السجن مدى الحياة للجنرال الصربي راتكو ملاديتش

أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة حكما بالسجن مدى الحياة بحق الجنرال الصربي والقائد السابق لجيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش.

وأعلن القاضي ألفونس أوري، الذي يشرف على قضية ملاديتش عن هذا القرار في جلسة المحكمة في لاهاي اليوم الأربعاء. وتمت إدانة ملاديتش بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك قواعد الحرب.

وقال القاضي: "نظرا لخطورة الجرائم التي أدين فيها المتهم، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية... قررت المحكمة إصدار الحكم بالسجن مدى الحياة بحق ملاديتش".

وتمت إدانة الجنرال ملاديتش في تهمة الإبادة الجماعية للمسلمين جراء مجزرة سريبرينيتسا التي راح ضحيتها أكثر من 7 آلاف شخص.

كما دانته المحكمة في تهمة اختطاف موظفين أمميين كرهائن في البوسنة والهرسك عام 1995.

وتضمنت لائحة الاتهام بحق ملاديتش ما مجموعه 11 بندا، يتعلق كلها بارتكاب جرائم أثناء الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك خلال أحداث تفكك يوغسلافيا في التسعينات من القرن الماضي. وتمت إدانة ملاديتش في 10 تهم من أصل الـ 11. ويحق لملاديتش الطعن بالحكم .

واستمرت جلسة النطق بالحكم في قضية ملاديتش عدة ساعات. وتم إبعاد راتكو ملاديتش من قاعة المحكمة بسبب تصرفاته، فيما طلب محاموه تعليق الجلسة بسبب الحالة الصحية للمتهم، لكن القاضي تجاهل الطلب وقرر استمرار الجلسة.

ورحب المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، بالحكم الصادر بحق ملاديتش، ووصفه بـ "انتصار العدالة".

واعتبر أن الحكم هو بمثابة تحذير لمن يرتكب جرائم مماثلة، وإشارة إلى أنهم لن يفلتوا من العقاب بغض النظر عن قوتهم والوقت الذي قد تستغرقه محاكمتهم.

يذكر، أن ملاديتش كان يقود جيش صرب البوسنة أثناء الحرب في البوسنة والهرسك في 1992 – 1995. وتم توجيه أول تهمة إليه من قبل القضاء الدولي في عام 1995، وبعد ذلك تم إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه.

وتم اعتقال ملاديتش في عام 2011، ونقل إلى مدينة لاهاي، حيث بدأت محاكمته في مايو/أيار عام 2012. وخلال المرافعات القضائية أدلى أكثر من 160 شاهد عيان من جانب الاتهام بشهاداتهم وأكثر من 200 شاهد من جانب الدفاع.