سر يكشف لأول مرة: هكذا سلمت السعودية والإمارات اليمن للحوثيين؟
أزاح ياسر اليماني، المتحدث باسم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الستار عن كم من الأسرار والغموض التي كانت تحيط بفترة سيطرة جماعة الحوثي على اليمن.
وكشف اليماني، القيادي البارز في حزب المؤتمر، عن "مخططات" الإمارات والسعودية للقضاء على "الإخوان المسلمين" بعد إقناع صالح بها.
وفي حديث أجرته وكالة "سبوتنيك" مع اليماني، قال إن "تحالف حزب المؤتمر مع الحوثيين كان خدعة تعرض لها الحزب".
وشدد اليماني على أن "الجميع ساهم فيما وصلت إليه اليمن"، موضحاً أن "المبعوث الأممي السابق لليمن جمال بن عمر، وحزب المؤتمر الشعبي العام، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ساهموا جميعاً في وصول الحوثيين إلى صنعاء".
وأضاف: "علينا مراجعة تصريحات محمد ناصر وزير الدفاع اليمني السابق، بعد عودته من الإمارات قبل سقوط صنعاء ومحافظة عمران، بأن الجيش اليمني على الحياد"، متسائلاً: "كيف يكون الجيش على الحياد ومعسكرات الدولة تقاتل المليشيات؟"، موضحاً أن "الإمارات رتبت لسقوط محافظة عمران بذريعة إسقاط حزب التجمع اليمني للإصلاح".
كما أعرب اليماني عن أسفه لما آل إليه حال بلاده قائلاً: "كنا نتمنى ألا يضع الأشقاء العرب اليمن في هذا الوضع، كنا نتمنى ألا يساهموا في سقوط اليمن".
وتابع حديثه مبيناً أنه "كان يمكن أن تحاكم حزباً أو جماعة أو أي طرف ديني، بعيداً عن المجيء بعناصر موالية لإيران وحزب الله وتفرض أجندة على اليمن واليمنيين".
- دور الإمارات
وأكد المتحدث السابق باسم صالح أن "الإمارات ساهمت بشكل كبير فيما وصلت إليه الأمور في اليمن"، موضحاً أن "أبوظبي هي من أقنعت الرئيس السابق علي عبد الله صالح بهذا السيناريو الذي تعيشه اليمن في الوقت الحالي".
وأضاف: "أقنعت الإمارات الرئيس صالح والمؤتمر الشعبي العام بالتحالف مع الحوثيين بزعم إسقاط الإخوان أو الإصلاح، واستطاعت أن تجعل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر يبتلعا الطعم، وكذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي".
وتساءل اليماني: "لماذا تقبلت السعودية سقوط صنعاء، وأن يخرج علينا الزياني وجمال بنعمر بعد اقتحام دار الرئاسة والتلفزيون والأماكن السيادية، ليقولوا إنهم ذهبوا بقادة الحوثيين للتوقيع على مبادرة السلم والشراكة بدار الرئاسة، في الوقت الذي لم يكن هناك سلم أو شراكة بعد أن أسقطوا اليمن والعاصمة بالسلاح، فكيف يخرج الزياني ليبارك هذا الأمر تحت ظلال البنادق ويطلق عليه اتفاق السلم والشراكة؟".
وزاد اليماني: "كان دخول الحوثيين إلى صنعاء انقلاباً على المبادرة الخليجية بصورة أساسية، واتفاق السلم والشراكة الذي تم التوقيع عليه بعد دخول الحوثيين العاصمة صنعاء لم يتطرق بكلمة واحدة إلى المبادرة الخليجية، وهذا يعني أن الجميع ساهم في إسقاط الدولة، وسيدفع الجميع الثمن؛ لأن جماعة الحوثي هى جماعة متمردة لها أجندة عقائدية وليست سياسية".
وتابع قائلاً: "أنا أتحدث عن شهادتي على ما حدث، فالسعودية والإمارات هم من فرضوا على الرئيس صالح أن يكون عوناً ودعماً للمليشيات الحوثية عن طريق الحرس الجمهوري وقيادات المؤتمر".
- علاقة ملغومة
وفي حين قال إن العلاقة بين حزب صالح والحوثيين لم تكن إيجابية، نفى اليماني و جود "وفاق أو مشروع وطني حقيقي بين الطرفين على الإطلاق"، مبيناً أن "كل طرف كان ينظر لتلك العلاقة على أنها استخدام للآخر حتى يصل إلى هدفه"، كما أكد أن "التحالف العربي لم تكن لديه نوايا حقيقية لإعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".
القيادي في حزب المؤتمر أكد أنه "كان هناك قنوات تواصل بين بعض قيادات المؤتمر مع الرياض، وكان يصعب التواصل المباشر بين الرئيس صالح والسعودية بعد اشتداد الحرب والخراب والدمار وهدم البنية التحتية".
وأضاف أن "صالح كان يدرك خطورة جماعة الحوثي، وعليه بعث العديد من الرسائل للتحالف، وحملت أنا رسالة بشكل خاص من الرئيس صالح، وكان معي من الطرف الآخر الكاتب عبد الرحمن الراشد في الرياض، وكانت الرسالة موجهة للسعودية بضرورة وقف العدوان بشكل تام والإعداد لمصالحة وطنية، والعمل وفق المبادرة الخليجية ورفع العقوبات المفروضة على اليمن".
وبين أن "رد الرياض على تلك الرسالة كان إيجابياً للغاية، وفي اليوم التالي تحرك المبعوث الأممي إلى صنعاء وتم عقد أول لقاء بين المبعوث الأممي والرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء، وكان اللقاء إيجابياً، لكن تطورت الأمور بعد ذلك من جانب الحوثيين".
ويبدو أن محتوى رسالة صالح للرياض قد وصل للحوثيين، وأدركوا أن هناك قنوات بين التحالف وصالح فبدؤوا مهاجمة منازل الأخير، بعد تيقنهم من أن المؤتمر يريد إبعادهم عن المشهد بشكل كامل، بحسب رواية اليماني.
واستطرد قائلاً: "حتى الآن لا ندري من أوصل محتوى الرسالة أو الاتفاق للحوثيين"، مستدركاً بالقول: "يبدو أنه كان هناك اختراق كبير يقوم بتسريب كل ما كان يدور بين المؤتمر الشعبي في اليمن وبين الأشقاء في السعودية".
وكان الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، قد قُتل في شهر ديسمبر الماضي، على يد جماعة الحوثي.
وبقي صالح على رأس الهرم السياسي في اليمن مدة 33 عاماً قبل أن يتنحى في عام 2012 بعد قيام ثورة ضده، وتحالف صالح مع الحوثي ضد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تولى الحكم خلفاً له، قبل أن يتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية ويشن عمليات عسكرية في اليمن لإعادة الشرعية له.