كـ "يوم القيامة".. قوات الأسد تحرق "نوى" وترتكب مجزرة
شنت قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، ضربات جوية مكثفة على مدينة نوى بمحافظة درعا في جنوبي البلاد، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا مع مواصلة القوات المدعومة من روسيا هجومها في المنطقة.
وقال نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض المعارضة في تغريدة له: "مجزرة بشعة يقوم بها الروس في مدينة نوى راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيداً من ضمنهم أطفال" مضيفاً "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها الروس في سوريا".
ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان، قولهم إنه جرى إطلاق عشرات الصواريخ على المدينة المكتظة بالسكان في شمال غربي محافظة درعا قرب محافظة القنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، حيث تحركت قوات الأسد هذا الأسبوع لانتزاع السيطرة على الأجزاء المتبقية من شمال غربي البلاد من أيدي المعارضة.
وقال مالك الغاوي: "الوضع كيوم القيامة!.. الشهداء بالشوارع والكل عاجز عن سحبهم"، في حين قال ساكن آخر، يدعى أبو هاشم: "لا نعرف أين نأخذ المصابين، فالقرية أُحرقت".
ومدينة نوى، التي لا يزال يسكنها ما لا يقل عن مئة ألف شخص، هي أكبر مركز حضري خاضع للمعارضة في محافظة درعا، حيث ألحق هجوم بدأ الشهر الماضي، بدعم روسي، الهزيمة بقوات المعارضة في أنحاء مساحة شاسعة من الأرض قرب الأردن وإسرائيل.
وجاء القصف المدفعي والجوي، بعد ساعات فقط من عودة آلاف النازحين إلى المدينة التي طوَّقتها قوات النظام السوري، بصورة شبه تامة بعد أن التمسوا الحماية قرب الجولان المحتل.
وأفاد ساكن آخر بأن الهجوم جاء كذلك في أعقاب تقارير عن توصُّل المعارضة، لاتفاق مع الجيش الروسي من شأنه أن يجنِّب المدينة القصف.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن مستشفى في المدينة توقَّف عن العمل نتيجة القصف، مشيراً إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة مع مقتل وإصابة العشرات.
وتتهم المعارضة روسيا وحلفاءها بإنزال عقابٍ قاسٍ بالمدنيين عن طريق القصف المكثف للبلدات التي يسيطر عليها المعارضون؛ ما أسفر عن نزوح جماعي للسكان وسبَّب دماراً واسع النطاق.
وتقول المعارَضة إن شدة القصف أجبرت السكان في بلدات عدة على توقيع اتفاقات استسلام تعرض خروجاً آمناً لمن يريدون الانتقال إلى مناطق المعارضة الأخرى، بعد تسليم أسلحتهم، في حين تُلحق المتبقين بصفوف القوات الحكومية.
وانطلق بعض أعنف القصف من "الحارة"، وهو تل استراتيجي انتزعت قوات الأسد السيطرة عليه من المعارضة، الاثنين الماضي، ويطل على الجولان ويقع بالقرب من مدينة نوى.
واستهدف القصف كذلك عدة قرى تسيطر عليها المعارضة في محافظة القنيطرة، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث يحتمي عشرات الآلاف من الهجوم.