العبادي: سأعمل على انتقال سلس للسلطة في العراق
تعهّد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بعد انتهاء ولايته، بالعمل على ضمان انتقال الحكومة بطريقة مستقرّة وشفافة، ما يوفّر الأساس لنظام ديمقراطي قويّ قائم على حكم القانون.
وقال العبادي، في مقال له بصحيفة الواشنطن بوست، إن الانتخابات التي جرت في العراق، في الـ 12 من مايو الجاري، شيء يجب أن يفخر به العراقيون؛ فعلى الرغم من انخفاض نسبة الحضور عما كان متوقّعاً فإن الناخبين صوّتوا لصالح قوائم وطنية، متجاوزين القوائم والتحالفات الطائفية والعرقية التي هيمنت على الانتحابات السابقة.
وتابع رئيس الوزراء العراقي حديثه قائلاً: "لقد شاركتُ من خلال تحالف النصر في الانتخابات في 18 محافظة عراقية، وحقّق تحالفنا النجاح في 14 محافظة منها، رغم وجود مخالفات تحتاج إلى معالجة من قبل المفوضيّة المستقلّة للانتخابات، وقد ناشدت الجميع أن يحترموا النتائج النهائية ومعالجة أي شكاوى من خلال اتباع الإجراءات القانونية".
وأكّد العبادي أنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان أن يتمّ الانتقال إلى الحكومة القادمة بطريقة مستقرّة وشفافة، ما يوفّر الأساس لنظام ديمقراطي قوي وقائم على حكم القانون.
وأوضح قائلاً: "لقد دعوتُ إلى الحوار مع الائتلافات الأخرى لتشكيل حكومة مبنيّة على المعايير التالية: أجندة قائمة على الإصلاح مبنيّة على السياسات الناجحة للحكومة الحالية، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، والحفاظ على موقفنا الدبلوماسي غير المنحاز مع البلدان الأخرى على أساس المصالح المتبادلة، وحماية مكاسبنا الأمنية، وضمان عدم عودة الجماعات الإرهابية".
واستطرد يقول: "لن أفكّر في أي مرحلة من المراحل في العمل مع الفاسدين أو الطائفيين، ويجب أن يكون وزراء الحكومة المقبلة من التكنوقراط، وأن تكون الحكومة الجديدة غير نخبوية، وممثّلة للشعب ولا يهيمن عليها جانب واحد أو طائفة واحدة".
واعتبر أن هناك "ثلاث أولويات أمام أي حكومة جديدة؛ وهي: محاربة الفساد، وتوفير فرص العمل، وتحسين الخدمات"، مشيراً إلى أن "هذه هي نفس الأولويات التي ألتزم بها، وهي تتطلّب يداً قوية، ومنظوراً مستنيراً، وصبراً لمواصلة المسيرة التي بدأت في السنوات الأربع الماضية".
وقال العبادي: "نحن الآن في وضع أفضل؛ لقد هزمت قوّاتنا الأمنية الأعداء الذين هدّدونا، ونحن على استعداد لإعادة بناء بلدنا واقتصادنا".
وتحدّث عن رؤيته للسنوات الأربع المقبلة في حال تم تكليفه بتشكيل الحكومة، مؤكّداً أن رؤيته تقوم على "إصلاح الاقتصاد، وهزيمة الفساد، وتوفير فرص العمل لملايين الشباب الذين يشكّلون غالبية سكان العراق، والاستمرار بتحسين الخدمات العامة، وضمان متابعة حقوق الإنسان وتمكين المرأة".
ودعا العبادي المجتمع الدولي "لمواصلة دعمه للعراق، كما فعل خلال السنوات الماضية"، مؤكّداً أن "الاقتصاد العراقي متعطّش للنموّ، وأظهر مؤتمر الاستثمار الذي عُقد في الكويت مؤخراً أن هناك قطاعات بحاجة إلى استثمارات بقيمة مليارات الدولارات، وهي جاهزة أمام القطاعين العام والخاص".
ولفت النظر إلى أن "عراقاً مستقرّاً وتقدّمياً سيكون جيداً للشرق الأوسط بأكمله، وسوف يؤدّي أيضاً إلى تأثير اقتصادي إيجابي في بلدان أخرى، ومن ضمنها الولايات المتحدة".
وتعهّد العبادي، بصفته رئيساً للوزراء، بالالتزام بإبقاء العراق على مسار التعافي الحالي وبناء مستقبل أفضل.
وختم قائلاً: "أتعهّد بحماية شعب العراق بتجنّب الصراعات الإقليمية ورفض التدخّل في شؤوننا الداخلية (..) يمكن لعراق مستقرّ مزدهر أن يؤدّي دوراً رئيساً في جعل المنطقة والعالم مكاناً أفضل".