فيسك: هل ستشتري السعودية أسلحة من أمريكا بعد قرار ترامب؟
اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول القدس سيكون كابوساً على العرب، وهو "استفزازي خطير"، متسائلاً إن كانت السعودية ستقبل أن تشتري أسلحة بمليارات الدولارات من أمريكا عقبه.
وأعلن الرئيس الأمريكي، الأربعاء، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقع على قرار نقل السفارة الأمريكية إليها بعد 6 أشهر.
وقال فيسك في مقالة له بصحيفة الإندبندنت البريطانية: إن "منطقة الشرق الأوسط وبعد ثلاث حروب كارثية فإنها اليوم لم يكن ينقصها سوى قرار استفزازي كالذي اتخذه ترامب، وهو قرار مجنون من رئيس مجنون".
وتساءل فيسك: "أليس هناك من أحد في البيت الأبيض قادر على كبح جماح هذا الرئيس؟ حتى جاريد كوشنر الذي يفترض أن يكون يد ترامب في الشرق الأوسط، اتضح أنه متورط بفضيحة من خلال مشاركته بإدارة مؤسسة تمول المستعمرات اليهودية غير القانونية في الضفة الغربية".
وقال فيسك إن قرار نقل السفارة "مجرد خطوة رمزية، ولكن ذلك يعني الكثير؛ إنه يجرد القدس من كونها مدينة مقدسة للمسلمين واليهود والمسيحيين، إنه يجعلها عاصمة لإسرائيل، الفلسطينيون لا يستطيعون أبداً تقاسم المدينة مع الإسرائيليين، فهذا الأمر سيدخل عملية السلام المتعثرة أصلاً في أتون النسيان، ولم تعد هذه العملية موجودة حتى في مخيلاتنا".
إن الجميع؛ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التركي رجب طيب أردوغان، ومن السعودية إلى الاتحاد الأوروبي، انتقدوا هذه الخطوة؛ لكونها يمكن أن تجر المنطقة إلى خطر نزاع عرقي.
ويتساءل فيسك: "ألا تكفي الحروب المستعرة في الشرق الأوسط؟ إن تداعيات قرار ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل ستكون هائلة، سيقول العرب؛ مسلمين ومسيحيين، إن مدينتهم المقدسة تنتمي إلى يهود إسرائيل وليس لهم، وهو أمر غير مقبول".
كما يتساءل: "هل يتوقع ترامب أنه وبعد الترحيب الكبير به والرقص معه بالسيف في الرياض أن السعودية ستختار الولايات المتحدة لشراء أسلحة بمليارات الدولارات؟".
في الغرب سيؤدي قرار ترامب إلى تمزيق العلاقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، كما أنه سيضر بالعلاقة بين أمريكا وكندا؛ لأن أوتاوا لن تقبل بالتحرك الأمريكي، بحسب فيسك.
ويضيف: "فقط نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل سيكون سعيداً بهذا القرار؛ لأنه سيطلق له العنان لتوسع جديد وبناء مستعمرات يهودية على الأراضي العربية، وهو ما يفاقم وضع الفلسطينيين؛ فالإسرائيليون اليوم يسرقون أراضي العرب، أصحاب تلك الأراضي من سنوات، والآن يأتي ترامب ليأخذ منهم حلم إقامة دولة وعاصمتها القدس الشرقية".
ويختم كلامه قائلاً: "نعم قد يتحقق الحلم الإسرائيلي وتتحول القدس عاصمة لدولتهم، ولكن ذلك سيكون كابوساً عربياً، كما أن قرار ترامب سيعني أن أمريكا لن تستطيع أبداً التوصل إلى عملية سلام أخرى حتى لو كانت وهمية".