نيويورك تايمز: هل ترامب عميل للمخابرات الروسية؟
شن الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، هجوماً عنيفاً على الرئيس دونالد ترامب، عقب قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، التي عقدت أمس الاثنين، واصفاً إياه بأنه يقف مع زعيم روسيا ضد أمريكا، ومتسائلاً إن كان ترامب ينتمي للمخابرات الروسية.
وتابع فريدمان، في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، قائلاً: "منذ بداية إدارة ترامب، قالت المخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية، إن روسيا تدخلت بالانتخابات الأخيرة، غير أن ترامب كان يرد على هذه التقارير إما بمهاجمة سلفه باراك أوباما، أو الديمقراطيين كونهم كانوا متساهلين جداً، دون الإجابة على تقارير تدخل روسيا في العملية الديمقراطية بشكل لم يسبق له مثيل".
وأضاف أن "هذا السلوك المنحرف من قبل الرئيس الأمريكي هو خلافاً للمصالح الأمريكية وقيمها، إنه يؤدي إلى استنتاج واحد فقط، وهو أن ترامب ينتمي للمخابرات الروسية".
كل ما حدث في هلسنكي، يقول الكاتب، يعزز هذا الاستنتاج "هناك أدلة دامغة على أن رئيسنا، للمرة الأولى في تاريخنا، يتعمد أو عن طريق الإهمال أو بسبب شخصيته الملتوية، في خيانة أمريكا، سلوك ترامب يهين اليمين الذي أداه لاستلام منصبه والذي يتوجب عليه حماية والدفاع عن دستور الولايات المتحدة".
واعتبر فريدمان، أن ترامب تخلى عن هذا القسم في قمة هلسنكي، ولم يعد أمام الجمهوريين إمكانية الهروب والاختباء من تلك الحقيقة، كل واحد من المشرعين الجمهوريين ينبغي عليه أن يسأل نفسه، هل هو مع ترامب وبوتين، أو هل هو مع موقف الاستخبارات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية؟
وتابع الكاتب، أكثر الأمور سوءً أمس في هلسنكي عندما سُئل ترامب إن كان يعتقد بصحة النتائج التي توصلت لها وكالات الاستخبارات الأمريكية، بأن روسيا قد تدخلت واخترقت الانتخابات الأمريكية، حيث رد على هذا السؤال بالقول: "لا أرى سبباً لذلك"، لقد رمى ترامب بنتائج عمل الاستخبارات الأمريكية وراء ظهره، كما يقول فريدمان.
ويضيف أن ترامب ببساطة مهووس بجنون ما حدث في الانتخابات الأخيرة، ولكن الآن هو الرئيس، وحقيقة إنه قد لا يكون متواطئاً مع الزعيم الروسي، ولكن هو الآن رئيس وعليه تقع مسؤولية ضمان معاقبة الروس على تدخلهم في الانتخابات الأخيرة بأمريكا، هذا ما تمليه عليه وظيفته.
هناك رسالة واحدة فقط كان يجب أن يرسلها ترامب إلى بوتين في هلسنكي، كما يقول الكاتب، مفادها "لقد هاجمت ديمقراطيتنا، وكذلك ركيزتين أساسيتين للنظام الاقتصادي والأمني العالمي اللذين حافظا على السلام وعززا الرخاء منذ الحرب العالمية الثانية، الاتحاد الأوروبي والناتو".
ويتابع فريدمان، كان يجب على ترامب أن يقول لبوتين: سنراقبك من الآن وحتى انتخابات منتصف المدة، أنا متأكد من أنك تعرف التاريخ وعليه يجب أن تتصرف بشكل جيد، سنتحدث مرة أخرى في ديسمبر 2018 عن أي شيء تريده، أوكرانيا، سوريا، القرم أو الحد من التسلح، حتى ذلك الحين سيقوم.
ويقول الكاتب، إنه وخلال السنوات الأخيرة استولى بوتين على شبه جزيرة القرم، وغزا أوكرانيا سراً، وقدم الصواريخ التي أسقطت الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، وأدى قصف طائراته إلى تشريد عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا، كما قتلت أجهزته الأمنية امرأة بريطانية بعد أن تعاملت مع غاز أعصاب روسي كان مخصصاً لاغتيال عملاء روس سابقين في إنجلترا.
الأهم من ذلك، أن بوتين أطلق هجوماً إلكترونياً على العملية الانتخابية الأمريكية، بهدف إيصال ترامب إلى السلطة، سواء تم ذلك بتواطؤ مع ترامب أو من دونه، مما أدى إلى بذر بوادي انقسام بين المواطنين الأمريكيين.
ويؤكد الكاتب أنه ليس لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية أي شك من أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية من أجل تقويض الروح التنافسية فيها.