الجارديان: مصر تُجري انتخابات محسومة للسيسي

الجارديان: مصر تُجري انتخابات محسومة للسيسي
الجارديان: مصر تُجري انتخابات محسومة للسيسي

دعت صحيفة الجارديان البريطانية العالم الغربي إلى التحرّك قبل أن تتحوّل مصر إلى "دولة فاشلة"، مؤكّدة أن على المجتمع الدولي عدم غضّ الطرف عن تجاوزات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وسياساته المتشدّدة، والتي ستؤدّي إلى ولادة تنظيمات عنف مسلّحة.


وأوضحت الغارديان، في افتتاحيتها الثلاثاء، أن السيسي -وفي إطار حرب على الإرهاب- قتل العشرات من المدنيين، وخاصة في شبه جزيرة سيناء، حيث تشهد المنطقة حرباً بين الجيش المصري وتنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة.

السباق الانتخابي على الرئاسة بدأ منذ مطلع الشهر الجاري، إلا أن السيسي، وكما يبدو من سير الأحداث، سيفوز بتلك الانتخابات، بعد أن تعرّض عدد ممن رشّحوا أنفسهم إلى التهديد، أو الاحتجاز حتى، وكان آخرهم الجنرال السابق أحمد شفيق، والذي سبق له أن خسر بفارق ضئيل أمام المرشّح محمد مرسي، عام 2012، في أول تجربة انتخابات حرة تجري في مصر.

التقارير أفادت أن ضغوطاً مُورست على مرشّحين للرئاسة، كما أن هناك تقارير أخرى تحدّثت عن أن الجيش يشتري سرّاً مجموعات إعلامية خاصة لحشد الدعم للسيسي، في حين أعلن سامي عنان، الجنرال السابق أيضاً، ترشّحه لتلك الانتخابات.

ووسط كل ذلك، وإلى الآن، لم يعلن السيسي ترشّحه الرسمي لتلك الانتخابات، ولكن الجميع يؤكّدون أنه سيفعل.

تعيش مصر الآن ديمقراطية مزيّفة، فالقوة الحقيقية تكمن في الجيش، الذي وإن كان يقف في الظلّ فإنه يمسك بكل تفاصيل الأمور منذ العام 2013، عندما أطاح بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، وشنَّ حملة ضد المعارضين أدّت إلى مقتل قرابة 800 شخص في ميدان رابعة.

وليس من المستغرب أن يحظى السيسي بمديح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية انتقدت ما يجري في مصر، ووجّهت أصابع الاتهام إلى النظام بممارسة القتل والتعذيب غير المشروع.

وأعدمت السلطات المصرية، الأسبوع الماضي، خمسة سجناء، بينهم أربعة على صلة بالإخوان المسلمين، رغم أنهم لم يحصلوا على محاكمات عادلة، إلا أنه فُهم من وراء ذلك أنها رسالة إلى خصوم السيسي بأن السياسة المصرية قاتلة وليست حادّة فقط.

إن على القادة الغربيين أن يخشوا من تحوّل مصر إلى خطر ودولة فاشلة، ومن الخطأ أن يغضّ الغرب الطرف عن ممارسات السيسي، فسياساته المتشددة ستؤدّي إلى ظهور تنظيمات متشددة، في وقت ما يزال النظام يعاني من ضربات الجماعات المتشددة في سيناء ومناطق أخرى، بحسب الصحيفة.

لقد كانت الثورة المصرية في العام 2011 نقطة تحوّل في مسار الربيع العربي، وأتاحت الفرصة أمام المصريين للمشاركة في القرار السياسي من خلال تحرير السياسة، إلا أن السيسي، بدلاً من ذلك، عمد إلى تكبيل هذا الربيع، واتخذ إجراءات متشدّدة أدّت إلى خنق المجتمع من جديد، وأدت سياساته إلى انخفاض قيمة العملة، وارتفاع حادٍّ في الأسعار، وتحوّل مصر إلى بلد غارق في الديون.

ووفقاً لاستطلاع مؤسسة غالوب (أمريكية)، الذي أُجري في 115 دولة، فإن أربع دول، من بينها مصر، قال مواطنوها إنهم يسيرون نحو الأسوأ منذ العام 2014 وحتى اليوم.

وبينما يجب على السيسي أن يشعر بالخطر إزاء ما يجري في بلاده فإنه يبدو منشغلاً بتهيئة نفسه لفترة رئاسية مقبلة، وأيضاً بإنجاز العاصمة الإدارية الجديدة، والتي لا يبدو أنها يمكن أن تحلّ شيئاً من مشاكل مصر، في وقت قفزت فيه معدلات الفقر إلى 25% خلال عامين.