"أين الملك؟".. تساؤل لصحيفة رسمية يثير الأردنيين

"أين الملك؟".. تساؤل لصحيفة رسمية يثير الأردنيي
"أين الملك؟".. تساؤل لصحيفة رسمية يثير الأردنيي

صُدم الأردنيون والإعلاميون بالمانشيت الرئيس لصحيفة "الرأي" الأردنية، التي تعتبر الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد، والذي تساءل عن سر غياب الملك عبد الله الثاني واختفائه عن المشهد، على الرغم من تطورات الأحداث، لا سيما في فلسطين وسوريا.


فقد نشرت صحيفة "الرأي" على صدر صفحتها الأولى مقالاً بعنوان صادم جاء فيه "أين الملك .. لماذا السؤال"، الذي الذي أثار ردود فعل بين متفاعل مع المانشيت ومتسائل عن "أين الملك فعلاً"، وبين مشكك ومفسر لهذا الغياب، وبين من قال إن هذا السؤال سيكون بمثابة المقصلة لهذه الصحيفة (الرأي) التي تجرأت على نشر هذا العنوان.

كما أثارت عنوان الصحفية غضباً في الشارع الأردني بعد أن حذرت الأردنيين ودون أي مناسبة من مصير مصر والعراق وفلسطين، الأمر الذي وصف بـ "سقطة إعلامية".

فمنذ زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الخامس والعشرين من يونيو الماضي، لم يعد الملك عبد الله الثاني إلى الأردن، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب غيابه الطويل عن البلاد، سيما وأن غياب الملك واكبه الكثير من الأحداث من بينها كشف قضية الفساد المتعلقة بمصنع "الدخان"، التي ما تزال متفاعلة، وتأزم الوضع الأمني على الحدود (الأردنية – السورية).

مصدر مقرب من مطبخ القرار السياسي في البلاد،: أن "زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر دورية في مثل هذا الوقت من كل عام، وتأتي ضمن المدة الدستورية المتعارف عليها، طالما أن غيابه لم يتجاوز الأربعة أشهر".

وبين المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن نفسه، أن "الزيارة الملكية لأمريكا لا يصاحبها أي حديث أو لقاءات حول وجود أزمات أو تسويات".

-من يقف خلف السؤال؟
بالسؤال المتكرر "أين الملك؟"، خلال الأسبوعين الأخيرين على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأردنيين، دفع صحيفتان يوميتان رئيسيتان هما "الرأي" و "الغد"، لمحاولة الإجابة على هذا التساؤل، من خلال التشكيك بنوايا من يقف خلف هذا السؤال، والاستفاضة بعدها بالحديث عن المؤامرات الخارجية وصلابة الدولة الأردنية، في مواجهة كافة الأخطار سواء أكان الملك موجوداً في قصره بعمان، أو كان في أي مكان من هذا العالم.

ما طرحه الكاتب الصحفي أحمد سلامة، في معرض إجابته عبر صحيفة الرأي عن السؤال "أين الملك؟"، لاقى ردود فعل غاضبة في صفوف الأردنيين، فقد رد الكاتب والصحفي جميل الشبول، على صحيفة الرأي بالقول: "من حق المواطن الأردني أن يسأل أين الملك؟، بعيداً عن نوعية السؤال ومغزاه، فهذه الأسئلة برسم القلق، وعلى الفريق المحيط بالملك أن يجيب".

أما الكاتب عمر عياصرة، وفي تغريدة له على الفيسبوك، فقد استنكر طريقة صحيفة الرأي في الرد على تساؤلات الناس عن غياب الملك، ووصفها بـ"البائسة"، وقال: "أحمد سلامة انتهى مع انتهاء زمن الردح، كان بالإمكان أن تصرح جمانة غنيمات أو رئيس الوزراء أو يصدر مكتب الملك (عرفاً) بيان يحدد فيه متى يغادر الملك ومتى يعود ، وتنتهي القصة!".

السؤال عن غياب الملك عبد الله الثاني، تصدر تغريدات الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، الذي بات متخصصاً في التغريد عن العائلة الهاشمية في الأردن خلال الفترة الأخيرة، بمعلومات وأرقام اعتبرت صادمة لبعض الأردنيين، وتجانب الصواب للبعض الآخر منهم، إلا أن الأسير المحرر سلطان العجلوني، والمتخصص بالشأن الإسرائيلي، كان قد حذر من التعاطي مع تغريدات كوهين، مؤكداً أن "قراءة تغريداتهم (الإسرائيليين) أو حتى شتمهم أو التعاطي معهم سلباً أو إيجاباً إنما يخدمهم.

وقال العجلوني: "متى سنكف عن تقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها".

"ظرف طارئ" هكذا كتب الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب، الذي رأى أن "الحديث عن غياب الملك مبالغ فيه إلى حدٍ ما، وقال في تصريحٍ لـ "الخليج أونلاين": "لا شك أن الظروف التي واكبت سفر الملك، وغيابه عن البلاد، جاءت في وقت غير عادي، لكنها لست بالطارئة، التي يستوجب معها أن يقطع الملك إجازته السنوية الخاصة والعودة إلى الأردن".

وقال: "نحن دولة مؤسسات والحكومة تقوم بدورها وبجهد إيجابي في هذه المسألة، بل إننا طالبنا دوماً بأن تقوم الحكومات بدورها المطلوب منها بوجود الملك أو بغيابه".

واستذكر كلاب، ما قام به الملك عبد الله الثاني قبل عامٍ حين قطع إجازته السنوية وعاد إلى البلاد، حين اعتدى رجل أمن إسرائيلي على مواطنين بالقرب من مبنى السفارة الإسرائيلية وقام بقتلهما، في يوليو من العام الماضي".

"ثقة ملكية" أما الوزير السابق محمد داودية، فقد أكد عن الطرف المخول بالإجابة على السؤال المتكرر: "أين الملك؟"، هو الحكومة، أو الديوان الملكي، أو الجيش"، محذراً في الوقت نفسه، من الأخبار التي يتناقلها البعض عن "مرض الملك وعلاجه في الخارج"، ورأى في تصريحٍ لـ "الخليج أونلاين": أن "غياب الملك طول هذه الفترة دليل الثقة الملكية بمؤسسات الدولة، والإشكال الذي ظهر على السطح نتيجة ظهور قضايا فساد كبيرة كقضية الدخان، وهو ما دفع الناس للسؤال عن الملك وسر غيابه عن البلاد".