الهجوم الأمريكي على سوريا .. ترامب: أمريكا "مرادف للعدالة" .. وبوتين يرد: ما حدث "عدوانا على دولة ذات سيادة"

خاص سياسي - أحمد سنبل
أطلق الجيش الأمريكي فى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، 59 صاروخا من طراز "توماهوك" من مدمرتين للبحرية الأمريكية على قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص وسط سوريا، في رد أميركي على الهجوم الكيماوي الذي شهدته بلدة خان شيخون في إدلب منذ أيام.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن الضربات لم تستهدف أجزاء من القاعدة العسكرية التي يعتقد أن قوات روسية تتمركز فيها.
وأكد البنتاجون أن واشنطن أبلغت القوات الروسية بالضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات بسوريا.
وتسببت الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص وسط سوريا، بأضرار في الأرواح وأخرى مادية، وفق ما أفادت وسائل إعلام سورية ومسؤولون حكوميون محليون.
زدعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "كل الأمم المتحضرة" إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء فى سوريا، وذلك بعد أصداره امرا بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا.
وقال ترامب ان "الديكتاتور السورى بشار الاسد شن هجوما رهيبا بأسلحة كيميائية ضد مدنيين أبرياء مستخدما عامل اعصاب ساما مميتا"، مشددا على ان الولايات المتحدة هى "مرادف للعدالة".
وفيما يتعلق بردود الأفعال حول الهجوم الأمريكي.. قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن الضربة الأمريكية أدت إلى قتل أربعة عسكريين من لواء الدفاع الجوي، من بينهم ضابط برتبة عميد.
وأضاف عبد الرحمن أن مطار الشعيرات، الذي يعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية للجيش السوري "دمر بشكل شبه كامل، بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي"، مشيرا إلى أن "مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل".
وأكد عبد الرحمن أن الطائرات التي قصف بلدة خان شيخون بالغاز السام، انطلقت من قاعدة الشعيرات العسكرية، التي يُعتقد بوجود قوات إيرانية فيها.
وذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلي أن المصادر العسكرية الأمريكية كشفت عن أن الهجوم الصاروخى أسفر عن تدمير مالا يقل عن 20 طائرة تابعة للسلاح الجوى السورى، وتدمير مسارات القاعة الجوية، مشيرة إلى أن القاعدة الجوية أصبحت خارجة الخدمة نهائيا.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إن الهجوم الأمريكي بمثابة رسالة قوية وواضحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أن اسرائيل تؤيد القرار شن الهجوم على سوريا، وتأمل أن يكون بمثابة رسالة ليس فقط إلى نظام الأسد فى دمشق ولكن إلى طهران أيضا ودول أخرى.
ورحبت المعارضة السورية بالضربات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف عسكرية للجيش السوري في حمص وسط سوريا، معتبرة هذه الخطوة "ضرورية من أجل وقف جرائم الأسد".
وقال رئيس وفد المعارضة السوري في جنيف، نصر الحريري"أتمنى أن تكون هذه السياسة للولايات المتحدة منطلقة من السعي الحثيث لإقرار الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة".
وأعرب الحريري عن أمله في أن تكون الضربات التي استهدفت مطار عسكريا في حمص من البحر، في إطار "سعى الولايات المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية التي هي جزء من صناعتها، ومن بينها محاسبة المجرمين والانتقال السياسي الحقيقي".
وقال "إن الشعب السوري اليوم يدفع ثمنا باهظا لسياسية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما"، التي وصفها بأنها "كارثية"، مشيرا إلى أنها إدارة أوباما "وقف عاجزة أمام جرائم الأسد، الذي ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية".
ومن جانبها أعلنت روسيا رفضها للهجوم الأمريكى، وقال الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن ضربات أمريكية بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية شكلت انتهاكا للقانون الدولى وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
وأضاف أن ما حدث يعد "عدوانا على دولة ذات سيادة" "بذريعة مختلقة" ومحاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين فى العراق.
وشدد على ان روسيا لا تعتقد أن سوريا تملك أسلحة كيماوية وإن التحرك الأمريكى سيشكل حتما عقبة حقيقية أمام تشكيل تحالف دولى لمحاربة الإرهاب وهى فكرة روج لها بوتين مرارا، موضحا أن الغارات الأمريكية على سوريا، تعد عقبة خطيرة أمام تشكيل تحالف دولى ضد الإرهاب.
كما أدانت إيران "بشدة" الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية للنظام السورى، وفقا ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمى .
وقال قاسمى "ندين أى عمل عسكرى احادى والضربة الصاروخية التى نفذتها بوارج اميركية على قاعدة الشعيرات الجوية بحجة هجوم كيميائى مشبوه الثلاثاء فى خان شيخون" .
كما طالبت دولة بوليفيا، من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة بشأن الضربة الأمريكية في سوريا، بـ59 صاروخاً من طراز "توما هوك"، تسبب فى أضرار جسيمة بالقاعدة السورية.
وعلى صعيد متصل أعلنت السعودية "تأييدها الكامل" للضربات الأمريكية، على أهداف عسكرية فى سوريا ووصفتها بأنها قرار "شجاع" للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
كما أعلن رئيس وزراء اليابان دعم بلاد للتحرك الأمريكى للحيلولة دون انتشار الأسلحة الكيماوية ، كما أعلن نائب رئيس وزراء تركيا أن بلاده تنظر بإيجابية للضربات الأمريكية فى سوريا .
وقال نعمان قورتولموش إن المجتمع الدولى يجب أن يبقى على موقفه ضد "وحشية" الحكومة السورية.
وأضاف أنه يجب عقاب الحكومة السورية عقابا تاما على الساحة الدولية مشيرا إلى أنه ينبغى إسراع وتيرة عملية السلام فى سوريا.
كما قال وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرو، اليوم إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية.
وأضاف استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب، مشيرا إلى أن روسيا وإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الرئيس السورى بشار الأسد.