فرض السيطرة كان ولا يزال السبب الرئيسي للعداء بين السعودية وإيران

منذ أيام أعلنت السعودية أنها استطاعت صد صاروخ أطلقه المتمردون الحوثيون باليمن لاستهداف الرياض. لم تحدث أي إصابات ولكن ازداد التوتر في المنطقة مما سوف يؤدي إلى زيادة التوتر بين إيران، التي تدعم الحوثيين على حد زعم السعودية، وبين المملكة السعودية حيث أعلنت الأخيرة أن تلك الصواريخ بمثابة إعلان الحرب بين البلدين.


وعامة من المستبعد أن يكون ذلك سببا لحرب مباشرة بين البلدين ولكن من المؤكد أنه سيزيد الوضع سوءا في اليمن التي تعتبر أرض المعركة الحالية بين الدولتين. 

فاليمن بالفعل تواجه أزمة إنسانية طاحنة بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية مما تسبب في انتشار الأوبئة والمجاعات في البلد التي تعتبر أفقر دولة في العالم العربي بأجمعه. 

والعداء بين إيران والسعودية له تاريخا طويلا
تعتبر إيران الدولة الشيعية الأقوى في المنطقة وفي المقابل تجد أن المملكة السعوديه هي مركز الإسلام السني في العالم لذا هل يدل ذلك على أن الحرب هي حرب دينية؟
إن الصراع بين الشيعة والسنة يعود للعقود الأولى من القرن السابع. فقد بدأ بسبب الخلافات التي ظهرت بعد وفاة الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام). فقد أشارت ال BBC من قبل أن هذا الخلاف بين السنة والشيعة يشبة تلك الحرب التي كانت بين الدول الكاثوليكية والبروتستانتية على السلطة خلال القرن السابع عشر.

ومن الواضح أن السياسة الخارجية لإيران والسعودية تخضع لمبدأ الطائفية حنت كونت كلا البلدتين تحالفات مع دول تتبنى نفس مذهبها الديني فهل ذلك دليلا على أن العداء بين الدولتين هو عداء دينيا؟ ليس بالفعل بل هو عداء سياسيا واقتصادا في الأصل فهي حرب من أجل فرض السيطرة والاستحواذ على الموارد في المنطقة.

 كيف بدأ هذا النزاع القديم؟
لا يوجد حادثة واحدة تحديدا تسببت في التوتر بين الدولتين ولكن لعبت الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 دورا كبيرا في خلق هذا الجو الحالي من العداء. فنجاح تلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتبرت حينها تهديدا للسعودية فهي دولة يحكمها شيعيون معادون للولايات المتحدة التي تعتبرها السعودية حليفا وفيا لها. كما بدا واضحا حرص القادة الإيرانيين على نشر معتقداتهم خارج البلاد فقد قدم آية الله الخميني الدعم للميليشيات الشيعية المتواجدة خارج إيران مما دعا السعودية إلى تقوية علاقاتها مع حكومات سنية أخرى وتكوين مجموعات لدعم تلك العلاقات مثل مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول.

ثم ازداد التوتر في ثمانينيات القرن الماضي عندما دعمت السعودية الرئيس العراقي صدام حسين خلال حربه مع إيران بعد حرب الخليج 1991 التي أدت إلى ضعف العراق.

ما أسباب تصاعد الأزمة في الوقت الحالي؟
تسبب غزو العراق في 2003 التوتر للسعودية فسقوط صدام حسين يعني تسهيل الطريق أمام الأغلبية الشيعية في العراق لتولي الحكم. ثم خلال الربيع العربي 2011 حرصت الدولتان على زيادة سيطرتهم بدعم الأطراف المعارضة في البلاد التي كانت في حالة من الفوضى وقتها. وفي 2015 عقدت إيران اتفاقا بشأن برنامجها النووي مع أقوى ست دول في العالم مما أثار مخاوف السعودية من أن يكون ذلك إنهاء للعزلة الدولية التي كانت مفروضة على إيران. لذا سعت السعودية لتقوية علاقاتها مع إسرائيل التي تعتبر عدوا لدودا لإيران.

في 2016 تغير الموقف بإعدام السعودية لرجل دين شيعي بارز. مما جعل المواطنين الإيرانيين يتظاهرون في شوارع طهران منددين بفعلة السعودية وهاجموا سفارة السعودية هناك. مما أدى إلى توقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ومؤخرا ازداد الوضع سوءا بسبب الصواريخ التي يطلقها المتمردون الحوثيون على السعودية.

ما موقف دول الشرق الأوسط من هذا العداء؟ ومن الفائز؟
تعتبر مصر والبحرين والإمارات أكبر الدول الداعمة للسعودية بينما تحظي إيران بدعم العراق وأجزاء كبيرة من لبنان والقيادة الحالية لسوريا.