جولة أمير قطر الأفريقية .. نجاح سياسي واقتصادي في ظل الحصار

نجح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال جولته الأفريقية التي بدأت الأسبوع الماضي، في تعزيز مكانة بلاده السياسية وفتح أسواق جديدة للدوحة في منطقة غربي أفريقيا، حيث أكد زعماء الدول التي شملتها الجولة دعمهم للموقف القطري من الأزمة الخليجية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز تنوع الاقتصاد القطري.
وبدأ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء 20 ديسمبر 2017، جولة هي الثالثة خارجياً والأولى أفريقياً، منذ بدء الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة، في يونيو الماضي.
وشملت الجولة السنغال، وغينيا كوناكري، وساحل العاج، وغانا، ومالي، وبوركينا فاسو، وهي ترمي لفتح أسواق جديدة في منطقة غربي أفريقيا وخلق فرص لتنويع الاقتصاد القطري.
وكان أمير قطر قام في منتصف أكتوبر الماضي بجولة آسيوية شملت ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، وأجرى قبل ذلك جولة شملت تركيا وألمانيا وفرنسا، بحث فيها مع قادة تلك الدول تعزيز العلاقات والتعاون في مجالات مختلفة.
وأجري أمير قطر خلال الجولة الأخيرة مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي مستهل جولته، التقى الشيخ تميم بن حمد، الرئيس السنغالي ماكي صال، وبحث معه عدداً من القضايا. وقال إن الدوحة ستطور شراكتها مع جمهورية السنغال لتشمل جميع مجالات التعاون المشترك، خاصة في الاستثمار والبنية التحتية والطاقة والرياضة، وأكد أنه سيسعى إلى تطوير هذه العلاقات.
من جهته، أكد الرئيس السنغالي أهمية زيارة أمير قطر في تطوير العلاقات الثنائية، وقال إنه يتطلع لتشجيع الاستثمارات بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة.
- آفاق جديدة
وجرى خلال الزيارة توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون في مجالات الرياضة والثقافة والشباب. وغرّد أمير قطر قائلاً إن الزيارة فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات مع السنغال.
ووصل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس 21 ديسمبر 2017، إلى باماكو عاصمة مالي، في ثانية محطات جولته.
وعقد أمير قطر والرئيس المالي مباحثات رسمية بالقصر الرئاسي بالعاصمة المالية باماكو، تناولت "سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية لا سيما في مجالات التعاون المشتركة".
كما تناولت "عدداً من القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة الى تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب".
وأكد رئيس مالي أن هذه الزيارة "ستعزز العلاقات بين البلدين، وستحقق ما يصبو إليه الشعبان الصديقان".
من جانبه أشار أمير قطر إلى أن "هذه الزيارة تأتي في إطار تعميق علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات".
وعقب المباحثات تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرياضة، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون على دعم التعليم بين صندوق قطر للتنمية وحكومة مالي.
وفي محطته الثالثة، وصل أمير قطر، الخميس 21 ديسمبر 2017، بوركينا فاسو، حيث بحث مع الرئيس البوركيني، روك مارك كريستيان كابوري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر ورئيس بوركينا فاسو استعرضا، خلال اللقاء الثنائي الذي انعقد في القصر الرئاسي بواغادوغو، "الأحداث الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تبادلا وجهات النظر حيالها".
ومساء اليوم نفسه، وصل الشيخ تميم، إلى العاصمة الغينية كوناكري في زيارة، رابع محطات جولته الأفريقية. وكان في مقدمة مستقبليه في مطار كوناكري الدولي رئيس غينيا، ألفا كوندي.
والخميس 21 ديسمبر 2017، وصل أمير قطر إلى دولة غينيا. وأعلن الشيخ تميم وألفا كوندي، رئيس غينيا، رئيس الاتحاد الأفريقي، الجمعة 22 ديسمبر 2017، سعي بلديهما إلى مكافحة الإرهاب والتطرف.
- اتفاقات متعددة في غينيا
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن المباحثات تناولت سبل دعم وتطوير التعاون بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة والاقتصاد والاستثمار والأمن الغذائي. كما بحث الجانبان مجمل التطورات الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد نوه رئيس غينيا بأهمية زيارة أمير قطر في توطيد العلاقات بين البلدين، وأعرب عن رغبة بلاده في توسيع مجالات التعاون مع الدوحة.
وخلال الزيارة، وقع الجانبان مذكرة تفاهم بين الشركة القطرية لإدارة الموانئ (موانئ قطر) وميناء كوناكري، واتفاقية للنقل البحري، إضافة إلى أربع مذكرات أخرى في مجالات الشباب والثقافة والرياضة والأمن الغذائي. وشملت الاتفاقيات كذلك تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
وفي خامسة محطات جولته، بحث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة 22 ديسمبر 2017، مع رئيس ساحل العاج، الحسن عبد الرحمن واتارا، التعاون المشترك وسبل مكافحة الإرهاب.
والتقى أمير قطر رئيسَ ساحل العاج، خلال جلسة مباحثات رسمية بالقصر الرئاسي في مدينة أبيدجان، عقب وصوله إلى البلاد.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه تم "بحث سبل تعميق وتطوير علاقات البلدين، وآفاق التعاون، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة وتعزيز فرص الاستثمار، لا سيما على مستوى القطاع الخاص".
وناقش الجانبان آخر مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، ووقَّعا اتفاقية خدمات جوية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب، ومذكرة تفاهم للتعاون بمجال الرياضة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الثقافة.
وخلال اللقاء، أكد أمير قطر أهمية الزيارة في توطيد العلاقات بين البلدين في مختلف الأصعدة، بما يصب في المصالح المشتركة للجانبين.
عقد سمو الأمير ورئيس جمهورية كوت ديفوار جلسة مباحثات رسمية مساء امس، تم خلالها بحث سبل تعميق وتطوير علاقات البلدين وآفاق التعاون بينهما.
بدوره، رحّب واتارا بزيارة أمير قطر الأولى لساحل العاج، مؤكداً أن بلاده تعول عليها في الدفع بالتعاون بين البلدين نحو مختلف المجالات بما يحقق طموحات الشعبين الصديقين.
وأوضح أن موقف بلاده من الأزمة الخليجية متسق تماماً مع موقف الاتحاد الأفريقي الذي يدعم حلها بالحوار والطرق الدبلوماسية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، لؤلؤة الخاطر، قالت قبيل بدء الزيارة إن الدوحة دعمت مشاريع سابقة في البلدان التي شملتها جولة الشيخ تميم، وقدّمت دعماً مادياً لتلك الدول بنحو 515 مليون دولار أمريكي.
غانا وختام الجولة الأفريقية
صل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امس السبت، مدينة أكرا عاصمة غانا، في ختام جولة أفريقية شملت 6 دول، بدأها الأربعاء الماضي بزيارة السنغال.
وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إن محمودي باوومبيا نائب رئيس غانا، ووزيرا الدفاع دومنيك نتول، والداخلية امبروس ديري، وعدد من المسؤولين، كانوا باستقبال أمير قطر بمطار كوتوكا الدولي.
ووصل الشيخ تميم غانا قادماً من ساحل العاج بعد زيارة استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الحسن عبد الرحمن واتارا، وشهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين بلديهما.
وغانا سادس وآخر محطات جولة أمير قطر الأفريقية التي شملت 5 دول أخرى، بدأها الأربعاء بزيارة السنغال، ثم مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج.
وتعد هذه ثاني جولة أفريقية لأمير قطر خلال العام الجاري، وثالث جولة خارجية له منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي.
وأعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو الماضي، قطع علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

رئيس بوركينا فاسو وتميم

تميم مع رئيس مالى

سمو أمير قطر ورئيس جمهورية كوت ديفوار

الشيخ تميم بن حمد، الرئيس السنغالي