ما هي تأثيرات الصداقة بين مستشار ترامب ومحمد بن سلمان على المنطقة؟
خاص سياسي - جهاد السقا
نشرت جريدة الجارديان البريطانية على موقعا الرسمي تحليلًا لزيارات "كوشنر" المتكررة للمملكة السعودية وأشارت فيه أن الصداقة بين أمير السعودية "محمد بن سلمان" و "جارد كوشنر"، ابن زوجة الرئيس الأمريكي ترامب ومستشاره الأعلى ، قد أصبحت قوية .
وأصبحوا يشكلون مزيجًا خطرًا. فهما متقاربان في السن وكلاهما يمتك نفوزًا قويًا. وتظهر تلك الصداقة من خلال زياة "كوشنر" ذي ال 36 عامًا للمرة الثالثة هذا العام. وقد أشارت الأخبار أنه ظل يتحدث لوقت متأخر ليلًا مع صديقه سلمان ذي ال 32 عامًا.
وتكمن أهمية تلك الزيارة في الأحداث التي تلتها مباشرة حيث بدأ سمان حملة اعتقالات واسعة لمنافسيه الأغنياء كما خطط لإنقلاب عسكري مقنع في لبنان بالإضافة إلى نشر قوات عسكرية لتنفيذ الحصار على سواحل اليمن مما يهدد بكارثة إنسانية. ولم يعلن الجانب الأمريكي امتعاضه بهذا الشأن مما يؤكد على موقفه الداعم للسعودية بل نشر ترامب تغريدة يدعم تلك الاعتقالات.
وكما شرح تحليل الجاردين أن تلك العلاقة القوية بين الطرفين قد سببت القلق للدبلوماسيين الأمريكيين والبنتاجون وخاصة أن "كوشنر" متكتمًا للغاية ولا يطلع المسؤولين عن موضوع المحادثات بينة وبين سلمان. فليس أمامهم سوى التكهن بالاعتماد على أماكن زيراته وما يفعله.
وقد يقال أن السيايات الخارجية لترامب تخص أمريكا فقط لكن عندما تتسبب تلك السايسات في زعزعة الاستقرار في المنطقة الأكثر نزاعًا في العالم إذا فهذا الأمر يخص الجميع. فهذا بالفعل ما يحدث حاليًا. فعندما كان سلمان وزير دفاع في 2015 بدأ التدخل العسكري في اليمن وكان الهدف من ذلك هو القضاء على المتمردين الحوثيين الشيعة والحد من النفوذ الإيراني.
ولكنه لم يحقق أيًا من هذان الهدفان. فكانت النتيجة تحويل واحددة من أكثر الدول فقرًا في العالم إلى ساحة قتال يملؤها العنف والمرض ونقص التغذية.
وقد حذرت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من موت ملايين من الناس كما صرحت منظمة إنقاذ الأطفال أن حوالي 130 طفل يمني يموتون يوميًا وأكثر من 50 ألف طفل قضوا نحبهم خلال العام الحالي فقط. وقد أشارت تقارير تليفزيون بي بي سي أن أن الكارثة في اليمن غير مقبولة تمامًا لأنها ليست حتمية. ومع هذا لا تقابل التصرفات السعودية بأي انتقادات من الجانب الأمريكي.
والجدير بالذكر أن الخوف من إيران هو أساس السياسة الخارجية التي تتبناها السعودية بما فيها من أخطاء مما يدعوا للمزيد من القلق ويظهر ذلك في ما حدث مؤخرًا من إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة بعد رفضه التصدي لحزب الله الذي تدعمه إيران.
وقد بررت الولايات المتحدة الأمريكية صمتها بخصوص الشأن اللبناني بأن من الأفضل عدم الخوض من النزاعات التي تشتعل بالإنابة. وعبرت فرنسا وألمانيا عن قلقهم بخصوص الحصار الذي فرض على قطر مؤخرًا وعدم استقرار المنطقة بأسرها.
كما أثارت حملات التسليح الذي يقوم بها سلمان في اليمن حقيظة الخارجية البريطاني الذي دعا بسرعو دخول المساعدات الإنسانية والتجارية لليمن. وجاء هذا على خلاف عادة الحكومة البريطانية التي كانت دائمًا تدعم الرياض ولكن يمكن أن يكون لوزير الخارجية أهدافًا اصة وخاصة بسبب تورطه في قضية حبس امرأة بريطانية إيرانية عن طريق الخطأ. وسوف يمر بزيارة قريبة لطهران فربما يمهد للزيارة بهذا التصريح.
ويبدوا أن نظرة الغرب للمملكة تتغير بسبب تصرفات سلمان التي تزيد من النزاعات في المنطقة. وتواجه السعودية حاليا العديد من االتحديات غير خلافها مع إيران وأهم تلك التحديات انخفاض مخزون النفط والثروة القومية وازدياد المطالبات بالإصلاح.