لندن تتهم الاتحاد الأوروبي بـ"إهانة الشعب البريطاني"
اتهم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، مساء السبت، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بإهانة الشعب البريطاني ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، عبر صورة نشرها على إنستغرام.
ويأتي موقف هانت عقب أيام من قمة سالزبورغ في النمسا، والتي رفض خلالها القادة الأوروبيون عرض لندن، حول مستقبل العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد الانفصال عنه.
وصرح هانت لـ"بي بي سي" قائلاً: "علينا تبني اللهجة الملائمة، إن إهانة رئيسة الوزراء وإهانة الشعب البريطاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوصول إلى الشتائم، لن نتمكن من معالجة هذا الوضع الصعب بهذه الطريقة".
وأضاف: "لا تنظروا إلى الكياسة والأدب لدينا على أن أنه ضعفاً، إذا وضعتمونا في وضع صعب فاننا سنصر على مواقفنا".
وطالب الوزير البريطاني بأن تجرى المفاوضات ضمن أجواء من "الاحترام المتبادل"، مبيناً أنه "نحتاج إلى رؤية مقاربة مختلفة من جانب الاتحاد الأوروبي".
ورداً على سؤال عن رؤيته للنتيجة النهائية للمفاوضات وإحتمال أن توقع لندن وبروكسل اتفاقاً للتبادل الحر، يماثل الاتفاق الذي تم بلوغه مع كندا، اكتفى هانت بالرد: "لا استبعد شيئاً".
وذكرت صحيفة "ذا تلغراف" أن العديد من أعضاء الحكومة، بينهم وزير الداخلية ساجد جاويد، قد يدفعون نحو حل في هذا الاتجاه خلال اجتماعهم مع تيريزا ماي الاثنين.
ووقعت كندا اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، يزيل الغالبية العظمى من الرسوم الجمركية على الصادرات المتبادلة، لكن دون دفع كندا رسوماً للدخول إلى السوق الموحدة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد رفض خطة بريطانيا حول "البريكست"، وبعدها مباشرة نشر دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، صورة مستفزة لرئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، على موقع انستغرام "تطلب كعكة بينما يرد عليها هو بالرفض".
ووصفت "بي بي سي" تصرف توسك بأنه "استفزازي" فيما اعتبرته صحيفة "ذا دايلي اكسبرس" " مستفزاً"، كما قالت صحيفة "ذا انديبندنت" أن دونالد توسك "يحرك السكين في الجرح بعد قمة سالزبورغ".
واعتبر قادة الاتحاد الأوروبي خطة لندن للخروج، لا تصلح للتطبيق لأنها تهدد بتقويض "السوق الموحدة".
وعلقت ماي على هذا الرفض في خطاب تليفزيوني للشعب البريطاني، الجمعة الماضية، بأن قادة أوروبا رفضوا خطتها دون تقديم بديل، وهو ما اعتبرته "أمراً غير مقبول".
كما كشفت بوضوح في خطابها أنها مستعدة للانسحاب من المفاوضات بدلاً من القبول "باتفاق سيء".
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019، لكن يحاول الجانبان التوصل لاتفاق تجارة ومناطق تعاون أخرى بحلول نوفمبر المقبل.