هل فكرت بالعيش في اليابان؟ .. كل ما تريد معرفته عن الحياة والإقامة
تتميز الحياة في اليابان بالتنظيم وكثافة العمل والإنجاز، وهي دولة تسعى لتحقيق سبل الراحة لمواطنيها مع مواكبة التطور، ما جعلها هدفاً للباحثين عن حياة جميلة آمنة.
ففي اليابان يقال إن الناس يسيرون أسرع من أي فرد في العالم؛ ذلك لأنهم يعتبرون الوقت من ذهب، فجميع أنواع المواصلات موجودة في اليابان من الدراجة حتى أسرع قطار على وجه الأرض بشكل منتظم، والسكك الحديدية هي وسيلة للنقل عالية الكفاءة.
وبالرغم من أن اليابان بلد صغير من حيث مساحة الأرض، فإنها تضم ثامن أعلى عدد للسكان في العالم إذ يبلغ سكانها نحو 130 مليون نسمة.
كما تتميز بأشياء كثيرة مثل الشاي الأخضر والأكل السريع، كما أن الحروف اليابانية تختلف عن حروف اللغة العربية أو اللاتينية، إذ تبلغ اثنين وخمسين حرفاً.
ووفق الإحصاءات الرسمية يعيش أكثر من 79% من السكان في المدن الكبرى، والباقي في القرى والأرياف، ويعمل 35% من السكان في الصناعة، و27% في الزراعة، والباقون في صيد الأسماك والتجارة، وموظفون في الدولة والمؤسسات الخاصة.
- تكاليف المعيشة
لكن تكاليف المعيشة في اليابان ضمن الأغلى في العالم، وخاصة في منطقة العاصمة طوكيو والمدن القريبة منها.
فبحسب موقع "نيبون" الياباني الذي دشن صفحة "اليابان بالعربي" الموثقة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فإن متوسط الإنفاق الشهري في اليابان، مثل إيجار المنزل، ومصاريف الطعام، وتكاليف المواصلات، وغيرها من المصاريف الأخرى، يبلغ نحو 82 ألف ين ياباني، ما يعادل 725 دولار شهرياً.
ورغم ذلك تعتبر المتاجر المحليّة والسوبر ماركت في اليابان رخيصة نسبيّاً، إذ توفر العديد من البضائع ومن ضمنها منتجات "حلال" متنوعة وبأسعار معقولة إلى حد كبير.
وبشكل عام، إذا أردت التوفير أكثر يمكنك الذهاب إلى السوبر ماركت قبل موعد إغلاقه بوقت قصير، حيث ستجد بعض المنتجات التي يود المتجر بيعها في نفس اليوم، وخاصة المنتجات التي تفسد سريعاً تباع بأقل من سعرها العادي، وأحياناً تصل إلى البيع بنصف الثمن.
وبالنسبة للمطاعم، يمكنك أن تحصل على وجبة الغداء في المطاعم اليابانية بسعر يتراوح من 700 إلى 1000 ين ياباني، أي نحو 10 دولارات، فالمطاعم اليابانية تقوم بتقديم وجبات الغداء بأسعار أقل من أسعارها المعتادة لتستفيد من تدفق الزبائن عليها.
وعن الأزياء، فهناك العديد من الأماكن أو المتاجر اليابانية التي توفر منتجات جيدة بأسعار معقولة جداً، مثل سلسلة متاجر "UNIQLO" الشهيرة التي توفر كل أنواع الملابس بأسعار رخيصة بمعدل 20 دولاراً.
- نظم الإقامة.. الطريق للثورة الرابعة
ووسط زيادة الإقبال على الهجرة لليابان، سارعت الحكومة لانتهاج سياسة مُغايرة بصورة كبيرة في قبول الأجانب لمواجهة قضية انخفاض عدد المواليد في البلاد.
ومن المتوقع أن تقوم الحكومة الحالية بالشروع في عملية "تصريح الإقامة اليابانية الدائمة للعمالة الأجنبية الماهرة"، التي تمكّن كلاًّ من الباحثين وأصحاب الأعمال الأجانب، ممَّن يتمتعون بدرجات عالية من التخصص، من التقدم بطلبات الحصول على الإقامة الدائمة، بعد مرور عام واحد كحد أدنى للإقامة في اليابان.
وهذه العملية الجديدة المسماة بـ"استراتيجية إحياء اليابان"، تم الإعلان عنها في شهر يونيو 2016، وتتمتع بالدعم السياسي، حيث تعمل تلك الاستراتيجية المعروفة بعنوانها الفرعي "الطريق إلى الثورة الصناعية الرابعة" على إدراج تعزيز القدرات الابتكارية والإبداعية، ووضع برنامج للحصول على العمالة الأجنبية الماهرة كجزء منها.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل الاستراتيجية على إطلاق تطوير نظم الإقامة وإدارة دخول البلاد، وكذلك على ترسيخ وجود العمالة الأجنبية الماهرة في اليابان؛ نظراً لضرورة وجود نظام يستطيع أن يعطي الحق للإقامة في اليابان لفترات طويلة.
-الطعام الحلال
كما شكل ارتفاع عدد السياح المسلمين إلى اليابان صدى واسعاً خاصة في مجال الأطعمة "الحلال"، وباتت صناعة تزداد بشكل متزايد ساهم في ازدهار السياحة، خاصة بعد أن قامت بتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة دخول لليابان للسياح القادمين من الدول الآسيوية ذات الأغلبية المسلمة، وكذلك فوز طوكيو بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020.
وعلى صعيد متصل، زاد مع ارتفاع عدد السياح المسلمين القادمين من دول جنوب شرق آسيا، عدد المطاعم اليابانية التي تقدم الأطعمة اليابانية التقليدية الحلال، فضلاً عن المطاعم التي تقدم الأكلات الشرقية اللذيذة.
هذا الأمر انعكس على زيادة عدد المطاعم والفنادق التي تتيح خيارات الحلال والشركات الغذائية، التي تمتلك شهادة "حلال" لمنتجاتها.
كما انضمت اليابان إلى قائمة الدول المصنعة للمأكولات الحلال، واحتضنت في العام 2014 "معرض المنتجات الحلال"، مَكَّن الزوار من تجربة سوق الحلال في اليابان بصورة مباشرة.