واشنطن بوست: أمريكا قتلت 500 مدني في 10 آلاف غارة خلال 2017
كشف الكونغرس الأمريكي (المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة)، عن مسؤولية جيش بلاده عن مقتل 500 مدني حول العالم، خلال 2017، وهو العام الذي تولى فيه الرئيس دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض.
وبحسب دراسة للكونغرس، نشرت تفاصيلها صحيفة "واشنطن بوست"، فإن غالبية القتلى المدنيين سقطوا خلال مطاردة عناصر تنظيم الدولة، في حين اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأرقام أقرب للدقة وذات مصداقية، خاصة أنها تتحدث عن عمليات وقعت في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن.
غير أن جماعات المراقبة وخبراء قانونيين شككوا بحقيقة هذه الأرقام، وقالوا إن "البنتاغون ربما يخفض بشكل كبير عدد المدنيين الذين قتلوا في غارات الجيش الأمريكي وغيرها من العمليات العسكرية الأخرى؛ بسبب وجود نظام خاطئ للتحقق".
وتقول دافني إيفياتار، مديرة منظمة العفو الدولية في واشنطن: "لقد اعتبرت وزارة الدفاع أن الغالبية العظمى من ادعاءات الإصابات المدنية غير موثقة، ولم تُجْرِ أي تحقيق بشأنها على الإطلاق، ومن ثم فإنها شطبت هذه الأعداد الكبيرة من قائمة ضحاياها، علماً أن بينها عدداً كبيراً ممن يتوفون لاحقاً".
من جهتها قالت منظمة "إيروير"، المعنية بالتعقب والتدقيق في مزاعم الضحايا باستخدام معلومات من وسائل الإعلام الاجتماعي، إن العدد الفعلي للقتلى المدنيين الذين سقطوا على يد القوات الأمريكية ربما يصل إلى 6 آلاف مدني خلال 2016، أغلبهم يتركزون في العراق وسوريا.
رايان غودمان، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة نيويورك والمسؤول السابق في البنتاغون، جادل في مقال له بشأن حقيقة الأرقام، مؤكداً أن التقرير لم يتضمن معلومات طلبها الكونغرس حول حالات مؤكدة ومشكوك فيها بشكل معقول، وقال: إن "التقرير الأخير لا يظهر حقيقة كل القتلى المدنيين".
ومنذ فترة، دافع مسؤولون في وزارة الدفاع عن الاحتياطات التي يتخذونها لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، مستشهدين بتدابير تفصيلية اتخذت لتحديد المواقع المستهدفة وحساب مناطق الانفجار قبل الغارات الجوية.
لكن التحدي الذي يواجه القادة العسكريين ازداد، خاصة أن المعركة تكون في غالب الأحيان عن بعد باستخدام الطائرات والشركاء المحليين، للحد من الضرر الذي قد يلحق بالجنود الأمريكيين.
ويشير الكونغرس إلى أن الفترة التي تغطيها الدراسة وقعت فيها أعنف الهجمات الأمريكية لمطاردة تنظيم الدولة في مدينتَي الموصل العراقية والرقة السورية، وكلا الهجومين وقعا في مناطق حضرية مزدحمة.
وقال البنتاغون إنه وحلفاءه نفذوا أكثر من 10 آلاف غارة على مواقع داعش في 2017، وهي عمليات جوية ضخمة شكلت تحدياً للمراقبة الأمريكية وقدرات الاستخبارات، دون إغفال استهداف مواقع لطالبان في أفغانستان، وتقديم الدعم الجوي للقوات الأفغانية.
وشهد عام 2017 مواصلة القوات الأمريكية حملتها لمكافحة الإرهاب في اليمن، حيث شن الطيران غارة على مواقع تابعة للقاعدة مطلع 2017، أدت إلى مقتل عشرات المدنيين.