردا طبيعياً على تمادي العدو الصهيوني في جرائمه وعنجهيته التي استهدفت أبناء شعبنا".
واستدرك بالقول: "قرار المقاومة الآن لقطعان المستوطنين في مدينة تل الربيع المحتلة بالبقاء الى جانب ملاجئ".
قصف المقاومة
مصادر إعلامية إسرائيلية، أكدت أن صواريخ المقاومة الفلسطينية سقطت على عدد من المباني بشكل مباشر في مدينة عسقلات، وتسببت في مقتل اثنان بشكل مباشر.
وفشلت القبة الحديدية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الفلسطينية، وهو ما تسبب بوصولها إلى عدد من المباني والأهداف العسكرية بشكل مباشر وأحداث عدد من القتلى والإصابات، وفق ما رصد "الخليج أونلاين".
وقالت القناة الثانية العبرية الليلة إن عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه الجنوب ارتفع إلى 400 صاروخ وذلك منذ ساعات عصر أمس الاثنين وحتى منتصف هذه الليلة.
وتسببت صواريخ المقاومة، بأضرار مادية جسيمة، بمدن كلاً من عسقلان، وسديروت، ونتيفوت، وكلها لا تبعد عن قطاع غزة سوى 30 كيلو متر، وهي مناطق مأهولة بالسكان.
وسجلت نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية إصابة 100 إسرائيلي نتيجة تواصل سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية، منها 15 بحالة فوق المتوسطة.
كذلك، علق الاحتلال الدراسة في جميع مدارس المستوطنات والمدن القريبة من غزة اليوم الثلاثاء، وكذلك مدن الجنوب ومن بينها بئر السبع وعسقلان وأسدود وكريات ملاخي وأوفكيم.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، عبر موقعها الإلكتروني، أن جيش الاحتلال دعا كل السكان في جميع مناطق مستوطنات "غلاف غزة" إلى التوجه إلى الملاجئ.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى انتهاء اجتماع لرئيس وزراء الاحتلال ووزير الأمن وقائد أركان الجيش عقب اتخاذ قرارات تنفيذية ميدانية ضد قطاع غزة.
وحول جهود التهدئة، وقال مصادر دبلوماسي مصري مطلع على الجهود المصرية إن الاتصالات التي قامت بها القاهرة فشلت في تطويق التصعيد العسكري الحاصل في غزة، محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية عن التصعيد.
وأكدت المصادر أن السلطات المصرية ستواصل تكثيف اتصالاتها من الأطراف المعنية لوقف التصعيد "رغم صعوبة الأوضاع"، على حد تعبيرها.