هل تترشح أوبرا وينفري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2020؟
خاص سياسي - جهاد السقا
قد تبدو الإجابة على هذا السؤال سهلة.. فإذا استطاع دونالد ترامب أن يصبح رئيساً لأمريكا، فما المانع أن تصبح وينفري الرئيسة التالية؟
بعد يوم من كلمتها التي ألقتها في حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب ترددت فكرة خوضها لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020.
منذ زمن ليس بالبعيد كانت فكرة أن يترشح مقدم برنامج حواري، مهما بلغت شعبيته، لانتخابات الولايات المتحدة قد تثير الغرابة والدهشة لدى الكثير، ولكن ليس بعد أن أصبح ترامب رئيسًا.
بالفعل أثارت شعبية وينفري العريضة الجدل حول مدى قدرة الشهرة التي تتمتع بها على إنجاح حملتها الانتخابية للرئاسة.
حتى إن أحد مستشاري حملة الحزب الديموقراطي في لوس أنجلوس علق قائلا:
"لقد ألقت أوبرا واحداً من أفضل الخطابات السياسية منذ أن رحل أوباما"، ولكن هل يعني ذلك أن الشعب الأمريكي يرغب في شخصية مشهورة أخرى حديثة العهد بالسياسة؟
هل حقا الديموقراطية تعني أن لمجرد كون الشخص مشهوراً واستطاع إلقاء خطبة جيدة يحق له خوض الانتخابات الرئاسية؟
لا يهم ماذا تعني الديموقراطية، في الحقيقة ما يهم هو مدى تأثير الشهرة على رأي الناخبين.
وينفري التي تبلغ من العمر 63 عاماً هي أصغر من بعض كبار أعضاء الحزب الديموقراطي الذين قد يترشحون للرئاسة.
وقد كتب ويليام كريستول -رئيس تحرير مجلة كونفيرساتيف ويكلي ستاندرد- أن وينفري تتميز عن جميع كبار أعضاء الحزب الديموقراطي من عدة جوانب؛ فمثلا هي تعرف في الاقتصاد أكثر من بيرني ساندرز، وأكثر دراية بمشاكل الشرق الأوسط عن إليزابيث وارين، وتتمتع بشعبية أكبر من شعبية أندرو كيومو، وشخصية أكثر جاذبية من جون هيكيلوبير.
كما تتوفر في وينفري كل الشروط التي يفرضها الدستور للترشح للرئاسة؛ فعمرها يزيد عن 35 عاماً وهي مواطنة أمريكية ولدت في الولايات المتحدة وتعيش هناك منذ ما يزيد عن 14 عاما.
كما سوف تمنحها ثروتها قوة دعم هائلة كما حدث مع ترامب تمامًا؛ فثروة وينفري تقدر ب 2.8 مليار دولار، طبقًا لتقارير "فوربس".
ولكن أغلب المتحدثين بهذا الشأن يتجاهلون تماما الجوانب السيئة للترشح للرئاسة حتى بالنسبة لمشاهير العالم؛ فالنقطة الأهم هي رغبة الشخص في الترشح للرئاسة لأنه تحدٍّ كبير واختبار صعب لشخص الإنسان وقدرته على الصمود.
الملايين من الأمريكان قد يبدو وجه وينفري مألوفاً لهم بسبب ظهورها على التلفاز لعقود طويلة والتمثيل في أفلام هوليوود والعمل كمراسلة لقناة CBS.
ولكن مرشحي الرئاسية يواجهون صعوبات هائلة؛ فمن المؤكد أنها ستتعرض لهجوم فيما يخص جميع جوانب حياتها الشخصية والمهنية؛ فسيحرص معارضوها على جمع معلومات هائلة عن حياتها وماضيها للبحث عن فضائح من شأنها أن تسبب أكبر ضرر لحملتها الانتخابية. فأغلب المشاهير يتراجعون عن تلك الخطوة بسبب الخوف من التعرض لكشف حياتهم بما فيها من مساوئ للعامة.
وعامة فقد نفت أوبرا أي نية لها للترشح للرئاسة في أكتوبر الماضي خلال برنامج على CBS.