بسبب إهمال حكومة بغداد .. إرث عباسي مهدد بالانهيار

بسبب إهمال حكومة بغداد .. إرث عباسي مهدد بالانهيار
بسبب إهمال حكومة بغداد .. إرث عباسي مهدد بالانهيار

يهدِّد الانهيار آثار واحدةٍ من حواضر الدولة العباسية في العراق، نتيجة الإهمال الحكومي، وتعرُّضها لأعمال تخريب منذ غزو البلاد في 2003.


مدينة سامراء، في محافظة صلاح الدين شمالي العاصمة العراقية بغداد، تتميز باحتوائها على عدد من المعالم الأثرية، التي تعود لحقب زمنية شهدتها المدينة، أقدمها عباسية العهد، كالمئذنة الملوية وقصر العاشق، وعدد من المواقع الشاخصة الأخرى.

المئذنة الملوية تعتبر رمزاً مهماً من الرموز التاريخية، التي تشير إلى حضارة عريقة شهدها العراق في فترة زمنية ماضية، وقد بُنيت في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله، الذي اختار سامراء عاصمةً لحكمه، وبناها في عام (221هـ/835م)، وأطلق عليها اسم "سُرّ من رأى"، وشهدت ازدهاراً كبيراً.

مدينة سامراء تعاني اليوم إهمال الحكومة العراقية والجهات المختصة؛ ما جعل آثارها العباسية مهدَّدة بالانهيار؛ بسبب تأثرها بالظروف الجوية والعمليات العسكرية التي شهدها العراق بعد الغزو الأمريكي حتى انتهاء المعارك ضد تنظيم الدولة نهاية عام 2017.

خبير الآثار فلاح المرسومي ، يشير إلى أن "ملوية سامراء لم تعد كما كانت قبل عقود من الزمن وهي تجذب السياح من كل أرجاء العالم لارتقاء السُلّم إلى قمة المئذنة".

وتابع المرسومي، متحدثاً عن المئذنة الملوية التي يطلق عليها العراقيون "مليوية سامراء"، أنها "فقدت بريقها وسرّ جمالها بسبب تعرُّضها لعمليات تخريب خلال السنوات التي أعقبت الاحتلال الأمريكي، وتساقطت منها أحجار كبيرة وتهالكت أجزاء من قاعدتها".

وأضاف أن "ملوية سامراء تعاني، منذ سنواتٍ، الإهمال المتعمَّد من الجهات المختصة، وعدم الاكتراث لما قد يتعرض له هذا الصرح العباسي الكبير نتيجة هذا الإهمال"، محذراً من أنها "مهدَّدة بالانهيار إذا لم تتم صيانتها".

وقال السامرائي: إن "أكثر ما يهدد ملوية سامراء التاريخية هو استمرار تساقط الأحجار، وتأثر قاعدتها بالرطوبة لدرجة كبيرة جداً والخندق المحيط بها الذي يؤثر الماء الموجود فيه على قاعدة الملوية".

يشار إلى أن الجهات المختصة كانت عمدت إلى حفر خندق كبير حول الملوية لترميم قاعدتها، لكن العمل توقَّف بسبب العمليات العسكرية وظهور تنظيم الدولة، وعدم تخصيص مبالغ مالية من قِبل المحافظة.

وسميت ملوية سامراء بهذا الاسم؛ لشكلها الحلزوني المتميز والفريد، حيث تتألف من 5 طوابق، يتراوح طول كل طابق منها بين 8 و10 أمتار، وفي قمتها قبة إسطوانية يبلغ قطرها 3 أمتار، ويزيد طولها على 6 أمتار؛ وبسبب ذلك أصبحت الملوية واحدة من أشهر المعالم التاريخية والأثرية في العراق.

من جهته، يرى قائم مقام مدينة سامراء محمود خلف، أن الحديث الذي أشيع مؤخراً عن احتمالية تعرُّض ملوية سامراء لانهيار، "أمر مبالغ فيه".

وقال: إن "حقيقة الأمر هو سقوط أحجار كبيرة من ملوية سامراء؛ نتيجة لكثرة الزائرين وقيامهم بعمليات تخريب وتشويه لجدار الملوية، وأيضاً لتأثُّرها بعوامل الأمطار والرطوبة والحرارة".

وأضاف أن "الكوادر الفنية في مدينة سامراء دائماً ما تقوم بصيانة دورية للملوية، وتعمل على إصلاح الأضرار، لكنها ليست بالمستوى المطلوب".

وبيَّن أن "محافظة صلاح الدين أبرمت في عام 2015 اتفاقية مع منظمة اليونسكو، مثبتاً فيها استحقاقات مالية لم تطلق، لا من حكومة المحافظة ولا من قِبل الحكومة الاتحادية في بغداد".