فورين بوليسي: طهران تكسب حرب السيطرة على الشرق الأوسط

فورين بوليسي: طهران تكسب حرب السيطرة على الشرق الأوسط
فورين بوليسي: طهران تكسب حرب السيطرة على الشرق الأوسط

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن إيران تكسب حرب السيطرة على الشرق الأوسط، وأن لا مؤشر على أن التحرّكات "الجريئة" التي اتخذها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يمكن أن تقف بوجه المد الإيراني.


وقالت المجلة إن السعودية على طريق حرب في الشرق الأوسط عبر العديد من الإجراءات التي اتخذتها؛ منها استقالة سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، وتصاعد حدة خطاب السعودية تجاه إيران عقب إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً على الرياض.

محمد بن سلمان فتح عدة جبهات في وقت واحد، بحسب المجلة؛ فبالإضافة إلى خطابه التصعيدي ضد إيران، فإنه أمر باعتقال العشرات من الأمراء والوزراء بتهم الفساد، ولكن رغم كل هذه التحركات لا يبدو أن بن سلمان وجد الطريقة المثلى لمحاربة إيران.

امتدّت المواجهات بين السعودية وإيران على مدى العقد الماضي في عدة جبهات في الشرق الأوسط، فهي وإن هدأت في جبهات العراق ولبنان، فقد انهارت في سوريا واليمن.

وتضيف أنه "في كل الجبهات يمكن أن نلمس تفوّقاً إيرانياً واضحاً جداً؛ ففي لبنان هزم حزب الله الذي ترعاه إيران الأطراف السنية وجماعة 14 آذار التي ترعاها السعودية، وخاصة في أعقاب أحداث مايو 2008، عندما استولى الحزب على العاصمة وبيروت الغربية والمناطق المحيطة بها، حيث عجز وقتها وكلاء السعودية عن مواجهة وكلاء إيران، ثم بعد ذلك كان تدخل حزب الله في سوريا ودعمه لبشار الأسد، دون أن يعبأ بالنظام السياسي القائم في لبنان".

في ديسمبر من العام الماضي، تم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الحريري، وتعيين الجنرال الموالي لـ "حزب الله"، العماد ميشال عون، رئيساً للجمهورية، وهو أمر أسهم بتعزيز سطوة إيران على لبنان، أدركته السعودية واضطرت إلى دفع حليفها الحريري لتقديم استقالته موخراً.

أما في سوريا فإن دعم إيران لنظام بشار الأسد أدى دوراً حاسماً في منع انهيار النظام، فقد قامت طهران بدفع مليشياتها إلى سوريا وتشكيل مليشيات محلية، الأمر الذي أسهم في هزيمة معارضي النظام المدعومين من طرف السعودية ودول سنية أخرى.

أما في العراق، فقد طوّر الحرس الثوري الإيراني نفسه داخل البلاد من خلال تشكيلات الحشد الشعبي، التي يبلغ قوامها نحو 120 ألف جندي، وبالرغم من أنه لا تتبع كل تلك المليشيات لإيران، فإن أقواها هي التي تتبع إيران؛ وهي منظمة بدر، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق.

بالإضافة إلى ذلك فإن إيران تتمتّع بنفوذ سياسي كبير في بغداد من خلال حزب الدعوة الحاكم، الحليف التقليدي لإيران، كما أن منظمة بدر تسيطر على وزارة الداخلية، من خلال مرشحها قاسم الأعرجي، الأمر الذي أسهم في تماهي المليشيات المسلّحة مع القوات المسلحة الرسمية، والاستفادة بشكل كبير من المعدات والتدريب الأمريكي.

حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، زار السعودية الشهر الماضي، وافتتح مع الملك سلمان المجلس التنسيقي العراقي السعودي، في خطوة هي الأولى منذ ربع قرن، إلا أنه من الواضح أنه ليس لدى السعوديين سوى المال لكسب حلفاء جدد في العراق.

أما اليمن، فقد حاولت السعودية التدخل العسكري المباشر فيها، وكانت النتائج مختلطة، فرغم فشل الحوثيين في السيطرة على كامل التراب اليمني بسبب هذا التدخل العسكري السعودي؛ فإن المملكة تعثرت في وقف الإمدادات الإيرانية إلى الحوثيين، كما أن الحرب باتت بلا أفق، مع تردّي الحالة الإنسانية هناك.

وتقول المجلة: "هذه مجرد أدلة قليلة يجب على السعوديين أن ينظروا إليها ويستفيدوا من فشلهم السابق، حتى يتمكّنوا فعلاً من ردع النفوذ الإيراني في المنطقة".

لقد أعرب ولي العهد السعودي عن رغبته بمحاربة إيران ووكلائها في المنطقة، ولكن المسألة تتوقف أيضاً على استعداد حلفاء السعودية للانخراط في مثل هذه الحرب.