العرب في أحضان السويد .. اندماج لا يخلو من منغصات

العرب في أحضان السويد .. اندماج لا يخلو من منغصات
العرب في أحضان السويد .. اندماج لا يخلو من منغصات

حظيت السويد باهتمام ورغبة غالبية المهاجرين العرب، وذلك بسبب سرعة إجراءاتها في منح الإقامة، وسهولة قوانينها بما يخص سرعة لم الشمل، بالإضافة لراتب اللجوء الذي يعتبر من أعلى الرواتب التي تمنح للاجئين في أوروبا.


ويفضل اللاجئين العرب الإقامة في السويد بسبب المزايا العديدة التي تمنحها للاجئين، من حيث السكن، والعلاج، والتعليم، والعمل، لذلك كانت وجهة الكثير من العرب.

ويقدر عدد سكان السويد بما يقارب 9 ملايين ونصف المليون نسمة، حيث يعيش في العاصمة ستوكهولم حوالي مليون ونصف المليون نسمة، بينما ثاني وثالث أكبر المدن هي غوتنبرغ ومالمو والتي يقطن فيها أغلب الجاليات العربية.

ويبلغ عدد المواطنين واللاجئين العرب في السويد حوالي 400 ألف نسمة، يشكلون نسبة 1.8% من عدد السكان، إضافة إلى 16 ألف لاجئ سوري وصلوا السويد منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.

اللغة العربية تتميز
وبرزت اللغة العربية في السويد مع وجود المهاجرين، حيث أزاحت العربية اللغة الثانية في هذا البلد وهي اللغة الفنلندية، وأصبحت هي اللغة الثانية بعد اللغة الأم.

ويؤكد خبير اللغات السويدي ميكاييل باركفال أن اللغة العربية أصبحت تحتل المرتبة الثانية كلغة أم في السويد، لتتفوق على اللغة الفنلندية التي تراجعت للمركز الثالث.

 ويقول باركفال :"هناك حوالي 200 ألف شخص يعتبرون العربية لغتهم الأم، ويمكن أن يصل العدد لـ300 ألف".

مكتبة ستوكهولم الدولية (Internationella biblioteket)، التي تعمل على تقديم خدمة للقراء بلغات أجنبية مختلفة، يوجد بها أكثر من 200 ألف نسخة كتاب بلغات مختلفة، تُوزع في كل أنحاء البلاد، حسب باركفال.

وتتجنب الحكومات السويدية التي تقلدت الحكم على مدار التاريخ، إعداد إحصائيات حول اللغة، حيث ترى أن إحصاء لغات الأجانب الأم في السويد، يعتبر مثل إعداد سجل حول العرق.

ويوضح باركفال أن منظمة الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي وبعض المنظمات والعديد من الأفراد الفاعلين في هذا المجال، ممارسة نوع من الضغوطات على السويد، لكن دائماً يتم رفض هذه المطالبات، ويتم رفض إعداد بحوث وإحصائيات حول اللغة الأم في السويد.

وافتتح العرب صفوفاً لتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى صفوف لتعليم الرياضيات واللغة الإنكليزية لجميع أبناء الجاليات في مدن السويد، وذلك بهدف المحافظة على اللغة العربية للأطفال.

ومن تلك الجهات التي افتتحت صفوف لتعليم اللغة العربية جمعية حنظلة الثقافية، حيث قال حسان عزام رئيس مجلس إدارتها :"نحرص على افتتاح صفوف تعليم اللغة العربية وبعض المواد في كل عام في السويد من أجل الحفاظ على اللغة والعمل على انتشارها.

السويديون لايعتبرون المهاجرين مشكلة
وساعدت الثقافة السائد لدى السويديون في التعاون والتواصل مع المهاجرين في سرعة اندماجهم وتحقيقهم للنجاحات في هذا البلد.

وتذيل السويديون قائمة نظرائهم الأوروبيين في اعتبار أن اللاجئين والمهاجرين يمثلون مشكله لهم، حيث رأى 19% من السويديين فقط أن لديهم مشكلة مع اللاجئين والمهاجرين، فيما ارتفعت النسبة إلى أكثر من 60% لدى سكان المجر واليونان ومالطا، حسب استطلاع أجراه مركز (يورو باروميتر) الأوروبي.

أنشطة اقتصادية
ودخل العرب سريعاً على الاقتصاد السويدي، حيث أقاموا العديد من المشاريع الاقتصادية الخاصة لهم، كمطاعم الشاورما، والفول والحمص، ونقلوا أكلات بلدانهم إلى السويد.

وأقامت الجالية العربية مؤخراً معرضاً تجاريّاً، ضّم الكثير من المنتجات الغذائية العربية، التي أُنتج بعضٌ منها محلياً، كصابون حلب الشهير، والخبر العربي، وزيت الزيتون، وغيرها من المنتجات التي تدخل في صناعة الطعام.
القائمون على المعرض أكدوا أن الهدف منه هو خلق ارضية للتعاون والتواصل مع الشركات السويدية، ولفت انتباه الرأي العام السويدي حول ما يقوم به المهاجرون، من نشاط اقتصادي.

وأنشأ العرب غرفة تجارية في السويد قبل حوالي سبع سنوات، وتضم تقريبا 100 عضو في مجالات اعمال مختلفة, كما تتبنى الغرفة القادمين الجدد وتساعدهم في تطوير أعمالهم.

التمييز يطارد الباحثين عن عمل
ورغم هذه المميزات الموجودة في السويد، إلا أنها لم تخلو من التمييز العنصري لدى العرب، إذ أظهرت دراسة جامعية سويدية، أن الباحثين عن العمل في السويد من ذووي الأصول العربية، يتعرضون للتمييز في مراحل مختلفة من عملية التوظيف، ويعاملون بشكل مختلف عن غيرهم من السويديين الآخرين. 

وتوضح الدراسة التي أعدتها جامعة لوند، أن هذا التمييز يبدأ مع مقابلات التوظيف الأولى، إذ تميل الأسئلة لتكون متصلة بالمهارات غير المهنية، والقيم الاجتماعية كموقف المتقدم إلى الوظيفة من الثقافة السويدية وعادات المجتمع، وكيفية التعاون مع الآخرين.