بعد 40 عاماً من الهدوء .. هل تشتعل حدود إسرائيل مع سوريا؟

بعد 40 عاماً من الهدوء .. هل تشتعل حدود إسرائيل مع سوريا؟
بعد 40 عاماً من الهدوء .. هل تشتعل حدود إسرائيل مع سوريا؟

أربعون عاماً من الهدوء، لم تشهد فيها الحدود الإسرائيلية مع سوريا أي خرق لوقف إطلاق النار الذي جرى عقب حرب عام 1973، وكانت من أهدأ حدود إسرائيل، على الرغم من أن دمشق رفضت التطبيع أو توقيع أي معاهدة سلام مع تل أبيب، على غرار ما فعلته الأردن ومصر، بحسب شبكة بلومبيرغ الأمريكية.


لكن، يبدو أن هذا الهدوء الطويل ينتظر تصعيداً غير مسبوق مع اقتراب المعارك بين قوات النظام والفصائل المعارضة من حدود إسرائيل، وأيضاً في ظل الوجود الإيراني الذي يرافق القوات النظامية، كل ذلك دفع إسرائيل إلى تعزيز قواتها على الحدود، حيث انتشرت قوة معززة بالدبابات والمَدافع الثقيلة على طول الحدود، بحسب ما تذكره الشبكة الأمريكية.

وتضيف أن جيش النظام يسعى إلى استعادة درعا الواقعة جنوبي البلاد، والتي كانت سبباً في اشتعال الثورة ضد النظام السوري عام 2011، وتضم اليوم أبرز الفصائل السورية المعارضة للنظام.

غير أن التي ساعدت الأسد على الصمود بوجه معارضيه، بات لها وجود على أعتاب الحدود مع إسرائيل، عدوها اللدود، في وقت يمكن القول إن الولايات المتحدة تراقب المشهد من بعيد دون أن يكون لها تأثير كبير، في حين تملك روسيا فقط القدرة على منع إسرائيل من الدخول بعمق الصراع السوري.

يقول قاسم صباغ، عضو طائفة الدروز في الجولان السوري المحتل: "لا أحد هنا يمكن أن يصدق أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه، العالم كله يريد أن يحصل على قطعة من سوريا: إيران، الولايات المتحدة، إسرائيل، روسيا.

تقول بلومبيرغ، لقد كان التدخل الروسي في الحرب السورية، حاسماً، في تحويل مسار الحرب لصالح الأسد، واليوم الأربعاء سيتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الثانية منذ دخول روسيا كطرف في الصراع السوري، ومن المتوقع أن يجدد نتنياهو ضغوطه على موسكو من أجل طرد إيران من سوريا "والتمسك باتفاقية فك الارتباط الموقعة عام 1974، التي حددت المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل".

كلا الهدفان معقدان، كما تقول بلومبيرغ، وإذا لم يتحقق، فإن الشرق الأوسط قد يشهد أول حرب مباشرة بين القوى الإقليمية منذ غزو إسرائيل للبنان عام 1982.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال أمس الثلاثاء، إن أي جندي سوري يدخل المنطقة العازلة يُعرض حياته للخطر  مضيفاً: "نحن لنسا مستعدين لقبول أي وجود إيراني في سوريا".

لقد نفذت إسرائيل بالفعل العديد من الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، كما استهدفت قوافل أسلحة متجهة إلى حزب الله، الذي يقاتل هو الآخر إلى جانب قوات الأسد، لكن بعد دعم الأسد لمدة سبعة أعوام، فإنه لا يبدو ممكناً أن تتخلى إيران بسهولة عن بنيتها التحتية العسكرية في سوريا، بما في ذلك الميلشيات والقواعد العسكرية.

مسؤول روسي كبير قال إن دور إيران في الحرب السورية سيكون على رأس القائمة، في قمة ترامب بوتين المقررة في هلسنكي في السادس عشر من يوليو الجاري.

وسبق وأن وافق بوتين من حيث المبدأ، على عدم إشراك القوات الإيرانية في معارك جنوب سوريا، بحسب ما ذكره مستشار في الكرملين، لكن تبقى قدرة روسيا على فرض الاتفاقيات الثنائية مع ترامب أمر مشكوك فيه، سيكون هناك حدود لمدى قدرة بوتين على فرض أمر بعينه على إيران.

يقول أندريه كورتونوف، رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، إن بوتين قد يوافق على الاستمرار بالسماح لإسرائيل بقصف القوافل الإيرانية التي تنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، في ذات الوقت، الذي سيواقف لإيران على مد حزب الله بالسلاح عبر سوريا.

إيران تلعب لعبة طويلة المدى، بحسب عمر لامراني، كبير المحللين العسكريين في شركة ستارت فور ومقرها تكساس، مؤكداً أنها يمكن أن تخرج من معركة الجنوب كون هذا الخيار هو الأقل خسارة بالنسبة لها، المهم أن يصل جيش الأسد إلى تلك النقطة، وبعد ذلك، وفي وقت من اختيارهم، سيكون بإمكانهم اختراق المنطقة الحدودية.