السيسي يطمئن الشعب: مفاوضات سد النهضة تسير بشكل جيد ونتناقش بموضوعية
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين، توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، في إطار التعاون بين البلدين، وذلك على هامش انعقاد جلسة المباحثات التي عقدت بين الجانبين صباح اليوم، الخميس.
ووقع الجانبان المصري والإثيوبي مذكرات تفاهم، في كل من في مجال التعاون الصناعي، وأيضا مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم، حول أعمال اللجنة الإثيوبية المصرية المشتركة.
وبحث الرئيس السيسي وديسالين سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والفنية والمشاورات السياسية حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، وفي البداية رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس الوزراء الإثيوبي، والوفد المرافق له، في بلدهم الثاني مصر، مشيرا إلى أن هذه الزيارة المهمة تشهد عقد اعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي تعقد للمرة الأولى على مستوى قيادتا البلدين.
وقال السيسي إن "الطرفين سعيا عبر الفترة الماضية لعقد هذا الحدث المهم لدفع سبل التشاور الثنائي، وذلك انطلاقا من رغبتنا الصادقة في تعزيز أواصر الصداقة والأخوة التي تربط بين البلدين".
وأكد أن مصر وإثيوبيا أمتان وحضارتان أفريقيتان تربطهما علاقة تاريخية ممتدة عبر السنين يجمعهما نهر النيل العظيم الذي كان ولا يزال رابطا للتكامل والتعاون ومصدرا رئيسيا للحياة لشعبي البلدين.
وأضاف السيسي: "لقد أوليت اهتماما خاصا منذ تولي منصبي بالتواصل مع الأشقاء في إثيوبيا، والتقيت للمرة الأولى دولة رئيس الوزراء الإثيوبي على هامش القمة الأفريقية في مالابو يونيو 2014 يونيو"، مُشيرا إلى أنه صدر عقب هذا اللقاء، بيان مالابو المشترك، والذي أكد أهم العناصر الحاكمة بين مصر وإثيوبيا.
وتابع: "سعدت بزيارتي الأولى في مارس 2015 إلى إثيوبيا، وكانت فرصة مهمة للتأكيد مجددا على رؤية مصر بأهمية توجيه قصارى جهدنا بتحديد مواطن المصالح المشتركة بين البلدين والبناء عليها وتعزيزها وترسيخها بما من شأنه تحقيق التنمية والازدهار للشعبين الشقيقين".
ولفت إلى أن "أهمية هذه الزيارة وانعقاد اللجنة المشتركة للمرة الأولى على مستوى البلدين لا تنبع فقط مما تتيحه من فرص لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وإنما هو إشارة واضحة لشعوبنا والعالم على ما لدينا من إدارة سياسة وعزم على تجاوز أي عقبات قد تواجه العلاقات بين البلدين".
وقال السيسي إن مصر طرحت بشكل عاجل على الأشقاء في إثيوبيا والسودان اقتراح بمشاركة البنك الدولي في اجتماعات اللجنة الوطنية كطرف فني محايد بين الدول الثلاث حول سد النهضة.
وأضاف: "أود التاكيد على توجه مصر الاستراتيجي لترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في كل المجالات، ومصر لن تألو جهدا في سبيل تحقيق ذلك".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه أعرب عن قلقه البالغ من حالة الجمود التي تعتري المسار الفني الثلاثي للمفاوضات حول سد النهضة المعني لتحديد الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة للسد على دولتينا وكيفية تجنبها، مؤكدا ضرورة أن تعمل الأطراف الثلاثة على تجاوز حالة الجمود الحالية لضمان استكمال الدراسات المطلوبة.
وأعرب السيسي عن تقديره لما تؤكده إثيوبيا دائما من حرصها على عدم الإضرار بمصالح مصر، مشيرا إلى أن السبيل الأمثل والوحيد لترجمة ذلك هو استكمال الدراسات المطلوبة والالتزام بنتائجها وتجنب أي آثار سلبية للسد على دولتي المصب.
ولفت إلى أنه بحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آليات دفع قاطرة العمل لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبنا من خلال التعاون، وتفهم شواغل الطرف الآخر، لا سيما عندما تتعلق تلك الشواغل بشريان الحياة الرئيسي لشعب يتجاوز عدد سكانه المائة مليون مواطن ويعتمد على هذا النهر كمورد حقيقي.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه تشاور مع رئيس الوزراء الإثيوبي حول إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، ودعم استثمارات القطاع الخاص للمصريين في إثيوبيا والتي وصلت لـ750 مليون دولار، وتفعيل وتنشيط التبادل التجاري بين البلدين.
وأضاف السيسي: "تشاورنا منذ عامين لعمل صندوق استثماري مشترك بين مصر وإثيوبيا والسودان، ونعمل على إعادة تفعيلها ومتابعة الإجراءات التي تتم بين البلدين للحصول على قوة الدفع لها".
وأكد أن اقتراح مشاركة البنك الدولي يهدف لتحقيق الارتياح لجميع الأطراف، مشيرا إلى أنه عند طرح هذا الموضوع كان الهدف منه تجاوز التأخير فى مفاوضات استمرت لشهور لتحقيق تقدم فى هذا الأمر للوصول لارتياح من الجوانب الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان.
وأوضح السيسى أنه يترتب على بناء السد إجراءات ولا يجب أن يكون هناك تصرف أحادي لعملية بدء الملء، مشيرًا إلى أن "الطرح مازال قائما وتتركه مصر لأشقائها الذين مازالوا يدرسونه ونتمنى الوصول لنتيجة له".
وقال إنه اتفق مع رئيس الوزراء الإثيوبي على دراسة الاتفاق فى هذا الأمر، مفيدًا بأن البنك ليس هناك مجال للنقاش عليه أو فى تحكيمه، لافتًا إلى أن "الأمور تسير بشكل جيد ونتناقش بشكل موضوعي جدًا مع أشقائنا فى إثيوبيا والسودان فيما يخص سد النهضة".
وخاطب الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا ميريام ديسالين، قائلًا له: "لعل أخى رئيس الوزراء الاثيوبى يشاركنى الارتياح لما شهدته اللجنة المشتركة بين البلدين على مدار الأيام الماضية من رغبة صادقة فى تعزيز التعاون الثنائى، أدت للوصول إلى عدد من الأطر التعهدية فى المجال الصناعى، فضلًا عن مذكرة تعاون في المجال التشاور السياسى.
وأضاف "السيسى"، خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي المنعقد بقصر الاتحادية، اليوم، الخميس: "إننا نعول على أن تكون المباحثات أداة هامة لزيادة التعاون بين البلدين"، مشيرًا إلى أنه تباحث اليوم مع رئيس الوزراء الإثيوبى حول زيادة فرص التعاون الاقتصادى بين البلدين، خاصة فى ضوء ما نلحظه في القطاع المصرى بزيادة استثمارات فى إثيوبيا.
وتابع حديثه قائلا: "اتفقنا على تقديم جميع سبل التعاون الممكنة بغرض دعم تلك الاستثمارات بما فى ذلك التعاون لإقامة منطقة استثمارية مصرية فى إثيوبيا، والتعاون فى مجالات الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والثروة السمكية والصحة، فضلًا عن تكثيف الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز التكامل الاقتصادى بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل الاقتصادى الأفريقى".
وأكد أنه تناول مع رئيس وزراء إثيوبيا، موضوع التعاون المشترك فى دول حوض النيل، لافتًا إلى أن إيمان مصر لن يتزعزع بحق إثيوبيا وكل الدول الشقيقة وشعوب العالم فى التنمية، موضحًا أن حوض نهر النيل يتمتع بإمكانيات وموارد هائلة يجعله مصدر للترابط والبناء والتنمية لا مصدرًا للصراع.
من جانبه، أكد رئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين، أن سد النهضة يجب أن يمثل هذا الأمل لإثيوبيا، وأن النيل شريان الحياة بالنسبة لوجود مصر كما تفهم مصر كذلك احتياجات إثيوبيا إلى التنمية، وقال: "يجب أن نتناول الجفاف الذي نعاني منه في الوقت الحالي وما يرتبط به من مجاعة وهو ما تم التأكيد عليه بشكل شامل في مناقشة إعلان المبادئ لتعزيز التعاون وبناء الثقة فيما بين البلدين".
وأضاف "ديسالين": "أؤكد أن أحد طموحات إثيوبيا هو أن نتغلب على الفقر بالنسبة لشعبنا، وهو يحتاج مقدارًا كبيرًا إلى الطاقة والموارد البشرية، وهذا ما قادنا إلى بناء السد".
وتابع: "ندرك تماما أن هذا يمثل أحد شواغل الشعب المصري، ولكن أوضح بشكل كامل أنها لن تؤثر على مصر بشكل سلبي، وأن السد لن يشكل أي ضرر بالنسبة لأي جهة أخرى أو مصر"، واستطرد: "السد هو عنصر هام للتنمية بالنسبة لإثيوبيا ويجب أن ننظر إليه كتنمية بالنسبة إليكم كما هو يمثل مصدرًا للتنمية بالنسبة لنا".
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديساليسن، إن "هناك روحا جيدة سادت خلال مفاوضات سد النهضة التي جرت بين الدولتين وعملنا بنية طيبة وتبادل الطرفان وجهات النظر في حل كل المشكلات"، مشيرا إلى أنهم تناقشوا في كل القضايا الأساسية ومصر من خلال رئيسها تقدمت باقتراح لدخول البنك الدولي كطرف محايد بين الأطراف وهذه الفكرة يجب أن نناقشها من خلال اللجنة الثلاثية وسيعقد اجتماع ثلاثي قريبا بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأضاف أنه تناقش مع الرئيس السيسي لضرورة تعميق العلاقات والدراسات في هذا الشأن والعمل بتلك الروح الجميلة ونناقش الأمور بروح طيبة، معربا عن ثقته بحل هذه المشكلات سريعا وقريبا وأن لا تكون هناك أمور تتم في الخفاء وستشارك السودان في هذه العملية قريبا للتوصل لحل سريعا.
وقال رئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين، إن "إثيوبيا وشعبها لم ولن يفكر في أي حال، وفي أي ظروف في تعريض حياة المصريين للخطر، فنهر النيل سيتدفق فيما بيننا ولن يضر بلدكم بأي حال من الأحوال ولن نقوم بهذا".
وأضاف "ديسالين": "سنعمل عن كثب فيما بيننا وسوف نكفل الحياة بالنسبة لشعوب نهر النيل والقرن الأفريقي وإخراجهم من دائرة الفقر وكفالة رفاهية الحياة لكل دول حوض النيل ولا يمكن أن ننفصل لأن مقدراتنا مشتركة، وسوف نلتزم بالاتفاقات التي أبرمناها اليوم".
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن ما يهم مصر وإثيوبيا هو التفاهم بين البلدين، حتى وإن كان هناك خلافات، فالخلافات تنشأ دائما عند الحوارات والمناقشات، مشددا على ضرورة الحكمة للتغلب على تلك المشكلات بنوع من الحب.
كما أكد أن جدول أعمال إثيوبيا يركز على القضاء على الفقر وهو لا يمكن أن يحدث بإضرار الآخرين، ولكن عن طريق تحقيق المكاسب للبلدين، لأنه لو تأخرت مصر فستتأخر إثيوبيا، مشيرا إلى أن المصائر الأفريقية مشتركة ويربطهم نهر النيل.
وأوضح أنهم يسعون لتحقيق السلام ومكافحة التطرف والارهاب، فدون سلام لا يمكن أن تشارك الشعوب الأفريقية في التطور والتنمية، مشددا على ضرورة التعامل لتحقيق تلك القيم والأهداف المشتركة، إضافة إلى القضايا الفنية الأخرى، وهو ما سيساعد على تحقيق الرخاء والنمو لشعبينا.
وقال ديسالين: "إننا نثمن التعاون بين مصر وإثيوبيا فيما يخص الاقتصاد والسياحة"، لافتًا إلى أن "إثيوبيا من أكثر الدول بالنسبة لعدد السكان فى أفريقيا ونشعر بأن التعاون الاقتصادى سيعتمد على المشروعات طويلة الأمد بين البلدين، لذلك يجب تقييم كل الاتفاقيات التى أبرمت والعمل على تعزيز التعاون فيما بين البلدين".
وأضاف أنه سوف تكون هناك منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا والتى ستجذب العديد من المستثمرين فى العديد من المجالات الإنتاجية، مؤكدًا أن ذلك يساعد فى إطلاق الطاقات الكامنة لدينا فى مجال التعاون الاقتصادى.
وتابع: "قطعنا شوطًا طويلًا على مدار الثلاث سنوات الماضية فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تقابلت مع الرئيس السيسى عشرات المرات لبحث سبل التعاون والشراكة بيننا"، لافتًا إلى أنه تم اتخاذ العديد من الخطوات فيما يخص العديد من المبادئ واللجان الفنية بيننا واتخذت بعض الخطوات ولكن هناك بعض الأمور التى لم تحل حتى الآن، موضحًا أن إثيوبيا تعمل على إنهاء المشروع بشكل يحقق المكاسب لكل البلدين.
وقال رئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين، إن إنشاء سد النهضة سوف يسهم في تنمية دول حوض النيل برمتها ولن يؤثر على مصر والسودان.
وأضاف "ديسالين: "هذا يمكن أن يقودنا إلى مجال جديد للطاقة وتحسين الحياة بالنسبة لشعوبنا وبلداننا"، وتابع: "يمكن أن نصل إلى مستوى أعلى من التفاهم من خلال تبادل المثل والقيم والمسئولية، وهذا يجب أن نقوم به من أجل مستقبل شعوبنا".
واستطرد: "اليوم نضع نهر النيل كمصدر للثقة للأجيال القادمة، ويجب أن نعمل على تعميق الثقة فيما بينا وفي المستقبل، وسوف نواصل العمل مع الرئيس السيسي، من أجل الوصول إلى نتائج تحقق المكاسب للطرفين وتواجه أي صعوبات قد تنشأ فيما بيننا أثناء مسار المفاوضات".
وأوضح: "إننا على استعداد لحل أي قضايا عالقة يمكن أن تعوق عملية التقدم، وإثيوبيا ملتزمة بالعمل عن كثب مع كل المجموعات الفنية للتغلب على كل المشكلات".