الأسباب الحقيقية وراء تخلي رئيس كوريا الشمالية عن برنامجه النووي

من المعروف تمامًا أن أهم شيء بالنسبة لقائد كوريا الشمالية (كيم جونغ) هو بقاء النظام وبقاء  ترسانة الأسلحة النووية التي يملكها، ولكن موافقته على لقاء رئيس كوريا الجنوبية لها تفسير واحد فقط هو أن بقاء النظام يفوق أهمية الاحتفاظ بالأسلحة النووية، وأقنع (كيم) شعبه الذي يراه كإله أن قراره ذلك يرتكز على أربعة أسباب:


1) حقق البرنامج النووي الغرض منه حتى الآن وسوف نوقف العمل عليه في الوقت الحالي.

2) سنركز كل الجهود على تحقيق الثروة للشعب الكوري ليماثل الصينيين وشعب كوريا الجنوبية.

3) لقد بدأتُ عصرًا جديدًا في تاريخ كوريا بالتواصل مع كوريا الجنوبية.

4) لقد روضنا الأمريكان والآن حان الوقت لاستبدال تلك الأسلحة النووية بالاستقرار الدائم والثروة.

وقد وضع كيم نفسه في وضع لا يمكن التراجع عنه؛ فهو لا يستطيع الآن أن يعود إلى الوراء مرة أخرى بعد أن أعلن عن التغيير الكبير، وعليه أن يجاري التغييرات القادمة حتى يصل الأمريكي (ترامب) الذي لولا تدخله ما كان لتلك الاتفاقية أن ترى الضوء.  

استطاع "ترامب" أن يضيق الخناق على "جونغ" ولم يترك له سوى خيارين اثنين؛ إما بقاء نظامه بالتخلي عن برنامجه النووي أو العكس، ولكن دعنا لا ننسى أن "كيم" اتخذ القرار الصائب؛ فبلاده تعد من أفقر الدول في أسيا الشمالية، كما يواجه أربع قوى تهدد بقاء نظامه.. هم الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية ومقاومة داخلية قد تتحول إلى انقلاب عسكري في أي وقت وتهديد الصين.

وكيم لم يستهن أبدًا بالصين حتى إنه أمر بإعدام عمه لاشتباه تعاونه مع الصين، كما قتل أخيه الغير شقيق بالسم في ماليزيا بعد كشف مؤامرات لقيادته لانقلاب عسكري بمساعدة الصين.

لذا فكر "كيم" كيف يواجه تلك التهديدات الأربعة، بداية اتفاق سلام قد ينهي الخلاف مع الولايات المتحدة، ثانيًا.. تصليح العلاقات مع كوريا الجنوبية سيفي بالقضاء على تهديدهم، ثالثًا.. عليه أن يقوم بتصليحات اقتصادية للقضاء على تهديد الصين، والأهم من كل هذا هو إنهاء العقوبات الدولية والحد من الاعتماد على الصين اقتصاديًا.

وعامة فقد أصبح من الواضح أن "كيم" سوف يتخلى تمامًا عن برنامجه النووي في القريب العاجل.