صحيفة: السعودية تشتري احتفاء واشنطن بـ"بن سلمان"
كشفت صحيفة "ذا أمريكان كزنزير فاتف" الأمريكية، أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المقررة إلى الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، تم دفع ثمنها مسبقاً، وذلك في محاولة من السعودية لإظهار حجم الحفاوة التي سيتلقاها بن سلمان خلال الزيارة، سواء داخل البيت الأبيض أو في الكونغرس أو حتى مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية.
واعتبرت الصحيفة أن اللوبي السعودي في واشنطن لا يلمِّع صورة السعودية داخل مراكز القرار الأمريكي وحسب، وإنما أيضاً يعمد إلى تحريف الأخبار السلبية والمساعدة في رسم السياسات المحلية الأمريكية لمصلحة الرياض.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات للاستثمار في واشنطن العاصمة، سواء في الشركات أو مراكز الدراسات والجامعات، في محاولة منها لتشكيل لوبي سعودي أدى إلى أن تقوم هذه المؤسسات، كل منها بطريقتها الخاصة، إلى تلميع صورة السعودية.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي في مركز السياسة الدولي، بن فريمان، قوله: "كانت السنة الأولى من إدارة دونالد ترامب حاسمة بالنسبة للسعوديين، حيث أضافوا العديد من الشركات الجديدة إلى لوبيهم القوي بالفعل، وتمكّنوا من التأثير في إدارة ترامب بطريقة لم يتمكنوا مثلها قط مع إدارة باراك أوباما".
في الأشهر الأخيرة قاد محمد بن سلمان حملة توطيد السلطة التي سجن فيها الأمراء المتنافسين والنخب السعودية، و"خطف" رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وفرض الحصار على جارته قطر، وفي الوقت نفسه يقود حملة القصف والتجويع ضد اليمن بحرب جوية واسعة النطاق، وحصار تسبب في وضع إنساني كارثي، إذ هناك ما لا يقل عن 10 آلاف قتيل، مع تشريد ملايين آخرين، هذا فضلاً عن المعاناة مع تفشي وباء الكوليرا.
لكن ورغم كل ما سبق- بحسب الصحيفة- لو سألتم الكثيرين في واشنطن عن المملكة العربية السعودية، فسوف يجيبون بعرض مختلف، مشيرين دائماً إلى السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وهو قرار صدر حديثاً، وفتح دور السينما للمرة الأولى، ومليارات المساعدات التي كان السعوديون يضخّونها إلى اليمن من أجل "تخفيف المعاناة" هناك، بحسب الصحيفة.
ويشير فريمان إلى أن السعودية هي أكبر لاعب في مجال النفوذ الأجنبي من خلال إنفاق أموالها على مراكز الدراسات والجامعات، ومنها مجموعة "بوديستا"، التي كانت تديرها سابقاً مؤيدة هيلاري كلينتون، الديمقراطية توني بوديستا، لكنها توقفت عن العمل بعد 30 عاماً، وتحديداً في أواخر عام 2017، وذلك بعد وقت قصير من تعرضها للتدقيق في تحقيقات روبرت مولر.
وأوضح فريمان أن اللوبي السعودي جزء من شبكة معقدة من النفوذ في بعض الأحيان يكون من الصعب أن نرى فيها انتهاء علاقة واحدة حتى تبدأ أخرى، وكل ذلك كمحاولة من أجل تبييض بعض الأمور السيئة للغاية.