السعودية تبحث عن تمويل "ضخم للغاية" لأكبر منتجع ترفيهي
دشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، "مدينة ترفيهية" غربي الرياض، في إطار سلسلة من المشاريع الكبرى، التي تقول السلطات إنها تهدف إلى تنويع الاقتصاد لوقف الاعتماد على النفط، في حين تراها فئات من الشعب محاولة لتجاوز عادات المجتمع المحافظ.
والمشروع الجديد "القدية"، جنوب غربي الرياض، سيمتد على مساحة 334 كيلومتراً مربعاً، وستوجد فيه مراكز للألعاب، وأنشطة للمغامرات في الهواء الطلق، وتجارب السفاري، ومرافق رياضية.
وقال الرئيس التنفيذي لمشروع القدية، مايكل رينينجر، في كلمة له خلال افتتاح المشروع، أمس السبت: "ندعو المستثمرين والمبدعين والمشغلين من حول العالم إلى استكشاف ما يجب أن يوفره مشروع من هذا النوع مثل القدية".
وأضاف رينينجر: "سنسعى إلى أفضل ما يمكن أن يساعدنا إذ نستثمر في تجربة ترفيهية جديدة لجميع المقيمين في المملكة العربية السعودية وزائريها".
وأبلغ رئيس المشروع وكالة "رويترز" بأن المشروع يسعى إلى الحصول على تمويل على نطاق واسع من مصادر محلية ودولية، عبر إصدار سندات واستثمارات مباشرة وأدوات أخرى تكون مكملة للإسهام الأغلب الذي سيأتي من الصندوق السيادي الرئيسي للمملكة، صندوق الاستثمارات العامة.
ولم يحدد رينينجر قيمة الاستثمارات المتوقعة بالضبط للقدية، واكتفى بوصفها بأنها قيمة "ضخمة للغاية".
ويأتي هذا المشروع ضمن التغييرات المجتمعية الكبيرة التي طرأت على السعودية، والتي بدأت منذ تولي بن سلمان ولاية العهد، في يونيو الماضي، ليفقد المجتمع العديد من السمات، فبعد أن كان محافظاً يغلب عليه طابع الالتزام الديني، بات متجاوزاً للكثير من عاداته وتقاليده، وهو ما أكده العديد من السعوديين.
وأعلنت الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، في فبراير الماضي، أن هناك أكثر من "خمسة آلاف" حدث ترفيهي في عام 2018، وأنه سيتم استثمار 240 مليار ريال (نحو 64 مليار دولار) بقطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة.
وجدير بالذكر أن صحيفة "عاجل" السعودية المعروفة أجرت استطلاعاً حول "هيئة الترفيه" بعد مرور عام على بداية نشاطاتها، وأظهر عدم اقتناع قطاع كبير من المجتمع السعودي بالتغييرات المستمرة.
وبيَّن الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة، التي يتجاوز عدد متابعيها مليونين على موقع "تويتر"، رأياً طبيعياً بأن الهيئة لم تراعِ تقاليد المجتمع، والذي أخذ النسبة الأعلى (53%) من المصوّتين.