بقلم سميح المعايطه أميركا.. عودة السؤال القديم
لى ما قبل ما يسمى الربيع العربي كانت الولايات المتحدة تحاول معالجة مشكلة كبرى تعانيها مع الرأي العام العربي والإسلامي، في أنها تعتبر شعبيا من أعداء شعوب الأمة بسبب مواقفها المنحازة لإسرائيل في كل ما تفعل من احتلال وعدوان، وحتى التفافها على عمليه السلام.
وكانت أوساط المجتمع الأميركي تطرح سؤالا في مقالات ودراسات : لماذا يكرهوننا ؟،أي لماذا يكره العرب والمسلمون أميركا؟.
والتعامل مع هذا السؤال كان من خلال قيام المؤسسات الأميركية بحملات علاقات عامة وإنشاء محطات إذاعة وتلفزيون تمولها الخزانه الأميركية، لتحسين صورة أميركا لدى العرب والمسلمين .
وعندما جاء ما يسمى الربيع العربي استخدم الأميركان ذكاءهم في استثمار المرحلة وقدموا أنفسهم مناصرين للشعوب ووقفوا ضد أنظمة حليفة لهم بل ساهموا في إسقاطها، وعقدوا تحالفات مع قوى شعبية وبخاصة الإخوان، ونجحوا في تغيير جزء من صورتهم أو على الأقل تحييد الملف الفلسطيني من عمليات تقييم الأداء الأميركي.
اليوم يعود الملف الفلسطيني مع قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس ليحتل أولوية لدى الناس وحتى بعض الدول، وتعود أميركا إلى الواجهة طرفا معاديا للشعوب، ويعود العلم الأميركي في عدد من الدول ليكون هدفا للحرق، وتعود أميركا شريكا لإسرائيل في العدوان على الحق العربي في فلسطين، ويعود السؤال القديم مرة أخرى ليطرح نفسه لكن الإجابة واضحة لأن ترامب اختار أن يستفز الأمة في مقدساتها ورموزها التي تجمع الجميع.
تحاول الإدارة الأميركية تخفيف آثار القرار بالحديث عن عملية تفاوض قادمة وبأن القدس سيتقرر مصيرها في المفاوضات النهائية لكن كل هذا قد يجد صدى لدى الدول وأهل السياسة أما الناس فإن أميركا ألحقت بهم الأذى في مقدساتهم وعادت العلاقة بين أميركا والرأي العام العربي إلى مربعها الأول.