بالأدلة والبراهين .. هل حضر السفير الإسرائيلي زفاف حفيد "عبد الناصر"؟
خاص سياسي - طارق علي
في حفل عائلي صاخب، أقيم بفيلا في حي القطامية، حضره العديد من المشاهير، وقفت "منى" نجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ترقص على نغمات "وهما استغنوا عني".. كلمات للمغني المصري حكيم، وقد سمعها العديد من المصريين خلال مشاهدة وتكرار إعادة مقطع فيديو جاء بعنوان "السفير الإسرائيلي في حفل زفاف حفيد جمال عبد الناصر"، ومع انتشار المقطع المصوَّر انطلق سباق الإثبات والنفي حول حقيقة وجود السفير الإسرائيلي بحفل حفيد عبد الناصر.
وخلال اليومين الماضيين اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بما أثير في تقارير إعلامية عن حضور السفير الإسرائيلي بالقاهرة، ديفيد جوفرين لحفل نجلة عبد الناصر الذي تصنفه إسرائيل كمعادٍ للسامية.
ورغم نفي تقارير إعلامية أخرى للخبر وتأكيدها بأن من رقص مع نجلة عبد الناصر هو ابنها أحمد "العريس" وليس السفير، إلا أن الواقعة جددت الحديث مرة أخرى عن علاقة عبد الناصر وأسرته مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي شارك عبد الناصر بنفسه في حروب ضده كضابط؟ أو حتى كرئيس لمصر، لاسيما مع وجود اتهامات لصهره أشرف مروان والد العريس، بأنه كان جاسوسًا لتل أبيب.
"سياسي" رصد بشكلٍ تحليلي جميع الاحتمالات حول حضور السفير من عدمة وراى المؤيدين لذلك والرافضين لة ونضع هذه الاحتمالات ليكون للجميع الحق في المعرفة واختيار أحدهما خاصة مع عدم وجود أي تصريح رسمي بالنفى او التأكيد.
البداية
تتمثل فى قيام عائلة الراحل أشرف مروان مدير مكتب الرئيس المصري الأسبق أنور السادات حفل زفاف أبنة أشرف، حفيد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وتداول مقطع فيديو على المواقع الاخبارية يحوى الفيديو قيام منى أبنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، بالرقص على أنغام احدى الاغانى، وقيامها بمحاولة جذب االفنانة ليلى علوى للرقص معها وظهور الفنانة الهام شاهين، وسط الحضور، وتردد أخبار عقب ذلك عن حضور السفير الإسرائيلى هذا الحفل.
النفى
وعقب نشر الخبر بوسائل الإعلام جن جنون المجموعات الناصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الجميع في الدفاع عن زعيمهم الروحي ونفي العلاقة بين أسرته وكيان الاحتلال، رافضين أي فكرة للقول بوجود علاقات كانت بين ناصر واليهود، وكذا الأمر مع أفراد أسرته.
واستدل غالبية المتفاعلين مع الحادث على موقع "فيس بوك" بما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مطلع فبراير الماضي، بأن السفير الإسرائيلي بالقاهرة دافيد جوفرين والمتحدث باسمه والقنصل الإسرائيلي، عادوا إلى إسرائيل قبل ما يقرب من 3 أشهر بسبب مخاوف أمنية تتعلق بتأمينهم الشخصي، ولم يعودوا حتى الآن.
وكتب أمين التنظيم بحزب الكرامة عبد العزيز الحسيني، على حسابه بموقع " فيس بوك" أن محاولات تشوية ناصر شنت من قبل المخابرات الصهيونية والمجموعات الرجعية قبل وفاته وظلت قائمة حتى الآن إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك، معتبرا الحديث عن حضور السفير الإسرائيلي لحفل زفاف حفيد ناصر " نكتة سخيفة".
وأيضاَ نفى الكاتب الصحفي تامر أبو عرب،حضور السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، ديفيد جوفرين، حفل زفاف أحمد أشرف مروان، حفيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": " استمرار الكلام عن حضور السفير الإسرائيلي فرح حفيد عبد الناصر بقي سخيف جدًا، أنا كنت فاكر في البداية إن الموضوع هيتكلم عنه الناس شوية صغيرين وبعدين يكتشفوا بسهولة إنه غلط، لكن لسة الموضوع مكمل وبيزيد وناس بتطلب توضيحات وبيان رسمي من أسرة عبد الناصر".
وتابع: "والحقيقة إنه لا يفرق معايا عبد الناصر ولا أسرته ولا أنا من دراويشهم ولا من خصومهم لأن الزمن تجاوزهم بكتير، بس بتضايق جدًا من فكرة إن إشاعة تكبر وتتمدد وتنتشر وتستمر في حين إنه سهل جدًا التحقق منها، سيرش صغير على جوجل هتعرف من خلاله إن السفير الإسرائيلي ديفيد جوفرين لم يحضر زفاف حفيد عبد الناصر، لسبب بسيط جدًا، وهو إنه ساب القاهرة من ٤ شهور وتحديدًا في نوفمبر اللي فات وسافر القدس هو وطاقم السفارة، وفي شهر فبراير قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" إنه طلب من السفير العودة للقدس لأسباب أمنية وإنه هيرجع لما تتحسن، ومن وقتها وهو بيمارس مهامه من مقر وزارة الخارجية هناك".
وواصل: "حاجة كمان أهم بقى، فرح حفيد عبد الناصر كان يوم ٢٣ مارس، وبالصدفة البحتة وفي نفس اليوم كان جوفرين بيلقي محاضرة عن السلام مع مصر في مركز أبحاث الأمن القومي بتل أبيب، وبكدة مينفعش السفير يكون حضر الفرح غير في حالة واحدة، إن أسرة عبد الناصر تكون عملت الفرح في تل أبيب".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها الأحاديث عن علاقة أسرة ناصر بالكيان المحتل الذي رفض الرئيس الراحل الاعتراف به، غير أن من خلفوه اعترفوا بوجودها وأقاموا علاقات معها.
مؤيدو الفكرة الناصرية يرفضون الحديث عن هذه العلاقة ويرونها مفتعلة للانقضاض على ناصر وأسرته، لكن يعد أصدق ما أثير عن ارتباط أسرة ناصر ببعض الدوائر الإسرائيلية هو ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، بخصوص صهره ناصر أشرف مروان بأنه "أعظم جاسوس في القرن العشرين"، في التحقيق الذي أعدته حول لغز موته بعد سقوطه من إحدى البنايات بلندن في الـ 27 يونيو 2007 .
صحة الواقعة
نبدأ بفرضية البعض بصحَّة الواقعة، فالبعض يراها منطقية والسفير الإسرائيلي كان متواجدًا. وأخذوا بعض الأخبار دليلًا على ذلك، خاصةً خبر عودة السفير الإسرائيلي للقاهرة بعد غياب أربعة شهور، وذلك على عهدة وكالة أنباء الأناضول.
وأشار البعض أن السفير ظهر بالحفل وهو يرتدى بدلة سوداء وسديرى اصفر اللون وقارنوا الشبه بين الموجود بالفيديو وبين صور جوفرين.
تأتي أبرز الفرضيات لحضور السفير مما نشر عن العلاقة السرية بين أشرف مروان والد العريس والكيان الصيوني ونشرت تلك المعلومات من خلال كتاب حديث عن أشرف وكونه جاسوسًا، كما أنّ عدم نشر العائلة لتكذيب منذ ظهور الفيديو كان أحد أبرز الأسباب التي جعلت أصحاب صحة الواقعة في موقف قوي.
سيرة ذاتية
وقد لا يعلم الكثيرون أن جوفرين سبق أن عمل في مصر لمدة عامين، حيث كان سكرتيرا أول بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة، في منتصف تسعينات القرن العشرين.
جوفرين، الذي يجيد العربية بطلاقة، صدر له كتاب عام 2014 بعنوان "رحلة إلى الربيع العربى - الجذور الأيديولوجية لاضطرابات الشرق الأوسط في الفكر الليبرالى العربى"، تناول فيه الخلفيات التاريخية والأيديولوجية لمجموعة تعرف باسم "الليبراليون العرب الجدد"، وبحث مدى تأثيرها في الربيع العربى.
- حاصل على الدكتوراه فى فلسفة الشرق الأوسط من جامعة إسرائيل العبرية.
- يشغل ديفيد جوفرين منصب رئيس قسم شمال أفريقيا والأردن التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وذلك وفقا لصفحته الرسمية على موقع "linkedin".
- السفير الإسرائيلى الجديد يعمل باحث زميل فى معهد هارى ترومان لأبحاث السلام والتعليم بالقدس.
- يتقن السفير الجديد أكثر من لغة أهمها العربية والفرنسية والإنجليزية.
- جوفرين على دراية واسعة بالعلوم السياسية والأمن الدولى والسياسة العامة والخارجية، بجانب التحليل السياسى.
- السفير الإسرائيلى الجديد حاصل على دكتوراه التميز من منظمة حاييم هرتسوغ لأبحاث الشرق الأوسط والدبلوماسية، وذلك فى يونيو 2008.
- كما حصل السفير الجديد على وسام زمالة الدراسات من معهد أديلسون للأبحاث الاستراتيجية فى عام 2008.
- يعد جوفرين صاحب كتاب "رحلة إلى الربيع العربى" الذى يعالج تأثيرات ثورات الربيع العربى على المنطقة وفقا لوجهة نظره. 0 -نشر العديد من المقالات والأبحاث العلمية فى صحيفة إسرائيل هايوم وهاآرتس، وغيرها,, أبرزها مقالا بعنوان "تحطم حلم الشرق الأوسط" وورقة بحثية بعنوان " الحوار الديمقراطى العربى".
السفير الإسرائيلى
منى عبدالناصر والعريس وصورة السفير
أشرف مروان
منى عبدالناصر
عبدالناصر
صورة توضيحية
أحد الرافضين