أسامة بن لادن .. مؤسس تنظيم القاعدة

أسامة بن لادن .. مؤسس تنظيم القاعدة
أسامة بن لادن .. مؤسس تنظيم القاعدة

أسامة بن لادن  أسم أثار جدلا واسعاَ خلال الاعوام الماضية، وسيظل محفوراَ بالاذهان بالرغم من مقتلة على يد وحدة من القوات الخاصة الأميركية فى باكستان 2 مايو 2011، فهو مؤسس تنظيم القاعدة الذى نفذ هجمات 11سبتمبر، والعديد من الأعمال الإرهابية ضد أمريكا.


نشأته
أسامة بن لادن ولد فى 10 مارس 1957 نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت. 

درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن. وتقدر ثروة عائلته بقرابة سبعة مليارات دولار فمكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان.

هو مواطن سعودي من أصل حضرمي وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وهو تنظيم سلفي جهادى مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988. زج بن لادن بتنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حيث حارب الإتحاد السوفييتي إبان غزو أفغانستان وحارب الولايات المتحدة حينما غزت العراق وأفغانستان.

وأعلن بالاشتراك مع أيمن الظواهري عام 1998م الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين والتي نجم عنها لاحقاً ما يسمى الحرب على الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة.

زواجه
تزوج أسامة باكراً حين كان في السابعة عشرة من عمره. وزواجه الأول كان من قريبته السورية نجوى - أم عبد الله - وهي في سن السادسة عشرة من عمرها وأنجب منها معظم أولاده بينهم عمر في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وفي عام 1982م تزوج أم حمزة المنحدرة من أصول هاشمية وحاملة شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال وقد أنجبت له طفلاً وحيداً وعادت لتتابع عملها كأستاذة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بحسب ما ورد في كتاب ناصر البحري حارس ابن لادن سابقاً الموسوم: في ظل ابن لادن.

أما أم خالد الزوجة الثالثة ابنة المدينة المنورة فتحمل أيضاً شهادة دكتوراه في قواعد اللغة العربية لكنها لم تستثمر تعليمها إلا في تربية أولادها الأربعة. احتلت أم علي التي ترعرعت في مكة المرتبة الرابعة بين الزوجات إلا أنها الوحيدة التي طلقت من زعيم تنظيم القاعدة بعدما أنجبت ثلاثة أولاد وحينها أقسم أسامة ألا يتزوج إلا إذا طلبت إحدى زوجاته ذلك بنفسها. 

في ربيع عام 2000م تزوج أم حمزة أمل عبد الفتاح أحمد السادة وهي يمنية في السابعة عشرة من عمرها واستقدمها من اليمن إلى قندهار.

القاعدة
أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة عام 1988م وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات. وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار - أول محطة استقبال مؤقت - للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات، واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن.

ففي عام 1988 لاحظ أسامة إن حركة المجاهدين العرب قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات بل وحتى كثرة الإصابات والاستشهاد قد ازدادت دون أن يكون لديه سجل عن هذه الحركة رغم أهميتها وكونها من الترتيب العسكري. 

لذا فقد قرر أسامة ترتيب سجلات للمجاهدين العرب ووسعت فكرة السجلات لتشمل تفاصيل كاملة عن كل من وصل أفغانستان بترتيب من مجموعة الشيخ عبد الله عزام ورتبت السجلات بحيث تتضمن تاريخ وصول الشخص والتحاقه ببيت الأنصار ثم تفاصيل التحاقه بمعسكرات التدريب ومن ثم التحاقه بالجبهة. أصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة وكان لا بد من إطلاق اسم عليها لتعريفها داخلياً وهنا اتفق أسامة مع معاونيه أن يسمونها سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار ومعسكرات التدريب والجبهات. وذلك حسب أدبيات تنظيم القاعدة.

وبعدها بعامين 1986م أسس ستة معسكرات للمجاهدين وبقي هناك حتى عام 1989م حيث عاد بعدها للسعودية. أسس بن لادن في عام 1988م مجموعة جديدة أطلق عليها اسم القاعدة. وبقي أسامة في السعودية إلى ما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي - فبراير 1991 - حيث عاد لأفغانستان من جديد ومنها توجه إلى السودان في عام 1991م حيث ساهم في بعض المشروعات الأقتصادية مستغلاً وصفه بالأقتصادي الثري وعلاقاته الواسعة.

تفجيرات كينيا وتنزانيا
في أغسطس 1998 تم تنفيذ عمليتي تفجير ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا واتهمت السلطات الأميركية بن لادن بالوقوف وراء هذين التفجيرين وبناء على ذلك قام الأميركيين بقصف مصنع الشفاء للأدوية في السودان وقصف مواقع في مدينة قندهار الأفغانية. 

وخلال تلك الفترة حاول الأمريكان مرة أخرى التفاوض مع طالبان حول بن لادن ورفض الملا عمر التفاوض معهم. 

وبقي بن لادن تحت حماية الطالبان خوفا من عملية اغتيال أو خطف مفاجئة، وقد نفى الناطق الرسمي باسم الحركة وقتها إشاعة أن يكون بن لادن تحت الإقامة الجبرية وأكد أنه يتمتع بحرية التنقل في كافة أنحاء أفغانستان. 

وفي عام 2000 تم تنفيذ عملية انتحارية ضد المدمرة الأميركية يو أس أس كول في ميناء عدن اليمني وقتل فيها عدد من جنود المارينز الأميركيين واتهمته السلطات الأميركية بالوقوف خلف تلك العملية.

 في عام 1999م وضع اسم بن لادن ضمن قائمة المطلوبين التي أصدرها مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي. 

وفي عام 2000م شكوك حول علاقة بن لادن بتفجير المدمرة الأمريكية كول في اليمن، والتي أدت إلى مقتل 17 بحارا، وجرح 39 آخرين.

هجمات سبتمبر
تبعها في العام التالي في 11 سبتمبر 2001 تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من قبل 19 شابا من أتباع بن لادن بعد وأطلق على تلك العملية اسم هجمات سبتمبر.

اختطفت أربع طائرات أمريكية، ضربت اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك، وسقطت الثالثة في بنسلفانيا، بينما حاولت الأخيرة ضرب مبنى البنتاغون، ما أدى في نهاية ذلك اليوم إلى قتل نحو ثلاثة آلاف شخص.

أختفى زعيم تنظيم القاعدة عن الأنظار بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وظن البعض أن أسامة بن لادن كان مختبئًا في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. 

وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر ابن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة، فقد علل بن لادن الضربة بقوله:"بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وماتشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني، وما أيضًا يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضٍ ليست حقًا لها لا في تاريخ أو حضارة".

 وادعى "ان الرئيس الأمريكي مخطئ بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية ويستند قوله على أن القاعدة تقول الحقيقة التي لبثت أمريكا دوما بإخفائها".

الحرب على أفغانستان
بعد تلك العملية قامت الولايات المتحدة ودول متحالفة معها في شن حرب على أفغانستان لإسقاط حكم طالبان والقبض على بن لادن وأعضاء تنظيمه الذي بات يعرف باسم تنظيم القاعدة. 

وبعد شهر من الهجمات الجوية على أفغانستان سقطت حكومة طالبان وتم قتل عدد من أعضاء القاعدة إلا أنه لم يقبض على الملا محمد عمر زعيم طالبان ولا أسامة بن لادن أو مساعده أيمن الظواهري. 

ومنذ ذلك الوقت لا يعرف المكان الذي يتواجد فيه بن لادن ومساعده أو الملا عمر، ورغم عمليات البحث والملاحقة له تمكن بن لادن من إصدار عدد من الأشرطة التلفزيونية أو الصوتية وتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة والغرب من خلالها والتعليق على الإحداث الجارية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي. وقد عرض في أحد تلك الأشرطة في العام 2004 الصلح على أوروبا إذا تعهدت بعدم الاعتداء على المسلمين.

الاتهامات الموجهة له
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه آلاتّهام المباشر له لتسبّبه في تفجيرات نيروبي ودار السلام، وأحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 2997 شخص وكذلك تفجير المدمره كول. وهو على رأس قائمة المطلوبين في العالم (على قائمة الإنتربول).

مقتله
قتل أسامة بن لادن فجر الإثنين 28 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق 2 مايو 2011 من خلال عملية  دامت 40 دقيقة شارك بها مروحيات الشبح التي لم تكن تعتقد أجهزة الاستخبارات أنها قد وجدت بعد ، وعلى متنها كان حوالي 25 جندي من قوات المغاوير الأمريكية بالاشتراك مع بعض العناصر من المخابرات الباكستانية على قصر كان يختبيء به بابيت اباد بباكستان. 

وقد قتل برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف بينه ومعه زوجته ولم يكن بحوزتهما سلاح ضد القوات الأمريكية حيث قتلته وأصابت زوجته، وبعد الواقعة شاعت مزاعم أمريكية أن بن لادن جعل زوجته درعاً بشرياً يختبئ خلفه لكن مسؤولاً في البيت الأبيض نفى ذلك وأكد أنه وزوجته قاوما على الرغم من أنهما عزل.

 كما قتل أيضا ثلاثه آخرون منهم أحد ابناؤه البالغين وعنصرين في القاعدة، وفقدت قوة المغاوير مروحية أباتشي إثر إصابتها بقذيفة آر بي جي.