ميدل إيست آي: هل وضعت سوريا العالم على شفا حرب عالمية ثالثة؟
سلط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على تداعيات الأوضاع الجارية في سوريا، خاصة بعد التصعيد الأخير المتمثل بالضربة الثلاثية التي وجهتها كل من واشنطن وباريس ولندن على مواقع تابعة لنظام الأسد.
وتساءل الكاتب أليكسي خليبنيكوف في مقال نشره الموقع، إن كان الوضع في سوريا قد جعل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة.
هذا التساؤل وإن بدا للبعض مبالغاً فيه، بحسب الكاتب، إلا أنه مشروع ويستحق الطرح من وجهة نظر آخرين، خاصة أنه أكد من جديد أن العالم بات أقل أمناً وأكثر قلقاً.
ففي روسيا، يتفق العديد من الخبراء على أن أي مواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وموسكو "ستؤدي إلى تدمير البشرية". ونقل الكاتب عن أحد المدونين الروس قوله: إنه "لا يجب أن ندخل حرباً عالمية ثالثة في سوريا".
ولم يقتصر الأمر على المحللين والخبراء ونشطاء التواصل الاجتماعي في روسيا، بل إن القيادة نفسها ترى أن الانخراط في عمل عسكري مباشر مع الولايات المتحدة سيؤدي إلى عواقب وخيمة "لا رابح فيها، وهو ما يدركه كلا البلدين".
وعلى الرغم من الخطاب العدائي بين واشنطن وموسكو، فإن الطرفين ملتزمان بعدم المواجهة المباشرة، فإن الكاتب يعتبر أن التصعيد الأخير يختلف عن الضربة التي نفذتها أمريكا عام 2017 على مطار الشعيرات، رداً على مجزرة خان شيخون.
وحسب الموقع البريطاني، فإن الضربة الأخيرة التي تم فيها إطلاق 105 صواريخ، وشهدت أول مشاركة مباشرة من قبل بريطانيا وفرنسا، "تنذر بعواقب وخيمة".
وفي الضربة الأخيرة، ادّعت موسكو ودمشق أنهما اعترضتا صواريخ الدول الثلاثة، على عكس ضربة العام الماضي التي لم يتم فيها ذلك، كما أن واشنطن اتهمت موسكو بالتواطؤ مع نظام الأسد في مجزرة دوما، وهو ما أثار الكثير من التوترات.
ويعتبر الكاتب أن مشاركة بريطانيا وفرنسا للولايات المتحدة في ضربتها أظهرت بشكل جلي وحدة الحلفاء، الذين ظهروا بمشهد حاسم أمام الشعوب الأوروبية، على حد وصفه.
- أنقرة والموقف المتغير
وفسر بعض الخبراء موقف أنقرة من الضربة العسكرية الداعم لها تماشياً مع موقف الناتو، بأنه خروج عن شراكة أنقرة وموسكو، ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى اتساق سياسة أنقرة في سوريا.
وهذا الأمر دفع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى القول: إن "الضربة الثلاثية فصلت الشراكة الروسية التركية في سوريا؛ فالأتراك أدانوا الهجوم الكيمياوي ودعموا الضربة الغربية".
ولم تكن مواقف تركيا متناسقة مع مواقفها بشكل كبير تجاه ما يجري في سوريا، فلقد غيرت نهجها حيال الصراع عدة مرات، ومع ذلك بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول أن يكسب مزيداً من النقاط لحساب تعزيز حضوره الداخلي.
وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات بين أنقرة وموسكو حول سوريا، فإن أردوغان يدرك حاجة تركيا إلى روسيا هناك؛ لتحقيق هدفه المتمثل بمنع قيام حكم ذاتي للأكراد شمالي البلاد.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: إن "الجولة الأخيرة من الصراع أظهرت أن واشنطن وموسكو تحافظان على قنوات اتصال تسمح بتجنب سوء الفهم والحوادث التي قد تؤدي إلى تصعيد غير منضبط، لكن ذلك قد لا ينجح كل مرة".