"واشنطن بوست": السعودية تستعد لتعاون أعمق مع "إسرائيل"
قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن السعودية تستعد لتعاون "أعمق وأكثر انفتاحاً" مع الجانب الإسرائيلي، وذلك في ظل سعيها لإعادة صياغة صورتها، وهي المهمة التي يقوم بها ولي العهد الحالي محمد بن سلمان.
وأوضح ريك نواك، في مقال له بالصحيفة الأمريكية، أن اعتراف ولي العهد السعودي بحق الشعب اليهودي بأن يكون له وطن، بعد أن كان مثل هذا الاعتراف محظوراً طيلة سبعة عقود، هو أكبر من مجرد تحولات في السياسة داخل البلاط الملكي السعودي، وإنما يعكس مسعى لإعادة تنظيم مهمة تجري بالشرق الأوسط.
وكان ولي العهد السعودي قد قال في مقابلة له بمجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، إن من حق الشعب اليهودي أن يكون له وطنه، مؤكداً أن "إسرائيل دولة نامية، ولديها اقتصاد قوي، ويمكن أن يكون للسعودية مصالح مشتركة معها".
وتسعى السعودية، بحسب الكاتب، إلى بناء علاقات اقتصادية وأمنية مع "إسرائيل"، وخاصة أنهما يشتركان في ذات المخاوف حول سياسة إيران التوسعية بالمنطقة.
يقول سيباستيان سونز، الزميل المشارك في المجلس الألماني: "لا يوجد لدى السعودية الكثير من الحلفاء الأقوياء الذين يمكن أن يواجهوا إيران، وهذا هو السبب بأن تكون إسرائيل ثاني أهم حليف عسكري لها بعد أمريكا، عموماً تصريحات محمد بن سلمان هي تتويج لتطور طويل من العلاقات الإسرائيلية – السعودية".
وبينما كانت السعودية قد طرحت عبر مبادرة السلام 2002، الاعتراف بإسرائيل مقابل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، فإن اعتراف ولي العهد السعودي بأن لليهود الحق بإقامة وطن لهم، هو أوضح اعتراف ودليل حتى الآن.
المسؤولون السعوديون ربطوا الاعتراف بإسرائيل بتحقيق شرط إقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن هذا الشرط لم يتكرر بشكل صريح في مقابلة ولي العهد بمجلة "أتلانتيك".
وقال بن سلمان في المقابلة: "أعتقد أن كل شعب في أي مكان له الحق بالعيش بسلام، أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق بأن يكون لهم وطن، ولكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية".
ولا يبدو أن توقيت هذه التصريحات كان مجرد مصادفة، بحسب الكاتب، فهي تأتي بعد أشهر من التلميحات الدبلوماسية، ومن ذلك فتح المجال الجوي السعودي للطيران الهندي المتجه إلى تل أبيب، والاعتراف بالاتصالات الهاتفية الخلفية بين الحكومتين.
وبعد يوم واحد من تصريحات بن سلمان، سارعت السعودية إلى تأكيد موقفها الداعم للفلسطينيين، حيث أصدرت بياناً جددت فيه تأكيد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته وعاصمتها القدس.
والإشارة إلى القدس هنا بمثابة إشارة لقضية شائكة لجميع الأطراف، فقد خرقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسات طويلة الأمد، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
محمد بن سلمان ذكر في المقابلة أن بلده ليس لها مشكلة مع اليهود؛ "فنبينا تزوج امرأة يهودية، وكان جيرانه يهوداً، في السعودية هناك يهود يعملون، قادمين من أمريكا وأوروبا، لا توجد مشاكل بين المسيحيين والمسلمين واليهود، وهناك الكثير من المصالح التي يمكن تقاسمها، ومن ضمنها المصالح الاقتصادية".