بعد صعود موجة الإعلانات النسوية هل إعلانات كبار السن هي الموجة القادمة؟

ويشير الخبراء أنه كأي نزعة جديدة، هناك خطر أن يصبح تقديم كبار السن في الإعلانات أمرا مبالغا فيه
ويشير الخبراء أنه كأي نزعة جديدة، هناك خطر أن يصبح تقديم كبار السن في الإعلانات أمرا مبالغا فيه

العلامات التجارية حول العالم تغير الآن من طريقة تصويرها لكبار السن، فالسفير الجديد لعلامة "ريبوك" في الصين ليس شابا رياضيا، أو نجما مفتول العضلات. بل "وانج ديشون"، الجد البالغ من العمر 80 عاما، والذي سطع نجمه في الصين بعد ظهور لياقته البدنية على ممشى أسبوع الموضة فى بكين فى عام 2015.


ووصفت "ريبوك" "وانج" عبر حسابها الرسمي على تطبيق "وي تشات" أن جد رائع، مشيرة إلى أنه دائم البحث التجارب الجديدة في الحياة، فقد تعلم اللغة الإنجليزية في سن الرابعة والأربعين وبدأ تدريبات اللياقة البدنية في سن الخمسين وأظهر عضلاته المفتولة على ممشى الأزياء  في سن التاسعة والسبعين. وصرحت "ريبوك" أن "وانج" ساعد فى إعادة تشكيل رؤية الصينيين حول الشيخوخة.

الأكثر من ذلك، أن "وانج" ليس أول ثمانيني يمثل حملات العلامات التجارية الرياضية الكبرى. ففي العام الماضي ركزت "نايكي" حملتها الإعلانية خلال دورة الألعاب الأولمبية على الراهبة "مادونا بودر" البالغة من العمر 86 عاما، والتي تنافس في سباقات الرجل الحديدي.

وهذان فقط مثالان من سلسلة من الإعلانات الحديثة حول العالم، التي يتم فيها تسليط الضوء على كبار السن. في وقت يغير فيه المعلنون الذين يتستهدفون هذه الفئة العمرية من طرق جذبهم.

وعلى الرغم من إدراك الشركات للقوة الشرائية التي تمثلها هذه الفئة منذ سنوات، تحولوا الآن وفجأة لمواجهة الصور النمطية عنهم. وبدلا من ذلك تصورهم ليس فقط على أنهم نشطاء ورياضيين بل ومتواكبين مع تطورات العصر.

وفي الولايات المتحدة، اتجهت حملة إعلانية لشركة "فوناك ليريك" للسماعات غير المرئية بتصوير زوجين في الخمسينيات من عمرهم مع عبارات مثل: "أزمة منتصف العمر واضحة، بينما سماعاتي ليست كذلك".

ووفقا "لتيري ماير"، الرئيسة التنفيذية المشاركة في وكالة الإعلان "تيري وساندي"، فإن حملة "فوناك ليريك" تعكس أن سن الستين أصبح الأربعين الجديد.

ولم يقتصر الأمر حد استخدامهم لجذب مستهلكين من هذه الفئة العمرية فقط، بل اتجه المعلنون لإبراز كبار السن في الإعلانات التي تستهدف مجموعة واسعة من الأعمار. وظهر هذا في الحملة الحكومة الأرجنتينية الدعائية لتشجيع السياحة من خلال عرض زوجين من كبار السن يتحولان إلى التهور والحماس وهم يصطادون الأسماك ويركبون الأمواج والدراجات الهوائية عبر الممرات الترابية الوعرة، ويصيحون في حيوية ونشاط.

وفي إيطاليا أظهر إعلان لشركة "ميرك" للصناعات الدوائية رجلا في التاسعة والسبعين من عمره يعتلي قمة منصة الغوص على ارتفاع 10 أمتار من المسبح ليقفز بطريقة مذهلة ومثيرة، أمام جمهور من الشباب الأصغر سنا. لنعلم بعدها أنه  بدأ في تعلم الغوص في سن السابعة والخمسين، لتكون رسالة الإعلان أن الأوان لم يفت للبدء في رعاية نفسك وتعلم أشياء جديدة.

وشركة المياه المعبأة "بولند سبرينج" في أحدث إعلانتها التي نفذتها لهم شركة "إف سي بي نيويورك" صورت "إدنا"، سائقة سيارة الإسعاف التي تبلغ من العمر 88 عاما والتي لاتزال تساعد المرضى في سيارات الإسعاف، وتحافظ على لياقتها بممارسة 20 تمرين ضغط يوميا.

وقالت "لورا دون" مسئولة الإعلان في شركة "إف سي بي نيويورك" أنهم عند تنفيذ الإعلان كانوا يبحثون عن أناس عاديين من الحياة لكنهم يقومون بأشياء غير عادية في خدمة مجتمعاتهم، و"إدنا" كانت واحدة من بين العديد من الأشخاص المميزين والإيجابيين، ولأن العمر لم يكن عاملا مقيدا عند بحثهم عن هذه القصص، وقع اختيارهم عليها.

ويشير الخبراء أنه كأي نزعة جديدة، هناك خطر أن يصبح تقديم كبار السن في الإعلانات أمرا مبالغا فيه. حيث أصبح تصويرهم في الإعلانات الآن موجة سائدة، وتظهر مدى تمتع العلامة التجارية بالحداثة.

ويوضح "ستو ماير" مدير قسم الإبداع في شركة "إف سي بي نيويورك"، والذي عمل على حملة "بولند سبرينج" أن المشاهدين لا يولون اهتماما بالعمر بقدر ما تعتقد الشركات الإعلانية أنهم يفعلون، إلا أنهم يقدرون دائما القصص الإنسانية القوية التي تتحدى المجتمع والتقاليد.