اتّفاق سلام ينهي الحرب الأهليَّة بين جنوب السودان والمتمرِّدين

اتّفاق سلام ينهي الحرب الأهليَّة بين جنوب السودان والمتمرِّدين
اتّفاق سلام ينهي الحرب الأهليَّة بين جنوب السودان والمتمرِّدين

وقَّع رئيس جنوب السودان، سلفا كير، ورئيس أكبر جماعة متمرّدة في بلاده، اتّفاقاً نهائياً للسلام وتقاسم السلطة، وأشادا بحقبة جديدة من السلام طال انتظارها.


وانفصل جنوب السودان عن السودان عام 2011، لكن الحرب الأهلية تفجَّرت بعد ذلك بعامين بين الحكومة التي يقودها كير، وحركة متمرّدة يتزعّمها ريك مشار.

وأودى الصراع الذي غذَّته نزاعات شخصيَّة وعرقيَّة بحياة عشرات الآلاف، وشرَّد ما يُقدَّر بربع سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 12 مليوناً، ودمَّر اقتصاده المعتمد بشدّة على إنتاج النفط.

وقال كير عقب توقيع الاتفاق، أمس الأحد: "أدعو الجميع بصفتي زعيم جنوب السودان إلى أن يكون هذا الاتّفاق الذي وقَّعناه اليوم نهاية للحرب والصراع في بلادنا".

أما ريك مشار، نائب كير السابق وزعيم المتمرّدين، فقال عقب التوقيع: "نحتفل اليوم ليس في جنوب السودان فحسب وإنما العالم أجمع"، بتوقيع الاتفاق.

من جهته، قال وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: "تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المسائل العالقة، وهذه الاتفاقية هي للتعبير عن التزام الأطراف كلها بوقف إطلاق النار".

وقال الرئيس السوداني، عمر البشير: إنه "من المقرَّر بدء ضخّ النفط من ولاية الوحدة بجنوب السودان إلى السودان، في الأول من سبتمبر".

وأضاف للتلفزيون الرسمي: "سيكون في عائد من البترول يا أخ سلفا.. واحدة من أهدافنا يجب إنقاذ اقتصاد جنوب السودان لأنه وصل مرحلة الانهيار".

ولم تصمد اتفاقات السلام السابقة سوى أشهر قبل أن يتجدَّد القتال، وهو ما أنحى كير باللائمة فيه على النفوذ الخارجي.

وقال كير: "حكومتي وأنا نعرف أن الصراع في جنوب السودان تمخَّض عن أعباء مالية وسياسية للحكومة والمنطقة والقارَّة".

وأضاف: "يتعيَّن علينا قبول أن الحرب الأبدية غير مجدية، وفرضت معاناة علينا وعلى أسرنا، وقتلت المئات من شبابنا ونسائنا، ودمَّرت اقتصادنا وتركتنا منقسمين".

وقال مشار: "ليس هناك خيار سوى السلام.. يتعيَّن علينا أن نركّز بعد هذه المرحلة على تطبيق الاتفاق الذي إن لم نطبّقه فسنفشل جميعاً".

وكان كير عبَّر، يوم الجمعة، عن اعتقاده بأن اتفاق السلام الجديد بين حكومته وجماعة المعارضة الرئيسية لن ينهار؛ لأنه لم يُفرض عليهما مثل الاتفاقات السابقة.

ودعا إلى حوار مع مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية تأمين المنطقة من التهديدات والحفاظ على السلام.