بقلم عباس الطرابيلى : التوك توك .. يهزم الحكومة!
واضح أننا - كدولة - عجزنا عن حل مشكلة أو باء التوك توك، الذى لم يفرض سطوته - فقط - على القرى والنجوع.. بل نراه الآن فى معظم المدن الكبرى.. وفى الشوارع الأساسية.. حتى فى العاصمة.. القاهرة.. التى باتت مقهورة.
والتوك توك الذى يتحرك بحرية - وبجاحة - على الطرق الزراعية، وأصبح وسيلة التنقل الفعلية بين القرى.. ويسيطر على الحركة فى كل حواف المدن كبيرها قبل صغيرها.. أخذ يتقدم - ببجاحة أكبر - إلى داخل المدن الكبرى.. بينما رجال المرور - إن وجدوا - باتوا عاجزين عن التصدى له.. وهم إن صادروا بعضها، سرعان ما يفرج عنها.. بالغرامة المالية.
<< والدولة - بكل أجهزتها - حائرة. ماذا تفعل، هل تصادره.. أم يسمح به.. أم تجد نفسها مضطرة إلى الاعتراف القانونى بالتوك توك.. بعد أن اعترفت بوجوده عملياً فى الشوارع.. والمسافرون على الطرق الزراعية يعرفون تلك القضية تماماً. خصوصاً عند مداخل القرى والكفور، وأيضاً عند حواف أى مدينة ولا يخدم فقط العشوائيات التى تحيط بنا فى كل مكان.
وما دام الأمر الواقع فرض نفسه علينا - فى هذه القضية - فلا بد من تقنين دخول وقواعد تشغيل التوك توك.. وفى المقدمة تحديد المناطق التى يحق له الدخول فيها. وإذا تعداها.. تتم المصادرة.. للمركبة وللرخصة.
<< ومن المهم جداً تحديد سن من يقود التوك توك وأرفض قيادة الأطفال والصبية لها. بل أرفض الاقتراح بسن من يقودها إلى 16 عاماً بحجة أنها نفس سن من كان يقود الموتوسيكل زمان. لأن سائق الموتوسيكل مسئول عن نفسه فقط.
أما سائق التوك توك فمسئول عن خمسة أفراد.. على أن نتعامل مع ظاهرة الأطفال الذين يقودون التوك توك بكل حزم وصرامة.. لأنه ليس فقط مسئولاً عن حياة ركابه.. بل أيضاً عن حياة ركاب كل وسائل النقل التى تتحرك على الطرق بين القرى.. وكم رأيت عربات توك توك تأخذ السير العكسى بل وتسابق سيارات الميكروباص!!
<< وربما تنظر السلطة إلى التوك توك كوسيلة أو كمصدر للحصول على رسوم التسجيل - للمركبة وللسائقين - وربما تنظر شركات التأمين أيضاً إلى جزء من الغنيمة.. ولكننى أتحدث هنا عن تأمين حياة الركاب.. وحياة السيارات الأخرى.. بالذات بعد أن ثبت لنا أن التوك توك من مسببات تزايد الحوادث على الطرق.
وهنا أحذر من تسييرها على الطرق الطوالى مثل الصحراوى والزراعى بين القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس.. بعد أن كثر استخدامها على معظم هذه الطرق.. بسبب اختلاف سرعات السير عليها.. مع وضع ضوابط شديدة على سيرها ليلاً على هذه الطرق وغيرها، وربما نرى أن يقتصر سيرها بين الخامسة صباحاً وحتى غروب الشمس زيادة فى الأمان.
<< وإذا كان بعض ملاك الميكروباصات ممن يعملون بجهاز الشرطة.. فإننا قد نرى زحف هؤلاء على تشغيل التوك توك.. وكله مكسب. وكفى ما نعانيه من الأولى.. حتى نعانى من الثانية!!
نقول ذلك وما دامت حكومتنا تتبع الطريق الأسهل فهى تمنع تقديم الوجبة المدرسية لأن ذلك هو الأنسب لها.. فإن الحكومة سوف تلبى رغبات عشاق التوك توك.. وتسمح بترخيصه.. ولكن - والنبى - نظموها شوية.. حتى لا نفاجأ بالتوك توك فى الزمالك وجاردن سيتى والدقى، بعد انتشاره فى مدينة نصر وبعض شوارع مصر الجديدة، وغرب الإسكندرية!!