أول صورة لاختفاء خاشقجي .. وتركيا تبحث عن شاحنة سعودية
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أول صورة تتعلق باختفاء الكاتب والإعلامي السعودي الشهير جمال خاشقجي، والذي دخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية منذ الثاني من أكتوبر الجاري واختفى بعدها، في وقت تبحث فيه السلطات التركية عن شاحنة سوداء تقل فريقاً تعتقد أنه وراء اختفاء خاشقجي.
وأظهرت الصورة التي نشرتها الصحيفة الأمريكية يوم الاثنين لحظة دخول خاشقجي مقر القنصلية السعودية، وكانت الصورة تشير إلى تاريخ الثاني من أكتوبر في الساعة الواحدة وأربعة عشر دقيقة وستة وثلاثين ثانية، في حين أكد مراسل "الخليج أونلاين" بالفعل أن هذا هو مقر القنصلية السعودية الذي قام بمعاينته بعد اختفاء الصحفي السعودي.
وتوقعت مصادر تركية أن يتم في غضون اليومين القادمين الكشف عن المزيد من الصور والفيديوهات المتعلقة باختفاء خاشقجي، وذلك في الوقت الذي تصر فيه السلطات السعودية على أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد أن دخلها، دون أن تقدّم أي دليل على ذلك، وهو ما طالب به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتؤكد عدة مصادر تركية نبأ مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وتشير إلى عملية تهريبه من داخل القنصلية إلى خارجها.
وكانت وكالة الأنباء التركية الرسمية نقلت عن مصادر أمنية تركية قولها إن خمسة عشر مواطناً سعودياً، بينهم مسؤولين، وصلوا إلى إسطنبول على متن طائرتين، ومن ثم توجهوا إلى القنصلية السعوية ودخلوا في الوقت الذي دخل جمال خاشقجي إليها، ومن ثم خرجوا وعادوا إلى البلاد التي قدموا منها، في حين لم يخرج خاشقجي من القنصلية منذ الثاني من أكتوبر الجاري.
ولدى السلطات السعودية حتى الآن ما تقدمه لأنقرة بشأن إثبات خروج خاشقجي من مقرها في اسطنبول، رغم ادعائها بأن كاميرات المراقبة الموجودة داخل القنصلية لم تكن تسجّل حينها.
وحول ترتيب السلطات السعودية عملية قتل خاشقجي، كشفت شبكة "إن بي سي" (NBC) نيوز الإخبارية الأمريكية في مقال مطوَّل أن "خاشقجي قد سعى في السابق للحصول على الأوراق المطلوبة من خلال السفارة السعودية في واشنطن، لكن تم توجيهه إلى القنصلية في إسطنبول"، وهو ما يؤكد شكوكاً حول التدبير المسبق للعملية.
وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن السلطات التركية تفحص تسجيلات كاميرات الشوارع بحثاً عن شاحنة سوداء خرجت من القنصلية السعودية الأسبوع الماضي تقل فريقاً تعتقد أنه وراء اختفاء الصحفي السعودي.
وكتب مارتن شولوف وباتريك وينتور تقريراً من إسطنبول، يوم الثلاثاء، قالا فيه إن محققين أتراك يعتقدون أن تلك الشاحنة واحدة من 6 سيارات كانت "تقل فريقاً سعودياً يعتقد أنه وراء اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
ويقول مسؤولون أتراك إن القافلة غادرت القنصلية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي. وقد أظهرت كاميرات أمنية وجود صناديق في الشاحنة التي تحمل لوحة دبلوماسية.
وبعد مغادرة القنصلية سارت 3 سيارات يساراً، بينما اتجهت البقية يميناً، أما الشاحنة التي غطيت نوافذها باللون الأسود فقد اتجهت إلى طريق سريع قرب القنصلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين الأتراك لمحوا إلى أن لديهم معلومات عن اختفاء الصحفي السعودي أكثر من التي كشفوا النقاب عنها.
وبعد مرور أسبوع على اختفاء خاشقجي، طالب الرئيس التركي، مسؤولي القنصلية السعودية بإسطنبول بتوضيح أسباب عدم خروج الكاتب والصحفي المعارض من المبنى.
وأكد أردوغان على أن خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول، مشيراً إلى أنه يتابع شخصياً ملابسات اختفائه الغامض.
ودخل جمال خاشقجي الثلاثاء الماضي إلى قنصلية السعودية في إسطنبول بهدف استخراج وثيقة عائلية. ويقول الجانب السعودي إنه خرج بعد فترة قصيرة من دخوله القنصلية، لكن خطيبته التركية تؤكد أنها انتظرته طوال اليوم، أمام القنصلية السعودية ولم يخرج.