هل تحاول السعودية دفع إسرائيل للدخول في حرب مع حزب الله وإيران؟

ما الصلة بين استقالة الرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجأة وتهديد حزب الله باغتياله والسعودية وإسرائيل؟ إنها إيران. ولكن يجب على إسرائيل أن لا تنخدع بمحاولات الرياض لخلق مواجهة مبكرة بين جميع الأطراف.


وبحسب مقال نشرته صحيفة هارتس الاسرائيلية للكاتب Daniel B. Shapiro فإن رحيل الوزراء اللبناني يدل على التوتر المتصاعد بين السعودية والإيران في المنطقة الذي له تأثير قوي على اسرائيل. الحريري هو رجل صالح ولكنه ليس قائدا بالفطرة. فقد اضطر بعد اغتيال والده أن يكون قائد الجبهة السنية اللبنانية.

وخلال فترته الأولى كرئيس للوزراء بلبنان من 2009 إلى 2011 اختار سعد أن يقوم بدوره في ظل والده فعند زرايته في بيروت تجد أنه لا يزال يحتفظ بإرث والده في كل شيء بداية من الثراء الفاحش إلى الحراسة المشددة كما أنه عند الجلوس مع زواره تراه يجلس على مقعد بجانب المقعد الذي كان مخصص لوالده الذي مغطى بشريط أسود للتعبير عن الحداد. كما أن قبول لهذا المنصب كان أيضا بناء على رغبة داعميه السعوديين. فكانت السعودية دائما تدعم الجبهة السنية في لبنان خلال الحرب الأهلية.

 كمان أنهم كانوا يقدمون دعما ماديا لإمبراطورية الحريري التجارية. وبذلك كان الحريري مقيدا لا يستطيع التحرك يمينا او يسارا بدون موافقة السعوديين لذا لم يستطيع رفض رغبتهم في توليه المنصب مرة أخرى.

وكانت الفترة الأولى لرئاسته للوزراء تمتلئ بالعديد من المشاكل والصراعات. فمثلا الوزراء التابعين لحزب الله كالذين كان بمقدرهم إسقاط الحكومة في أي وقت وتحقيقات اغتيال والده ومضايقات بشار الأسد حليف حزب الله.

كل هذا الأحداث تكشف محاولات إيران لاستعادة السيطرة في لبنان بعد أن تسببت المظاهرات 14 مارس بعد اغتيال الحريري في انسحاب القوات السورية بعد أن تواجدت ل 30 عامًا. وبدعم السعودية والولايات المتحدة له استطاع الحريري احتمال كل تلك الضغوط لفترة ولكن عندما توقفت السعودية عن دعمها له في 2010 عندما حاول الأمير عبد العزيز ابن الملك عبدالله إعادة العلاقات مع الأسد حين رفض الحريري الاشتراك في تلك الجهود سحب حزب الله وزراءه من الحكومة بشكل مخزي عندما كان الحريري في زيارة للولايات المتحدة في عام 2011.

ولكن ما الذي أقنع الحريري بالعودة لهذا المنصب مجددا؟ يبدوا أن السعودية قدمت له عرضًا مغريًا. فقد كان الملك عبد الله من أشد الكارهين لإيران وكان يصفها برأس الحية ولكنه حسم الموقف في لبنان في 2011. وحاليًا أصبحت السعودية تحت قيادة الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان الذي يبدوا مصممًا على منافسة إيران من اليمن وحتى سوريا ولبنان.

فعودة مناصرهم الحريري للسلطة سيضمن لهم التواجد في الساحة. وواجه الحريري العديد من الضغوط بسبب زيادة نفوذ حزب الله والحرب الأهلية بسوريا. فالحريري كان يعرف أن فتره زائلة لا محالة بسبب سيطرة حزب الله.

والسؤال الأهم هل استقالة الحريري تعني توقف السعودية عن دعمه؟ يبدوا أن السعودية تبحث عن طريقة أخرى لمواجهة نفوذ إيران في لبنان وهي إشعال الحرب بين إسرائيل وحزب الله. فاستقالة الحريري قد يتلقى حزب الله اللوم بسبب المشاكل التي تواجه لبنان مما قد يدفعه إلى مواجهة إسرائيل للحصول على دعم اللبنانيين.