كيف تغيرت شخصية «باتمان» على مدار 50 عامًا؟
في تقرير نشرته «ذي إيكونوميست» البريطانية، تناول تغيير البنية الجسدية لشخصية باتمان تاريخيًا على مدار 50 عامًا، حيث يرصد تغييرات ملموسة في طول ووزن الشخصية والتي قام بأدائها أكثر من ممثل عالمي، كما يظن التقرير أن أداء «بين أفليك» للشخصية مؤخرًا كان بمثابة تحول كبير لطبيعة الشخصية.
يمزح التقرير في البداية من التغير العضلي للشخصية، ويفسر ذلك بأنه يبدو أن بروس واين قد قام بوضع جهاز رفع أثقال في مقرّه السري. عند رؤيتك للملصق الترويجي لفيلم باتمان الأخير الذي يحمل اسم «باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة»، قد تتفاجأ من القوة العضلية المبهرة للممثل بين أفليك الذي يقوم بدور باتمان، الأمر الذي يناسب شخصية باتمان الملياردير اليتيم الذي ينقذ مدينته ليلًا.
دائمًا ما كان سوبر مان ضخم الجسم، ولكن في ظهوره مع باتمان في فيلم واحد لأول مرة، يبدو أن باتمان يتفوق جسديًا عليه. تحدث بين أفليك في حوار صحفي مؤخرًا عن السبب وراء ذلك وقال «نحن لسنا في الستينيات، لا يمكنك ارتداء البدلة فحسب، فالجماهير تترقب رؤية بطل خارق».
ومن المفارقات أنه منذ ظهور باتمان الأول في الأفلام التي تناولت الشخصية منذ 50 عامًا، يعتبر آدم ويست والذي قام بدور باتمان في ستينيات القرن الماضي، هو الأقرب في البنية الجسدية إلى هيئة باتمان المحددة في مجلات القصص المصورة حيث يبلغ طوله 1.88 مترًا، ويزن 95 كيلوغرامًا، وذلك وفقًا للبيانات التي جمعها موقع Moviepilot. لكنك لو سألت متابعي ومحبّي باتمان، القليل منهم من سيختار آدم ويست بوصفه أفضل مؤدٍّ للدور، فمن الصعب أن يشاهد أحد ذلك الدور ولا يسخر من بدلة باتمان، بالإضافة إلى عدم واقعية بعض المشاهد.
على النقيض، في ثلاثية المخرج كريستوفر نولان، كان لباتمان – والذي قام بدوره كريستيان بيل – عضلات مفتولة مما أشاد به النقاد، بالرغم من كون حجمه أصغر قليلًا.
وأشار التقرير أنه في السينما الحديثة يعتبر أداء شخصية باتمان بهيئة جسدية مختلفة أمرًا مقبولًا. كان مايكل كيتون الذي قام بدور باتمان عام 1989 الأكثر ضآلة بين من قاموا بأداء دور باتمان، فكان طوله 1.78 مترًا ووزنه 72 كيلوغرامًا فقط. وليعالج المخرج هذا الأمر، تم تصوير معظهم المشاهد في أماكن ضيقة، أو بالقرب من الكاميرا حتى يظهر أكبر حجمًا، كما كانت الشخصيات الأخرى إليه بمثابة الرجل الضخم. كان جورج كلوني أيضًا قصير القامة بالنسبة لهذا الدور، لكنه ظهر ضخمًا في فيلم «باتمان وروبن» الذي صدر عام 1997 والذي لم يحقق نجاحًا كافيًا. أما جورج كلوني فلم يظهر في مشهد واحد مع «بين» الضخم، لكنه تشاجر باليد فقط مع «مستر فريز» الذي قام بدوره أرنولد شوارزنيغر في أكثر لحظات الفيلم إثارة.
بعد ذلك، قام فال كيلمر بأداء دور باتمان عام 1995 وكان ذا بنية جسدية قوية للغاية، إلا أن الفيلم كان له بُعد عاطفي تمثّل في علاقة فال كيلمبر بالممثلة
الشهيرة نيكول كيدمان.
تضيف صحيفة الإيكونوميست أن القوة الجسدية للأشرار أيضًا قد ازدادت في أفلام باتمان. فبينما صارع آدم ويست مع أسماك القرش المتفجرة، أراد الجوكر الفوضوي هيث ليدجر – الحائز على الأوسكار – مشاهدة العالم يحترق. أما توم هاردي الذي قام بدور بين في الفيلم الأخير من ثلاثية نولان، فكان يحقق أهدافه عن طريق سحق أعدائه وتحطيم رؤوسهم. وخلال هذا الفيلم تمكنا من رؤية بين يتفوق على بطل جوثام الخارق عندما رفع باتمان في الهواء وطرحه أرضًا وتساءل بصوت عالٍ: «لقد كنت أفكر ما الذي سينكسر أولًا… روحك أم جسدك؟».
للتغلب على عدوه الأخير والذي هو إنسان خارق من كوكب كريبتون، قام باتمان بزيادة وزنه، لكن من المؤكد أن قوة باتمان تكمن في قدرته على التخفي والتسلل بين الأعداء، وليست في القوة الجسدية. بالتأكيد بين أفليك ذو بنية جسدية مميزة ومناسبة لدور البطل الخارق، إلا أن بطء حركته يجعله يشبه تجسيدًا لشخصية الثور البشري في أحد متاجر الخزف الصينية على حد وصف الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه في جميع أفلام باتمان على مدار خمسين عامًا، استطاع باتمان أن يحبط المؤامرات الشريرة مستخدمًا عقله بنفس قدر استخدامه قوته العضلية أو أكثر، فكانت معاركه نفسية أكثر منها جسدية. ربما حان وقت التخلي عن أجهزة رفع الأثقال، فعندما يتعلق الأمر بباتمان، فالضخامة ليست دائمًا أفضل.