الغارديان: هجوم سيناء يجب أن يكون نقطة تحوّل في محاربة الإرهاب

الغارديان: هجوم سيناء يجب أن يكون نقطة تحوّل في محاربة الإرهاب
الغارديان: هجوم سيناء يجب أن يكون نقطة تحوّل في محاربة الإرهاب

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الهجوم الدموي الذي وقع في سيناء، مساء الجمعة، وأدى إلى مقتل 235 فرداً وإصابة العشرات، أثناء صلاة الجمعة، يجب أن يشكّل نقطة تحوّل في الحرب على الإرهاب.


وتابعت الصحيفة، أن ثلاث سنوات من القتال لسحق تمرّد شنه ما يعرف بتنظيم "ولاية سيناء التابع لتنظيم "داعش"، فشل بهجوم يوم الجمعة، وإن لم يتبنه التنظيم بشكل رسمي، إلا أنه يحمل بصماته، أضف إلى ذلك العديد من الهجمات التي شنها التنظيم طيلة السنوات الثلاث الماضية.

تعتبر ولاية سيناء واحدة من 12 فرعاً لتنظيم "داعش"، أنشأها في عام 2014، كما أنشأ فروعاً أخرى في الشرق الأوسط، حيث استخدم التنظيم في العراق جماعات محلية لإنشاء تلك الولايات التابعة له.

وفي وقت نجحت جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا والجزائر في القضاء على تلك التنظيمات التابعة لتنظيم "داعش"، فإن تنظيم ولاية سيناء ما زال قوياً وقادراً على شن الهجمات، على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية.

ويرى دافيد غارنتستين روس، المتخصص في مكافحة الإرهاب، أن منظمة ولاية سيناء نشأت قوية، وأن الهجوم الذي وقع يتناسب مع طريقة تفكير هذا التنظيم.

وفي وقت سابق من هذا العام، ركّزت هجمات تنظيم "داعش" على الأقلية المسيحية في مصر، حيث شنّت أربع هجمات على الأقل.

كما شن التنظيم، في يوليو الماضي، هجوماً أدى إلى مقتل 23 جندياً، بينهم خمس ضباط، وتبنّى التنظيم هذا الهجوم، في وقت قال محللون إن الهجوم من تنفيذ جماعات مسلحة منافسة للتنظيم، وإنه من تنفيذ مجموعة محلية تتبع تنظيم القاعدة الذي بدأ ينشط هناك.

وترى الصحيفة البريطانية أن القصة أعمق من هجمات منفصلة هنا أو هناك في سيناء؛ إنها تعود إلى الربيع العربي عام 2011، وإسقاط حسني مبارك، رئيس النظام المصري وقتذاك، وإطلاق سراح الآلاف من المسلّحين الإسلامين، كما أن سقوط العقيد معمر القذافي في ليبيا أدى إلى تدفق سيل من الأسلحة في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك في الخلفية أيضاً المظالم التي تعاني منها القبائل البدوية المهمّشة في سيناء، والتي زاد من تردّيها الجهود الحكومية لمكافحة الإرهاب.

الأمل الآن هو أن يكون هذا الهجوم مثل الهجوم الذي وقع في الأقصر عام 1997، وأدى إلى مقتل 60 شخصاً، وشلّ قطاع السياحة في مصر وأرهب المصريين، وقتها ثار الرأي العام ضد المتطرّفين، مع تعزيز الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب، فلقد كان هذا الهجوم هو نقطة التحول الكبرى في الحرب على الإرهاب، واليوم فإن مصر بحاجة إلى أن تستشعر ذلك عقب الهجوم المدوّي.