أزمة اليمن تتحول لكارثة إنسانية

مر 1000 يوم تقريبا على بداية الحرب الأهلية في اليمن ,والآن، تعاني اليمن من المرض والجوع ولا يظهر في الأفق أي محادثات للسلام من شأنها إنهاء تلك الكارثة.


تعتبر أزمة اليمن سببا إضافيا لزيادة النزاع والتفرق في منطقة الشرق الأوسط وذلك بسبب تراجع الدبلوماسية الغربية وتقويض القانون الدولي.

 فأصبح الأمل منعدما للمدنيين هناك. حاليا يعاني حوالي 22.2 مليون يمني من كارثة إنسانية حقيقة وفي حاجة لمساعدات دائمة منهم 8.4 مليون معرضين لخطر المجاعة وزاد عدد المصابين بالكوليرا عن 1 مليون شخص وهو رقم مثير للرعب حقا. وفي ظل الصراع بين إيران والسعودية يدفع اليمنيون الثمن غاليا.

 فعلى سبيل المثال قتلت الغارات الجوية التي تشن على اليمن ما يزيد عن 136 مدني خلال 11 يوما فقط الشهر الحالي طبقا لتقارير الأمم المتحدة. وعلى الرغم من قيام السعودية بفك الحصار جزئيا على اليمن والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول لليمنيين إلا أن معظم المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين لا تزال تحت الحصار. 

كانت السعودية قد بدأت في فرض هذا الحصار منذ 6 نوفمبر الماضي وأغلقت جميع سواحل اليمن وكل مداخلها الأرضية والجوية والمائية. وشمل الحصار منع دخول الوقود والطاقة للمستشفيات ومراكز معالجة المياه.

 وتظل المساعدات الإنسانية على شكل أدوية أو أدوات طبية على السفن ممنوعة من الوصول إلى الأطباء أو المسعفين مما يعكس الحالة المزرية التي تعاني منها البلاد.

وبسبب الحصار وعجز العاملين بمنظمة حقوق الإنسان على إدخال المعونات يعاني حوالي 4.5 مليون طفل ونساء حوامل من نقص التغذية. هذا الرقم يشمل 462 ألف طفل تحت سن الخامسة. والحالة تزداد سوءا وسط مخاوف من نفاذ الكميات المتاحة حاليا من المعونات لعدم وجود بدائل لها.

ولدخول المساعدات على العاملين بمنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان لكي يسافروا من عدن لسانا المرور بحوالي 70 نقطة تفتيش ثم الانتظار في ساحل حديدة حوالي 90 يوما للحصول على تأشيرة دخول.

في وسط كل تلك المحاولات المستميتة من السعودية للقضاء على الحوثيين في اليمن يبدوا أنها لا تحقق النتائج المرجوة فطبقا لمجموعة الازمات الدولية أصبح جناح القاعدة المتواجد باليمن أكثر قوة من أي وقت مضى وتقع مناطق وسط وجنوب اليمن تحت سيطرة الدولة الإسلامية, وكلما زادت الفوضى والقتال كلما ازدادوا قوة.

والقضية حتما معقدة للغاية فأي نتيجة أخرى غير القضاء على الحوثيين تعتبر فوزا لإيران ولكن الاستمرار في تلك الحرب يعني أن السعودية تستنفذ مواردها المالية وتعرض سمعتها الدولية للخطر لذا فالحل هو اتخاذ ثلاث خطوات لا بديل لهم:
أولا، يجب على السعودية التعهد بإنهاء هذا الحصار الذي تفرضه حاليا على اليمن من أجل السماح للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المدنيين.

ثانيا، يجب الاتفاق على وقف النيران للسماح للمرضى والمصابين بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

ثالثا، يجب أن تركز الجهود الدولية على الوصول إلى حل سياسي قاطع لهذا النزاع.  يجب ان تشترك كل الأطراف في مفاوضات غير مشروطة تحت إشراف الأمم المتحدة.