ترامب يدرس إجبار السعودية على التواجد بسوريا .. والثمن لقب "حليف"
كشفت مصادر أمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى لتقديم إغراءات للسعودية لإجبارها على الدفع بقواتها باتجاه الأراضي السورية، بهدف إحلالها محل قوات الولايات المتحدة، التي أعلن ترامب رغبته في سحبها من هناك.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس، عن المصادر التي لم تسمها، ووصفتها بأنها مسؤولة، قولها، إن إدارة ترامب تدرس تقديم ما وصفته بـ"مكافأة إجبارية" للسعودية من أجل إرسال قوات عربية إلى سوريا.
وأضاف مصدر مطلع أن "واحدة من الأفكار التي يدرسها حالياً مجلس الأمن القومي الأمريكي هو أن يقدم للسعودية عرضاً بأن تصبح دولة بدرجة "حليف رئيسي" خارج الناتو، إذا وافقت على إرسال قوات وتقديم مساهمات مالية للتمويل اللازم".
وأشارت المصادر إلى أنه "مع إبداء السعودية استعدادها للمشاركة في إرسال قوات عربية إلى سوريا، سيكون على الولايات المتحدة تحديد ما الذي ستقدمه في المقابل".
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال، الثلاثاء، إن بلاده عرضت إرسال قوات من التحالف الإسلامي إلى سوريا.
وأضاف أن "الفكرة ليست جديدة"، كاشفاً أن "المملكة عرضت على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأمر".
وتابع الجبير في مؤتمر صحفي جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالعاصمة السعودية الرياض: أن "المملكة على مدار الفترة الماضية أجرت نقاشاً مع العديد من دول التحالف الإسلامي للمشاركة في العمليات القتالية، لكن إدارة أوباما لم تتخذ أي إجراء حيال هذا الأمر".
وتصنيف المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي سيكون اعترافاً رسمياً بوضعها كشريك عسكري مع الولايات المتحدة على درجة حلفاء رئيسيين، مثل "إسرائيل" والأردن وكوريا الجنوبية.
وقال نيكولا هيراس، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز "الأمن الأمريكي الجديد": إن "وضع حليف رئيسي خارج الناتو هو بمثابة ريشة على رأس عدة دول، وسيعزز دور الولايات المتحدة كضامن لأمن المملكة العربية السعودية".
وكشف ترامب، في نهاية مارس الماضي، عن رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أنه تراجع عن اتخاذ الخطوة سريعاً بعد تحذيرات من القيادات العسكرية الأمريكية ومستشاري الأمن القومي.
وفي مطلع أبريل الجاري، قال ترامب: إن "السعودية مهتمة جداً بقرارنا؛ وقلت: حسناً، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا".
وفي إعلانه عن توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري بعد اتهامه بشن هجوم كيماوي في دوما، قال ترامب: "طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر لتأمين منطقتهم، بما في ذلك المساهمة بمبالغ كبيرة من الأموال للموارد والمعدات ومختلف جهود محاربة داعش".