"بوتن" يخدع الولايات المتحدة للمرة الثانية

بعد أن وقعت الولايات المتحدة في فخ روسيا فيما يخص الشأن السوري، يبدوا أن إدارة "ترامب" سوف تكرر نفس الخطأ في أوكرانيا حيث تتصاعد حاليًا المناقشات الدبلوماسية عن المبادرة الروسية الحالية. فخطة روسيا تتلخص في تمهيد الطريق لها لغزو أجزاء من المناطق الشرقية في أوكرانيا والسيطرة عليها بإقناع "ترامب" بخطة محكمة.


"بوتن" دائمًا ما يتبع أسلوبا واحدًا وهو استخدام قواته العسكرية لتصعيد القتال ثم بعد ذلك اللجوء للدول الغربية لإقناعهم بضرورة تهدئة الوضع. ولأنه يعتمد على رغبة الدول الأوروبية والولايات المتحدة في عدم التدخل الغربي يعرض هو أن يتكفل بالأمر. ولكن نوايا "بوتن" الحقيقية هي تقسيم صفوف اعداءه وتعزيز مكاسبه.

كما هو الحال في سبتمبر الماضي عندما عرض "بوتن" إدخال قوات حفظ السلام في شرق أوكرانيا في نفس الوقت الذي تحرص فيه روسيا على اشعال العنف في مظاهرات المنشقين التي أدت إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف قتيل وتهجير ما يزيد عن 1.5 مليون شخص منذ 2014. مما دعا أوكرانيا وقوى الغرب والولايات المتحدة إلى الترحيب بفكرة تدخل روسيا في الأمر.

ولكن كما صرح وزير خارجية أوكرانيا "بافلو كليمكن" من قبل " إن عرض روسيا للحماية ليس له أي معنى على الإطلاق." وذلك لأن روسيا عرضت في بادئ الأمر أن تنشر تلك القوات على الخط الواصل بين القوات العسكرية الأوكرانية وقوات المنشقين و1ذا له تفسير واحد وهو أن روسيا تسعى تعزيز مكانها على تلك الأرض.

وعامة فإن الدول الغربية تأخذ عرض روسيا على محمل الجد فقد اتصلت المستشارة الألمانية "ميريكل"  ب"بوتن" واقنعته أن لا ينحصر وجود القوات العسكرية على الخط الفاصل فقط مما دل على إمكانية إجراء المفاوضات مع روسيا بهذا الشأن.

كما قدم "فولكير" مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالشأن الأوكراني عرضًا تفصيليًا لحل الأزمة ولكن رفضت سوريا 26 بند من أصل 29 بند احتواها هذا العرض وعلق "فولكير" قائلا أنه لن ييأس وأن الحل الوحيد هو تطبيق اتفاقية السلام مينسك 2 التي تعهدت كلا من روسيا وأوكرانيا بتطبيقها في السابق.

والوضع متوقف حاليًا بسبب أن روسيا ترفض وقع إطلاق النار وإزالة أسلحتها الثقيلة من شرق أوكرانيا حتى أن روسيا لا تعترف أصلا بوجود قوات لها في شرق أوكرانيا لذا لن توافق أبدا على إزالة تلك القوات.

ولكن يبدوا أن الولايات المتحدة تعتقد أن "بوتن" يسعى للتخلص من التزاماته المادية والعسكرية في شرق أوكرانيا ويعلق "فلوكر" قائلا إذا كان هدف روسيا جعل أوكرانيا بلدًا تابعة لها فتدخلها العسكري لن يحقق ذلك.

وعلى الأرجح فإن "بوتن" يعيد نفس استراتيجيته الذي اتبعها في سوريا وهو التدخل في المحاولات الدبلوماسية لشراء الوقت لتعزيز مكاسبه في أرض المعركة.