الدولار يهوي والليرة التركية في أقل مستوى منذ 28 عاماً

الدولار يهوي والليرة التركية في أقل مستوى منذ 28 عاماً
الدولار يهوي والليرة التركية في أقل مستوى منذ 28 عاماً

تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في شهر واحد مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، أمس الاثنين، مع تراجع المخاوف من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستعادة الرغبة في المخاطرة.


وكان لليرة التركية النصيب الأكبر من الخسائر، حيث سجلت أضعف مستوى لها أمام الدولار منذ قرابة ثلاثة عقود، وسط عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر.

وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.26% ليصل إلى 88.87 بحلول الساعة 09:02 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:02 بتوقيت غرينتش)، وهو أدنى مستوى منذ 16 فبراير الماضي.

يأتي ذلك بالتزامن مع تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال إن بكين وواشنطن تتفاوضان خلف الكواليس لتحسين الوصول إلى الأسواق الصينية، بعد أسبوع من التهديدات بشأن التعريفات التجارية.

وساهم التقرير في تخفيف المخاوف من احتمال نشوب حرب تجارية بين البلدين، والتي يخشى المستثمرون من أنها قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة وتعطل النمو العالمي.

فقد فقدت الملاذات الآمنة بعض مكاسبها؛ حيث انخفضت أسعار الذهب لتتحرك بالقرب من 1348 دولاراً للأونصة، في حين تراجعت العملات الافتراضية بشكل طفيف، حيث تحاول بتكوين التماسك فوق 8000 دولار، وكذلك تحاول إيثيريوم البقاء فوق 500 دولار، وكذلك تسعى ريبيل لتبقى فوق 60 سنتاً.

من جهة ثانية، ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته في أسبوعين ونصف الأسبوع مقابل الدولار، مع ارتفاع تداوله مقابل الدولار بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.2400.

وتعززت العملة الموحدة بعد أن قال جينس ويدمان، المرشح الألماني المحتمل ليصبح الرئيس القادم للبنك المركزي الأوروبي، إن توقعات السوق برفع سعر الفائدة في منتصف العام المقبل "ليست غير واقعية تماماً".

في الوقت نفسه، ارتفع الجنيه الإسترليني مع ارتفاع تداوله مقابل الدولار بنسبة 0.47% ليصل إلى 1.4196.

كما ارتفع الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.27% ليصل إلى 0.7719، في حين ارتفع تداول الدولار النيوزيلندي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.61% ليتداول عند 0.7277.

وبالعودة إلى تركيا، شهدت الليرة جلسة صعبة في الأسواق الآسيوية، حيث هوت اليوم خلال 15 دقيقة فقط بنسبة 2.3%، مسجلة أضعف مستوى منذ 28 عاماً.

وجاءت معظم التخارجات من العملة التركية من المستثمرين في اليابان الذين سارعوا لبيع الليرة؛ بهدف تفادي الاستثمار فيها.

وتكبدت الليرة خسائر بنسبة 4.4% منذ بداية الشهر الجاري، وسط مخاوف حيال تضرر الاقتصاد التركي مع ارتفاع معدل التضخم إلى 12%.

وما لا يساعد العملة هو حالة القلق المتزايدة من دخولها في "دوامة انخفاضات" نتيجة ضعف سعر الصرف؛ ما يزيد وضع التضخم الذي يضغط بدوره على العملة التركية.

وتعاني تركيا من تفاقم عجز الحساب الجاري، ما يجعل اقتصادها عرضة للصدمات الخارجية، حيث أدى تدني معدل الفائدة ومواصلة تفاقم العجز إلى أن تصبح الليرة في محط الأنظار وسط بيئة العزوف عن المخاطرة.

وبحسب المحللين فإن الحل الوحيد أمام تركيا هو رفع معدل الفائدة، ولكن من غير الواضح إن كانت شهية واضعي السياسة ستمسح باتخاذ هذه الخطوة.