الاحتجاجات تستقبل محمد بن سلمان في لندن .. وحقوق الإنسان وحرب اليمن على مائدة المفاوضات

الاحتجاجات تستقبل محمد بن سلمان في لندن .. وحقوق الإنسان وحرب اليمن على مائدة المفاوضات
الاحتجاجات تستقبل محمد بن سلمان في لندن .. وحقوق الإنسان وحرب اليمن على مائدة المفاوضات

وصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى العاصمة البريطانية لندن، فجر اليوم (الأربعاء)، في زيارة هي الأولى له تستغرق ثلاثة أيام، وسط مظاهرات مزمعة؛ احتجاجاً على دور بلاده في حرب اليمن.


وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، من المقرر أن يعقد بن سلمان محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ويتناول الغداء مع الملكة إليزابيث.

وتأمل بريطانيا الاستفادة من الانفتاح الاقتصادي للسعودية، لكن الحكومة قالت إن ماي سوف تُعرب في الوقت نفسه عن "القلق الشديد" بشأن الوضع الإنساني في اليمن.

ومن المتوقع خروج مظاهرة للاحتجاج على حملة القصف التي يشنها تحالف تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وذلك قبالة مقر الحكومة وسط لندن، حيث يجتمع بن سلمان مع ماي وعدد من الوزراء.

ويوجِّه نشطاء مناهضون للحرب، بينهم جيرمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض، اتهامات بـ"التواطؤ" في حملة القصف باليمن إلى حكومة بريطانيا، المصدّر البارز للأسلحة إلى السعودية.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها بن سلمان، الذي من المتوقع أن يخلف والده الملك سلمان (82 عاماً)، إلى بريطانيا منذ تولي منصبه العام الماضي.

ومن المقرر أن يتناول الأمير العشاء مع ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وزوجته كاميلا.

كما ستتم مناقشة تأسيس مجلس للشراكة الاستراتيجية، من شأنه قيادة الاستثمارات السعودية في بريطانيا، بما تصل قيمته إلى 100 مليار جنيه إسترليني خلال الأعوام العشرة المقبلة.

وينظر البعض إلى الأمير الشاب، (32 عاماً)، على أنه قوةُ تحديثٍ في الدولة الخليجية، كما يُنسب له بدء عدد من الإصلاحات الداخلية في المملكة، بينها رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارات، وإعادة فتح دور السينما التجارية بعد حظر دامَ 35 عاماً، بالإضافة إلى مكافحة الفساد وسط الحكومة والعائلة المالكة. لكن في المقابل، يُؤخذ عليه دعم النزاع المسلح في اليمن، وسط مزاعم عن "وقوع جرائم حرب".

ومنذ مارس 2015، قُتل 9 آلاف شخص على الأقل، أكثر من نصفهم مدنيون، وأُصيب 52 ألفاً جراء الصراع المحتدم في اليمن، بحسب منظمة الأمم المتحدة.

وقالت الحكومة البريطانية إن رئيسة الوزراء سوف "تقر بالخطوات" التي اتخذتها السعودية في الآونة الأخيرة للتعامل مع الأزمة اليمنية، لكنها ستؤكد كذلك أهمية "الوصول الكامل وغير المقيَّد للمواد الإنسانية والتجارية"، من خلال الموانئ التي أغلقها التحالف في وقت سابق.

كما ستدعو ماي إلى التعجيل بمحاولة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، حسبما أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء.

حقوق الإنسان وحرب اليمن على مائدة ماي وبن سلمان
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد تعهدت بتحدي المملكة العربية السعودية بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان ودورها بالحرب الأهلية المدمرة في اليمن، مع وصول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن لإجراء محادثات رفيعة المستوى.

وتشير الصحيفة إلى أنه برغم الحفاوة التي سيحظى بها محمد بن سلمان عند وصوله إلى المملكة المتحدة يوم الأربعاء، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، والتي من ضمنها الغداء مع الملكة في قصر باكنغهام، وعشاء مع أمير ويلز ودوق كمبردج، بالإضافة إلى المحادثات مع كبار الوزراء ومسؤولي الأمن القومي؛ فإنه من المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى مظاهرات واسعة النطاق حول سجل السعودية السيئ في مجال حقوق الإنسان ودورها في الصراع الدامي في اليمن، حيث دعمت ائتلافاً من القوات ضد المتمردين الحوثيين، في حرب أهلية دامت ثلاث سنوات وانحدرت إلى أزمة إنسانية يعيشها اليمن الآن.

وقد تم حثُّ ماي على وقف مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية حتى تنتهي من تدخُّلها في اليمن، حيث أظهرت بيانات حكومية أن بريطانيا قد حصلت على ترخيص بقيمة 4.6 ملايين جنيه إسترليني من مبيعات الأسلحة للسعودية منذ عام 2015، لكن الحكومة تصرُّ على أن لديها "واحداً من أقوى أنظمة مراقبة تصدير الأسلحة في العالم"، بحسب الصحيفة.

وستوضح ماي "مخاوف بريطانيا العميقة" حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، خلال اجتماعاتها مع بن سلمان، الذي ستستضيفه لتناول العشاء يوم الخميس، خاصةً أن الرأي العام البريطاني يتوقع منها ألا تفضِّل مصلحة تجار السلاح على حساب الشعب اليمني.

ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن قوله: "يجب على تيريزا ماي أن تستخدم هذه الزيارة للإعلان عن أن المملكة المتحدة لن تزوِّد المملكة العربية السعودية بالأسلحة، في الوقت الذي يستمر فيه القصف المدمر الذي تشنه السعودية على اليمن".

ويوضح كوربن أن معارضة بريطانيا القوية للانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان والحقوق المدنية في السعودية، ينبغي أن تحول دون دعوة ولي العهد السعودي إلى "داونينغ ستريت"؛ لأنه يقود نظاماً مروعاً في سجل حقوق الإنسان.